أخبار عاجلة

إدموند غريب: الولايات المتحدة تحركها «أجندة النفط»

إدموند غريب: الولايات المتحدة تحركها «أجندة النفط» إدموند غريب: الولايات المتحدة تحركها «أجندة النفط»
المحلل السياسى العالمى لـ«الوطن»: «الليبراليون الجدد» ابتكروا مفهوماً للتدخل الأمريكى تحت شعار «الحرب باسم الإنسانية»

كتب : أحمد الطاهرى منذ 32 دقيقة

عُرف اسم الدكتور إدموند غريب، أستاذ العلوم السياسية، كأحد أشهر المحللين السياسيين، ليس فقط داخل الولايات المتحدة، لكن على مستوى العالم.. ودفعت ثقافته الموسوعية اسمه ليكون متخصصا فى ملف الشرق الأوسط، راصدا المتغيرات التى يشهدها والمستقبل الذى ينتظره.

وفى خضم المحطات التاريخية والاستثنائية التى خلقتها ثورة المصريين فى 30 يونيو وما فرضته من غيوم فى العلاقات المصرية - الأمريكية والارتباك فى توجهات أمريكا نحو الشرق الأوسط بصفة عامة، وهو ما انعكس على الموقف الأمريكى من سوريا، التقت «الوطن» إدموند غريب وأجرت معه حوارا فى واشنطن ليقدم رؤيته وتحليله للأوضاع فى والشرق الأوسط للقارئ المصرى والعربى.

■ ما تفسيرك لتخبط السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط تحديدا، منذ ثورة المصريين فى 30 يونيو، وكذلك الموقف من التطورات السورية؟

- بالطبع هناك تفسيرات مختلفة لما يجرى على الساحة الأمريكية؛ فكما ذكرت فإن البعض يعتقد أنه كان هناك تخبط، ودون شك كلنا لاحظنا بعض الارتباك إن كان ذلك بالنسبة لما حدث فى مصر أو ما يجرى الآن فى سوريا، وفى تقديرى أن إحدى المشكلات الأساسية هى وجود صناع قرار لديهم رؤية أيديولوجية عقائدية حول الأهداف التى يرغبون فى تحقيقها بالمنطقة.

■ كيف؟

- فى الولايات المتحدة كما تعلم هناك، بصورة ملخصة، مدرستان تتحكمان فى السياسة الخارجية، الأولى هى المدرسة «المثالية» والأخرى هى «الواقعية». المدرسة الواقعية هى تلك التى تمثل رؤية سياسيين أمريكيين للمصالح القومية الأمريكية والأهداف التى يجب أن تتبناها الإدارات المختلفة، وهؤلاء يفسرون المصلحة الأمريكية بطريقة مبسطة تتعلق بحماية الحدود والمصالح الاقتصادية والسيطرة والتمكن والوصول إلى الموارد الطبيعية. والرؤية الأخرى، وقد مثلها الرئيس ويلسون على سبيل المثال، والبعض يقول إن جورج بوش الابن قد مثلها أيضا، والمحافظون الجدد، فهؤلاء يريدون رسم العالم على الصورة الأمريكية. هؤلاء لديهم رؤية للعالم وأمريكا ودور أمريكا والقيم الأمريكية والمبادئ الأمريكية.

