أخبار عاجلة

معهد واشنطن: 3 سيناريوهات لخروج الإخوان من القلعة والعودة إلى الكهف

معهد واشنطن: 3 سيناريوهات لخروج الإخوان من القلعة والعودة إلى الكهف معهد واشنطن: 3 سيناريوهات لخروج الإخوان من القلعة والعودة إلى الكهف
الأول: الإبقاء على القواعد.. واستغلال تراجع .. وعودة القادة الهاربين

كتب : أحمد الطاهرى الأربعاء 09-10-2013 10:24

أصدر معهد واشنطن للدراسات مؤخراً ورقة بحثية للباحث إيريك تريجر صاحب السجال الشهير مع القيادى الإخوانى محمد البلتاجى قبل أشهر عندما كشف «تريجر» تولى «البلتاجى» ملف أخونة الأجهزة الأمنية.

الثالث: هروب شباب التنظيم للجماعات الجهادية.. والعودة إلى القتل والاغتيالات

وركزت الورقة حول مصير الإخوان وسيناريوهات المستقبل بالنسبة للجماعة التى أصبحت محظورة بحكم القانون، إذ أكد «تريجر» أنه بعد إطاحة دراماتيكية بالرئيس الأسبق حسنى مبارك فى فبراير 2011، ارتفع الإخوان فى بسرعة من الكهف إلى القلعة، وحققوا الفوز فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وبالتالى تمكنوا من تعيين أعضاء التنظيم فى مناصب تنفيذية داخل الحكومة، ولكن بعد 15 شهراً، وعقب انتفاضة شعبية جامحة، ما زال الجدل حول ما إذا كانت انقلاباً، مما سيتبين فى وقت لاحق، فإن الإخوان يواجهون مصير العودة إلى الكهوف مرة أخرى.

وقال «تريجر»: القضاء المصرى أصدر حكماً بأن جماعة الإخوان محظورة وغير مشروعة وأذن للحكومة المدعومة من الجيش للاستيلاء على ممتلكاتها، مضيفاً: إلى حد ما، فإن قرار المحكمة يعزز استراتيجية قطع الرأس التى تنتهج مع الإخوان منذ الإطاحة بـ«مرسى» فى 3 يوليو الماضى، وهى الضربة التى أعاقت قدرات التنظيم بشكل كبير، إلا أن سياسة قطع الرأس تركت الباب مفتوحاً أمام إمكانية تحوّل الإخوان إلى مرتبة جديدة من العنف، وسيكون لهذا الحكم تبعات وعواقب كثيرة، لأن حظر جميع الأنشطة للتنظيم الإخوانى سيؤثر بشكل مباشر على شبكات الخدمة الاجتماعية للإخوان، التى كانت تصل من خلالها إلى الجمهور وتجنّد الأعضاء الجدد، كما يمكن أيضاً من خلال الحكم إبطال الذراع السياسية لها الممثلة فى حزب الحرية والعدالة.

وأضاف: المؤكد أن حظر جماعة الإخوان لن يهدم الإسلام فى مصر، ولكن الأيديولوجيات الدينية تتمتع دائماً بالدعم من خلال الترويج لمثل هذه المفاهيم فى ذلك البلد المعروف بالنزعة الدينية، ومع ذلك فإن العديد من الأحزاب الإسلامية -بما فى ذلك تلك التى هى أكثر راديكالية من الإخوان- تظل بمنأى، فعلى الرغم من إصرار الإخوان على أن «الإسلام هو الحل» فإنها لم تقم بصياغة رؤية إسلامية متماسكة ولم تعكس أى مفهوم محدد لهدفها المعلن المتمثل فى «دولة إسلامية».

وأشار «تريجر» إلى أن جماعة الإخوان، أولاً وقبل كل شىء، هيكل تنظيمى معنى بأولوية التماسك الداخلى وطاعة كاملة من أعضائه للتوجيهات المؤسسية الخاصة بها، ونادراً ما تموت الأفكار، وفى الواقع ورغم حظر الإخوان، فإنه سيبقى مئات الآلاف من مختلف الرتب داخل هذا التنظيم الذى يسعى دائماً للسيطرة على المجتمع ومن بعده الدولة، فإنه يمكن توقع عدد من الاحتمالات، من بينها إعادة تماسك التنظيم عبر قادة الإخوان الذين ذهبوا إلى المنفى للاسترشاد بالتنظيم الدولى، فبالنسبة لهرمية التنظيم هناك ثلاثة على الأقل من ستة من كبار قادتها خارج مصر الآن، وهم الأمين العام محمود حسين الموجود حالياً فى تركيا ونائب المرشد جمعة أمين الموجود الآن فى لندن، فى حين أن نائب المرشد محمود عزت يُعتقد أنه فى غزة، فضلاً عن أن قيادة «رابعة» وهو محمود غزلان، غير معروف مكانه.

