تحقيق أمريكي لتسريب الوثائق وضغوطات لوقف إطلاق النار

تحقيق أمريكي لتسريب الوثائق وضغوطات لوقف إطلاق النار تحقيق أمريكي لتسريب الوثائق وضغوطات لوقف إطلاق النار
شهدت الحرب بين إسرائيل وجماعتي «حماس» و«حزب الله» تصعيدًا ملحوظًا في التوترات، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل أو فقدان 87 شخصًا جراء غارات إسرائيلية على منازل في شمال القطاع. وفي جنوب لبنان، أسفرت غارة إسرائيلية عن مقتل ثلاثة جنود لبنانيين، بينما تحقق الولايات المتحدة في تسريب وثائق سرية تتعلق بخطط إسرائيلية لمهاجمة إيران، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية. رفض وقف النار

تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بعد مقتل زعيم حماس يحيى السنوار الأسبوع الماضي. لكن إسرائيل وحماس لم تُظهرا أي اهتمام متجدد بمثل هذه الصفقة، بعد أشهر من المفاوضات التي توقفت في أغسطس.

تسريب غير مصرح

تحقق الولايات المتحدة في تسريب غير مصرح به لوثائق سرية تقيم خطط إسرائيل لمهاجمة إيران، بحسب ثلاثة مسؤولين أمريكيين. وقال مسؤول أمريكي رابع إن الوثائق تبدو شرعية. وتشير الوثائق المنسوبة إلى وكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية ووكالة الأمن القومي الأمريكيتين، والمصنفة على أنها سرية للغاية، إلى أن إسرائيل كانت تحرك أصولا عسكرية إلى مكانها، لتنفيذ ضربة عسكرية ردا على الهجوم الصاروخي البالستي الإيراني في الأول من أكتوبر.

انهيار القطاع الصحي

ذكرت الصحة في غزة أن 40 شخصا آخرين أصيبوا بالغارات على بلدة بيت لاهيا، التي كانت من بين الأهداف الأولى للغزو البري الإسرائيلي قبل نحو عام.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربة دقيقة على هدف لحماس.

وتنفذ إسرائيل عملية واسعة النطاق في شمال غزة منذ الأسبوعين الماضيين، زاعمة أن حماس أعادت تنظيم صفوفها هناك.

ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن مئات الأشخاص قتلوا، وإن القطاع الصحي في الشمال على وشك الانهيار.

وضع غزة كارثي

قال رحيم خضر، وهو طبيب، إن من بين القتلى جراء الغارات في بيت لاهيا والدين وأطفالهما الأربعة، وامرأة وابنها وزوجته وأطفالهما الأربعة. وأضاف أن الغارة دمرت مبنى متعدد الطوابق، وأربعة منازل مجاورة على الأقل.

ولفت الجيش الإسرائيلي إلى أنه استخدم ذخائر دقيقة ضد هدف لحماس، ورفض أرقام الضحايا التي نشرها مكتب الإعلام التابع للحكومة التي تديرها حماس، الذي يعمل بشكل منفصل عن وزارة الصحة. وأوضح أن المنطقة عبارة عن منطقة حرب نشطة، وأنه يحاول تجنب إيذاء المدنيين. وقال مدير عام وزارة الصحة منير البرش، في منشور على موقع «إكس»، إن تدفق الجرحى جراء الغارات أدى إلى تفاقم «الوضع الكارثي بالفعل للنظام الصحي في شمال غزة».

في حين دعت منظمة «أطباء بلا حدود» الخيرية الدولية، المعروفة باسمها الفرنسي MSF، القوات الإسرائيلية إلى «وقف هجماتها على المستشفيات في شمال غزة فورا»، بعد أن قالت وزارة الصحة إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مستشفيين خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقال الجيش إنه كان يعمل بالقرب من أحد المستشفيات، لكنه لم يطلق النار عليه بشكل مباشر، وإنه يحقق في الحادث الآخر.

وأكدت آنا هالفورد، منسقة الطوارئ في «أطباء بلا حدود»: «التصعيد المتزايد للعنف والعمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة التي شهدناها على مدى الأسبوعين الماضيين في شمال غزة لهما عواقب مروعة. عندما تتم مهاجمة المستشفيات، وتدمير بنيتها التحتية، وانقطاع الكهرباء، تصبح حياة المرضى والطاقم الطبي مهددة».

وقد انقطعت خدمة الإنترنت بشمال غزة في ساعة متأخرة من مساء السبت، ولم تتم استعادتها بعد ظهر الأحد، مما جعل من الصعب جمع المعلومات حول الضربات، وتعقيد جهود الإنقاذ.

مقتل 3 جنود لبنانيين

في لبنان، تصاعدت التوترات على مدى عام كامل حتى تحولت إلى حرب شاملة الشهر الماضي، وأرسلت إسرائيل قوات برية إلى لبنان في بداية شهر أكتوبر.

وقال الجيش اللبناني إن ثلاثة من جنوده قتلوا بغارة إسرائيلية على مركبتهم في جنوب لبنان، بينما لم يصدر أي تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على الغارة التي وقعت يوم الأحد.

ظل الجيش اللبناني إلى حد كبير على الحياد في الحرب بين إسرائيل وحزب الله، والواقع أن الجيش مؤسسة تحظى بالاحترام في لبنان، ولكنه لا يتمتع بالقوة الكافية لفرض إرادته على حزب الله أو الدفاع عن البلاد في مواجهة غزو إسرائيلي.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إن الخسائر المدنية في لبنان خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله «مرتفعة للغاية»، وحث إسرائيل على تقليص بعض الضربات، خاصة في بيروت ومحيطها.

العملية الإسرائيلية الواسعة شمال غزة دخلت أسبوعها الثالث.

العملية العسكرية تستهدف مخيم جباليا في شمال قطاع غزة، حيث تعتقد إسرائيل أن مسلحي حماس أعادوا تنظيم صفوفهم.

جباليا هو مخيم حضري للاجئين مكتظ بالسكان، يعود تاريخه إلى حرب 1948.

الشمال شهد أعنف الدمار خلال الحرب، وهو محاصر من قِبل القوات الإسرائيلية منذ أواخر العام الماضي.

إسرائيل أمرت سكان الثلث الشمالي من غزة بالإخلاء إلى الجنوب منذ بداية الحرب، وكررت ذلك في وقت سابق من هذا الشهر.

يعتقد أن نحو 400 ألف شخص ما زالوا في الشمال على الرغم من أوامر الإخلاء.

الفلسطينيون الذين فروا من الشمال لم يُسمح لهم بالعودة.

الهجوم الإسرائيلي على غزة أدى إلى مقتل أكثر من 42 ألف فلسطيني، بحسب السلطات الصحية المحلية.

الحرب دمرت مناطق واسعة من غزة، وتسببت في نزوح نحو %90 من سكان القطاع.

يقول المسؤولون الفلسطينيون إن مئات الأشخاص قتلوا، وإن القطاع الصحي في الشمال على وشك الانهيار.


الوطن السعودية