■ ما الفرق بين الديمقراطيين والجمهوريين فى النظرة للمصالح الأمريكية؟

- هناك بالتأكيد فروق يمكنك أن تلحظها فى اللغة التى يتم التحدث بها عن المصالح؛ فمنذ فترة مثلا، كان حديث الجمهوريين عن نشر الديمقراطية ويتحدثون عن المصالح فى الأمن بالدفاع عن الحدود والوصول إلى النفط بأسعار معقولة وحماية الأرصدة الاستراتيجية الأمريكية وكذلك حماية حلفاء الولايات المتحدة وهنا يأتى أمن إسرائيل على رأس أولويات أى إدارة أمريكية، إن هؤلاء بدأوا يدشنون لأهمية العمل الأحادى من جانب الولايات المتحدة فى حماية مصالحها إذا اضطرت لذلك، بينما الديمقراطيون وإن كانت لهم رؤى مشابهة لطبيعة المصالح فإن هؤلاء كانوا يفضلون حماية المصالح من خلال العمل مع أطراف أخرى، والمقصود بهذه الأطراف حلفاء الولايات المتحدة، وكلما نجحت فى ذلك كان ذلك أفضل، وربما يعود هذا الموضوع إلى شىء آخر هو أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتى كان هناك نقاش حاد داخل الأروقة الأمريكية ملخصه أننا قد انتصرنا الآن، فما الذى يجب أن نفعله؟

■ وما خلاصة تلك النقاشات؟

- كان هناك اتجاهان، الأول يقول إن الولايات المتحدة تحملت ودفعت ثمنا باهظا لتحقيق هذا الانتصار على السوفيت؛ لذلك يجب الآن تقليص التدخل الخارجى وتقليص الإنفاق الخارجى وأن يكون التركيز كله منصبا على أمريكا من الداخل ورفاهيتها ونموها الاقتصادى مع الحفاظ على مقتضيات أمنها، فى حين دفعت قوى أخرى باتجاه أن الولايات المتحدة قد تحملت عبئا كبيرا لكى تحقق هذا الانتصار وبالتالى يجب أن تحتفظ لنفسها بالقيادة وأنها فرصة تاريخية لهذه القيادة فى العالم.

■ هل هذا هو الفكر المسيطر حاليا على الإدارات الأمريكية المتعاقبة؟

- فى نهاية عهد الرئيس بوش الابن، قُدمت دراسة أعدها المحافظون الجدد حول الدور الأمريكى فى القرن الجديد، وشاركت فيها صقور من إدارة «بوش»، من بينهم ديك تشينى، ملخصها أن الولايات المتحدة يجب أن تظل محتفظة بتفوقها العسكرى والاقتصادى فى العالم لتحتفظ بقيادتها للعالم وأن هذا الدور ليس فقط مهماً للمصالح الأمريكية ولكن أيضاً له بعد أخلاقى فى حماية العالم وهذا كان أمرا جديدا نسمعه من هؤلاء.

أمن إسرائيل على رأس أولويات أى إدارة للولايات المتحدة.. والإعلام الأمريكى «أصبع» تابع للسلطة

■ وكيف تقيم هذه الدراسة؟

- هذه الدراسة كانت تقوم على أن الولايات المتحدة دولة متميزة، ولاحظ أن هذه النقطة استوقفت الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى المقال الذى كتبه مؤخرا فى «نيويورك تايمز» وعلق على خطاب «أوباما» بأن الولايات المتحدة دولة استثنائية، ومن ثم فإن عليها أن تلعب هذا الدور بسبب هذه الاستثنائية، و«بوتين» رفض ذلك، صحيح أن العالم مقسم بين أغنياء وفقراء ودول عرفت الديمقراطية وأخرى ما زالت تعانى الديكتاتورية.

■ وما تقديرك لرد الفعل على كلام «بوتين» داخل الرأى العام الأمريكى؟

- بالطبع أثار العديد من ردود الفعل القوية؛ لأن الكثيرين من الأمريكيين يؤمنون بهذا الدور الفريد للولايات المتحدة، ومن هنا فإن المحافظين الجدد قد غرسوا هذا المعنى بأن الولايات المتحدة دولة استثنائية وعليها مهمة استثنائية أخلاقية تجاه العالم.

■ لكن «أوباما» رئيس من الحزب الديمقراطى وليس من المحافظين الجدد!