الثانى: خوض الانتخابات كمستقلين.. وممارسة ضغوط لإحياء التنظيم

ومضى قائلاً: يبدو أن قادة الإخوان يرفضون إبداء محاولة للمصالحة مع الشعب المصرى، بل يدعون أعضاء التنظيم فى مصر إلى مواصلة الاحتجاج ضد الإطاحة بـ«مرسى»، إلا أن جماعة الإخوان لن تكون قادرة على تنسيق أنشطة مفصلة للغاية من الخارج، دون وجود سلسلة القيادة داخل مصر، فإنه يمكنها أن تبقى على الإخوان العاديين داخل مصر، بغرض الحفاظ على تربة خصبة لقادة الإخوان فى العودة، وإعادة تأسيس التنظيم مع أول انفتاح سياسى ينبثق.

ووفق رؤية «تريجر» فإن الاحتمال الثانى قد يكمن فى أن تقرر قواعد الإخوان العادية المشاركة فى الانتخابات كمستقلين، دون وجود التنظيم، لكن وفق استراتيجيته، والعمل فى بعض المناطق دون غيرها، وتخلق فرصاً لنفسها من خلال أداء جيد، فإن كان صحيحاً أن «الإخوان» لا تحظى بشعبية كبيرة فى الوقت الراهن، فإن هذا قد يتغير مع استمرار الاقتصاد المصرى فى تراجعه فى ظل الحكومة المدعومة من الجيش، والأهم من ذلك أنه بالنظر إلى أن مستويات محلية من قيادات الإخوان لم يلقِ القبض عليهما، فإنه يمكن أن يقوم الإخوان بخلق قدر من التنسيق داخل هذه المناطق لاختيار المرشحين وحشد المؤيدين بكفاءة من خلال شبكات العلاقات الشخصية التى ستبقى على قيد الحياة حتى من دون التسلسل الهرمى للجماعة، والحقل السياسى فى مصر يساعد على ذلك، فهناك عشرات الأحزاب، وكثير منها لا تكاد تختلف عن بعضها البعض فكرياً، تعانى كذلك من سوء التنظيم، وهى الميزة المتوافرة لدى المستقلين الإخوان، فهم منظمون جيداً، وإذا نجح الإخوان فى أن يصلوا كمستقلين سيتم استخدام تلك الانتصارات للضغط من أجل حرية تجديد نشاط الجماعة وإحياء التنظيم.

أما بشأن الاحتمال الثالث، فقال «إيرك تريجر» إن قواعد الإخوان العادية فى مصر قد تتخلى عن التنظيم وتتحول إلى حركات إسلامية أخرى، بما فى ذلك الجماعات العنيفة وخسارة كل شىء، لا سيما الجيل الأصغر سناً، فقد يميلون إلى أن يكونوا أكثر راديكالية من قادتهم المحافظين استراتيجياً، وأنها قد تعمل الآن على التطرّف، ويعزّز ذلك أن هذا الجيل من الرتب التنظيمية الصغيرة تم استخدامه كأداة سياسية فى العنف فى الماضى القريب -وعلى الأخص فى ديسمبر الماضى- عندما تصدت كوادر الإخوان للمحتجين خارج القصر الرئاسى وارتكبوا أعمال تعذيب وقتل للمحتجين، والتاريخ أيضاً غنى بأمثلة من الإخوان الذين اتجهوا نحو الأنشطة الجهادية خلال فترات القمع الذى مارسته الدولة ضد الجماعة. وتابع: جماعة الإخوان أثبتت مراراً أهدافها الشمولية واستعدادها لاستخدام العنف ضد معارضيها فى متابعة تلك الأهداف، وهذا جزء كبير من السبب فى أن ملايين المصريين ثاروا ضدهم فى المقام الأول.

ON Sport