القاهرة - عمر حسن: داخل شقة بولاية كاليفورنيا عام 1993، كان يجلس جنسن هوانج -التايواني- رفقة اثنين من أصدقائه لوضع اللمسات الأخيرة على إطلاق شركة جديدة لصناعة رقائق رسومات الحاسب الآلي تحمل اسم "إنفيديا".
الشركة الناشئة وُلدت في سوق يشهد منافسة شرسة من جانب شركتي AMD وintel؛ ما شكل تحدياً كبيراً للشركة الوليدة برأس مال 40 ألف دولار فقط، لتقترب من حافة الإفلاس مرات ومرات، وفجأة يأتي عام 2023 فتتضاعف قيمتها السوقية وتتخطى التريليون دولار، في صفعة مدوية للمنافسين، فماذا حدث لـ"إنفيديا"؟
مصارعة الكبار
على مدار 30 عاماً ظلت "إنفيديا" تصارع الكبار في سوق حساس يحظى بأهمية لدى الدول وكبرى شركات التكنولوجيا.
كانت رقائق "إنفيديا" في قلب صناعة التقنيات الحديثة، من ألعاب الفيديو إلى السيارات الذاتية القيادة، إلى الحوسبة السحابية.
استطاعت الشركة أن تصمد أمام موجات الاندماجات الكبرى للمنافسين، وسط محاولات فاشلة لها في التوسع على مدار سنوات تمثلت في اقتحام سوق رقائق الأجهزة المحمولة.
لكن جاءت الرياح بما اشتهت السفن وجعلت تلك المحاولات الفاشلة من شركة "إنفيديا" لاعباً منفرداً في ملعب رقائق رسومات أجهزة الكمبيوتر ومن ثم دخول عالم الرقائق الملائمة للذكاء الاصطناعي.
وبعد محاولات عديدة استطاعت "إنفيديا" أن تتخطى بقيمتها السوقية منافستها "إنتل" لتتجاوز الـ 248 مليار دولار، وتصبح ثالث أكبر شركة لتصنيع الرقائق.
في 2022 وجه جنسن هوانج موارد الشركة لتطوير وحدات جديدة لمعالجة الرسومات الأكثر ملاءمة للذكاء الاصطناعي، بعدما أيقن أن مستقبل الرقائق يكمن في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
2023.. تميمة الحظ
لم يكن يتوقع منافسو "إنفيديا" أن تصل القيمة السوقية للشركة إلى 1.2 تريليون دولار في عام 2023، ويبلغ سهم الشركة في بورصة ناسداك اليوم 469 دولاراً.
وقبل عام تقريباً أغلقت أسهم "إنفيديا" عند أدنى مستوى لها في عامين قرب 112 دولاراً للسهم، لتقترب الآن من 380 دولاراً، وهذا الارتفاع المذهل الذي حققه السهم، يعود إلى سبب رئيسي يدركه المستثمرون جيداً؛ وهو امتلاك "إنفيديا" لشريحة الرسوميات H100 التي تم وصفها بالأسطورية، التي تتهافت الشركات للحصول عليها رغم ثمنها الباهظ، بسبب قدراتها الهائلة في تطوير إمكانات الذكاء الاصطناعي، وهذا ما ساهم في تحوّل "إنفيديا" إلى شركة لا يمكن إيقافها حالياً.
الشركة التي كانت تستعد منذ نحو عام لمواجهة تراجع كبير في الأرباح والمبيعات، تحولت مع ظهور أول نسخة من ChatGPT في نوفمبر 2022 إلى "نجمة" في عالم التكنولوجيا، وذلك بفضل المكونات التي تنتجها، التي لولاها لما كان ChatGPT وغيره من البرامج المماثلة تتمتع بالذكاء الخارق والقدرة على تحليل البيانات بسرعة فائقة.
ورغم وجود الكثير من الشركات المنافسة لها مثل إنتل وAMD، تمكنت إنفيديا من الاستحواذ على حصة 95 بالمائة من سوق المعالجات الرسومية، لاستخدامات الذكاء الاصطناعي وفقاً لـNew Street Research، وذلك بفضل تطور قدرات المنتجات التي تطرحها في هذا المجال.
الشركة أعلنت مراراً أنها تريد أن تجعل من الذكاء الاصطناعي أسرع بنسبة تزيد على مليون بالمائة، مقارنة بـالسرعات المتوفرة حالياً، وهذا الهدف يقودها للتربع على عرش صناعة رقائق الرسومات في العالم.
الجدير بالذكر أن صافي ثروة مؤسس والرئيس التنفيذي للشركة جانسين هوانغ قد ارتفع إلى 38 مليار دولار، مما يجعله في المرتبة 33 في قائمة الأكثر ثراء بحسب مؤشر "Bloomberg Billionaires".
للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا
تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام
ترشيحات
955 مليون درهم تصرفات العقارات في دبي.. الأربعاء
قفزة الدولار تثير القلق وسط مساعي الصين واليايان لدعم عملاتهما
مباشر (اقتصاد)