- صحيح، لكن هناك شيئا آخر هو أن المحافظين الجدد وُجهت لهم ضربة قوية بسبب الحرب على العراق وكانوا يتحدثون عن أسلحة دمار شامل وجلب الديمقراطية والحرية للعراق وإسقاط نظام ديكتاتورى يهدد مصالح الولايات المتحدة وأمن إسرائيل، لكن التجربة الأمريكية فى العراق أثبتت أن هناك قصورا فى الرؤية إلى حد كبير، وأظهرت الكثير من الفشل، سواء بالنسبة للأهداف أو بالنسبة للممارسات التى قامت بها بعض القوات والمسئولين الأمريكيين، ولذلك تقلص دور المحافظين الجدد.. ولكن ما بدأنا نراه أنهم لم يختفوا كليا من الساحة بل موجودون فى كلا الحزبين الجمهورى والديمقراطى وليس فى الجمهورى فقط، لكنهم فقط سيطروا على الحزب الجمهورى فى إدارة بوش الابن، الآن أيضاً نسمع عن مفهوم جديد هو التدخل والحرب باسم «الإنسانية» وهذا ابتدعه من يصنفون باسم «الليبراليين الجدد».

■ وما ملامح هذا المشروع؟

- ركز هؤلاء على أن المحافظين فى الولايات المتحدة يواجهون تحديات كبيرة، خاصة فى وجود إدارة «كلينتون»، وغير قادرين على تنفيذ أجندتهم، ومن ثم هناك حاجة لتنظيم جديد برؤية جديدة وبطرح تصور ما يجب أن تكون عليه الولايات المتحدة، وما يجب أن تكون عليه القوى المحافظة، والأهم أن أمريكا يجب أن تحتفظ بتفوقها وتمنع أى دولة أخرى من الاقتراب من تفوقها. ومن هذا المؤتمر ظهرت شخصيات لعبت بعد ذلك أدواراً قيادية فى إدارة بوش الابن من بينهم: رامسفيلد وديك تشينى وآخرون.

■ نتوقف عند إعادة الجغرافيا السياسية للمنطقة العربية.. هل جرى استغلال حالة السيولة التى خلقها «الربيع العربى» لتمرير هذا المشروع؟

- واقع الأمر أن الإدارة الأمريكية منذ عهد «كلينتون» كانت تحتضن الليبراليين الجدد، وهم يؤمنون بأن الولايات المتحدة يجب أن يكون لها دور فى نشر الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وبروز حكومات تكون منتخبة وبالتالى ممثلة لشعوبها ويمكن محاسبتها، وفيما يخص الظرف الراهن هناك طرحان، الأول يقول إن الولايات المتحدة لعبت دوراً فى وصول هذه الأنظمة والجماعات للحكم، والطرح الآخر يقول إنه حتى لو لعبت أمريكا هذا الدور فإنه يبقى محدودا وبالتالى فإنه عندما برزت ثورات وانتفاضات الربيع العربى، فإن الولايات المتحدة شعرت بأن هذه المتغيرات تقدم لها فرصة لتحقيق أهداف كانت تأمل فى تحقيقها بهذه المنطقة، فى نفس الوقت كانت هناك رؤية لبعض السياسيين الأمريكيين بأن هناك الآن تيارات إسلامية صاعدة فى الشرق الأوسط وعلى الولايات المتحدة أن تكون جاهزة لهذا الواقع وأن تتعامل معه عن طريق مساعدة قوى إسلامية معتدلة.

«ماكين» لوّح بورقة قطع المساعدات عن مصر ونسى أنها ضمن اتفاقية «كامب ديفيد».. وتراجع عند التصويت عليها

■ وما الطرح الذى كانت له الغلبة فى النهاية؟

ـ كانت هناك مناقشات كثيرة جرت فى العديد من الأماكن، من بينها «الخارجية» الأمريكية، وكان السؤال: «هل نتعامل مع أنظمة لحركات إسلامية أم نستمر فى دعم أنظمة غير ديمقراطية لكنها جلبت الاستقرار؟». والصراع هذا ظل غير محسوم لفترة طويلة، لكن مع الانتفاضات التى شهدتها المنطقة عاد هذا الصراع وظهر فى ردود الفعل الأولى للإدارة الأمريكية تجاه ثورة يناير فى مصر، وكانت تتحدث عن العلاقة الشخصية مع الرئيس مبارك والعلاقة الاستراتيجية حتى بعد انفجار الأمور فى مصر ظلت النبرة متحفظة إلى أن تم التغيير الجذرى، حتى إن تصريحات السفير الأمريكى السابق الذى تم إرساله للقاهرة وقتها كمبعوث لم تلقَ ترحيبا من قِبل الإدارة وتقرر إعفاؤه من الاستمرار فى هذه المهمة؛ لأن الأمور كانت قد حُسمت فى أمريكا، وبدأنا نسمع أن على الرئيس المصرى أن يرحل، وعلى الفور. هناك بعض المحللين يعتقدون أن الإدارة كانت تعتقد أن هذه فرصة حقيقية لنشر الديمقراطية كما كانت هناك بعض الأصوات من بعض الحلفاء لأمريكا مثل رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، الذى استطاع بناء علاقات وثيقة مع الإدارة الأمريكية وكان الاعتقاد أن الإخوان فى مصر بإمكانهم لعب دور، هو مواجهة التيارات المتشددة من جهة، ومن جهة أخرى سوف يكونون حكومة إسلامية ديمقراطية على النموذج التركى، وبنفس الوضع تقبلت أمريكا حركة النهضة فى تونس، وتدخلت مع القوى الأخرى عسكريا فى ليبيا بحجة مواجهة ديكتاتور يقمع ويقتل شعبه، وظهرت بعد ذلك الأجندة الاقتصادية النفطية للأوروبيين وكذلك لأمريكا أيضاً فى ليبيا. هذه كانت القناعات وربما هى ما دفعت أيضاً الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لكى يشير إليها فى مقال «نيويورك تايمز» عندما تحدث عن هذه الأحادية الأمريكية، وقال إنه «إذا نظرنا إلى التجارب الأمريكية فى العراق وأفغانستان وليبيا سنرى أن ما حدث كان كارثيا وأثبت أنكم لا تعرفون هذه المنطقة جيدا ونحن نعرفها بطريقة أفضل منكم».

■ هل يمكن القول إن ثورة المصريين الكبرى فى 30 يونيو أربكت الحسابات الأمريكية فى المنطقة؟

- أعتقد أن الإدارة الأمريكية، دون شك، فوجئت بالطريقة التى تمت بها الأمور فى مصر، وعلى الرغم من أن الإدارة كانت تعلم أن مصر كانت تواجه الكثير من التحديات وأن حكومة «مرسى» كانت تواجه الكثير من الصعوبات، بدأت الإدارة فى توجيه بعض الانتقادات الخفيفة لحكومة الرئيس المعزول فيما يتعلق بحرية الإعلام والمشاركة السياسية... إلخ. أيضا كان هناك اعتقاد واعتراف بأن هناك حشودا كبيرة من المصريين نزلت إلى الشارع، لكن النخب الأمريكية فى الإعلام أو فى الكونجرس أو حتى فى بعض أروقة الإدارة، خاصة «الخارجية» ومجلس الأمن القومى، كانوا يعتقدون أن هذا «انقلاب عسكرى» مقنّع؛ لأن القوة الحقيقية التى تُسيّر الأمور هى القوات المسلحة، والإدارة الأمريكية وجدت أن هذا الاتجاه معاكس لما كانوا يأملون فى السير عليه فى مصر. ونذكر هنا مواقف السفيرة الأمريكية فى القاهرة التى أعلنتها من مسألة المظاهرات، وكان هناك أيضاً بروز لدور جديد لبعض الصقور القريبين من المحافظين الجدد فى مجلس الشيوخ من أمثال السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسى جراهام وبعض الليبراليين الجدد أيضاً، الذين بدأوا يتبنون مواقف ضاغطة على الإدارة لوقف المساعدات عن مصر، وتناسوا أن هذه المساعدات جاءت بموجب اتفاقيات كامب ديفيد، علما بأن هناك استفادة حصلت عليها الشركات الأمريكية من خلال هذه المساعدات أيضاً؛ لأن جزءا كبيرا من هذه الأموال كانت تنفق على شراء معدات أمريكية، وبالتالى تنفق فى الولايات المتحدة. وبعض المسئولين فى الكونجرس ظنوا أن المساعدات ورقة يمكن بها الضغط على القيادات المصرية الجديدة وظهر التلويح باستخدام هذه الورقة قبل فترة قليلة حين وقف السيناتور ماكين والسيناتور جراهام وقالا إن هذا انقلاب عسكرى وبالتالى يجب قطع المساعدات وتطبيق القانون الأمريكى فى هذا الصدد.

«أردوغان» حليف الولايات المتحدة لدعم مشروع الإسلام السياسى فى دول الربيع العربى

■ وما سر كل هذا التخبط؟

- لأن هناك رؤى مختلفة داخل الإدارة، البعض يؤيد هذا التوجه والبعض الآخر ضده. والذى حدث فى مصر مثير، وهو ما جعلك ترى جمهوريين وديمقراطيين يؤيدون ذلك وفى نفس الوقت ترى ديمقراطيين وجمهوريين يعارضون ذلك. هذا ما يحدث حاليا ونشاهده أيضاً فيما يخص سوريا، نرى جمهوريين وديمقراطيين يطالبون بالتدخل العسكرى فى سوريا وفى نفس الوقت نرى جمهوريين وديمقراطيين ضد التدخل الأمريكى فى سوريا. ما نراه باختصار ظاهرة جديدة هى ضعف وتغيير نظرة النواب حول الولاء الحزبى، عندما تنظر مثلا إلى دعوة «أوباما» لقيادات مجلسى الشيوخ والنواب للاجتماع معه قبل أسبوع، وعبرت القيادات الجمهورية والديمقراطية عن تأييدها لإعطاء الرئيس أوباما تفويضا بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، لكن بعد ذلك وجدنا فى الكونجرس أن مواقف القيادات التقليدية لم تعد لديها القدرة على التأثير على بقية الأعضاء، خاصة الأعضاء الجدد الذين انتخبوا خلال الدورتين الأخيرتين، فلا يوجد وضوح فى الرؤية بصفة عامة.

■ فى هذا الإطار.. أين الإعلام الأمريكى من هذه المعادلة، أخذاً فى الاعتبار السقطات المهنية التى ارتُكبت فى تغطيته للثورة المصرية؟

- هناك أمر بدأنا نلاحظه فى الولايات المتحدة، هو أنه لم تعد هناك محاسبة أو مساءلة للقيادات التى تخطئ، مثلا جورج بوش ونائبه لم نرَ أى شىء معهما. وفيما يخص الإعلام أعتقد أنه أمر بالغ الأهمية، سواء فيما حدث أو يحدث أو سيحدث فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الدور المتغير لوسائل الإعلام الأمريكية، حيث أصبح هناك إعلام جديد يلعب دورا يسمح أحيانا بالقواعد التقليدية للإعلام ولم يعد يلعب دور الرقيب على السلطة، علما بأن الإعلام كان أحد أسباب القوة الأمريكية؛ لأن الآباء المؤسسين لأمريكا آمنوا بأن هناك دورا أساسيا للإعلام لكى يكون رقيبا على السلطة. وفى الفترة الأخيرة بدأنا نلاحظ أنه لا يوجد هناك رقيب على السلطة بل الإعلام أصبح -كما يقول بعض النقاد فى هذا المجال- ليس فقط يتبع السلطة بل يزايد عليها، وهذا فى تقديرى مرجعه الشركات المالكة لوسائل الإعلام، وأصبح هناك «فجوة» بين الرأى العام الشعبى فى أمريكا والنخب فى واشنطن.

DMC