أخبار عاجلة

الدولة الأولى توحيد وسلام واستقرار

الدولة السعودية الأولى توحيد وسلام واستقرار الدولة الأولى توحيد وسلام واستقرار
أنجز الباحثُ في السوسيولوجيا والتاريخ السُّعودي الدكتور إسماعيل بن محمد السلامات، كتابه التاريخي: الدَّولة السُّعوديَّة الأولى وقيمُها المُجتمعيّة (1139هـ/1727م)، حيث درس فيه بواعث وأسس نشوء الدَّولة السُّعودية الأولى، والقيم المُجتمعية الحضارية التي نشأت عليها في عهد الإمام محمد بن سعود بتاريخ: (6/30/1139م)، ومحاورها السياسية في إدارة الحُكم.

ووصف السلامات في كتابه أحوال البلادُ في نجدٍ قبل تأسيس الدَّولة السّعوديّة الأولى، حيث كانت تعيش حالةً من التَّفكّكِ، والضّياعِ الاجتماعي والأمني، في مُجملِ مناحي الحياة.

النّاحية الاجتماعيّة

فمن النّاحية الاجتماعيّة باتتِ المِنطقةُ مُجرّد إِمارات قبليّة مُنقسمة ومُتناحرة، تعيشُ حَياة من الصّراع والتّنافس والحروب؛ فانعدمَ الأمن، ونُسي الأمان، وانقطعت الطُرق، وقل عدد السّكّانِ وأماكن تواجدهم واستيطانهم، واضطرّوا أنْ يحملوا عبء الدِّفاعِ عن أنفسهم ضدّ هجمات القبائل، وغيرها من الجماعات المُستقرّة؛ وذلك بسبب غياب السُّلطة المركزيّة التي تحميهم.

وكَثُر قُطّاع الطُّرق، فلم تعد الطّرق آمنة، فقَلّ التّواصلُ المجتمعي بين أقاليم نجد المُتجاورة من جهة، وبين منطقة نجد والدّول الأخرى من جهة ثانية، فأدّى ذلك إلى إعاقة حركة الأنشطةِ التّجاريّةِ، والتّواصلِ الاجتماعي بين النّاسِ؛ بسب غياب الحراسة اللازمة لقوافلِ الحجيج والتّجارة وطُرقها، وما يتطلّب ذلك من دفعِ أتاواتٍ باهظةٍ للقبائلِ التي تمرُّ تلك القوافل والسابلة من ديارها، وأدّى هذا بدوره إلى تفرّق القُرى الصّغيرة والضّعيفة في نجد.

ومن النّاحية السّياسيّة فإن بُلدانِ نجد - قبل تأسيس الدَّولة السُّعوديَّة الأولى- اتسمت بطبيعتها القبلية والمُتصارعة، فعاشت حالة من عدمِ الاستقرارِ والأمن والفوضى.

الناحية الاقتصادية

ومن الناحية الاقتصادية كانتِ الزّراعةُ في نجد بمثابةِ العمودِ الفقري لاقتصادِ السُكانِ المُستقرين. وبالرّغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهت السُكان؛ والمتمثّلة في التربة الفقيرة، وإمدادات المياه غير الكافية، فقد كان النجدي مُزارعًا ناجحًا ودؤوبًا. وبذل جهدًا كبيرًا، فكان يُكافح دائمًا من أجل امتلاك قطعة أرض ليضمن بقاءهُ هو وأسرته. ومع ذلك كان أهمّ مسألة بالنّسبة له تأمين السّلام والحماية اللّذان يُتيحان للمُزارعِ الزّراعة، ومن ثمّ حصاد ثمارِ تعبهِ.

النّاحية الثقافية

أمّا النّاحية الثقافية فكان التَّعليم والثّقافة في بلداتِ نجد - قبلَ تأسيسِ الدَّولة السُّعوديَّة الأولى - جيّدًا يسود فيها الشَّرعُ الإسلامي وليسَ كما تحدَّث ابن بشر وغيره من الكُتَّاب عن انتشار البِدعِ والجهل والكفر والشرك بشكلٍ كبيرٍ، وأنَّ محاربته أدى إلى ظُهورِ الدَّولة السُّعوديَّة الأولى، بلْ إنَّ السَّبب الرَّئيسي في ظُهورِ الدَّولة السُّعوديَّة الأولى تمثل في حاجةِ المجتمع في نجد إلى ضبط الفوضى، وتحقيق الأمن والأمان، ونشر العَدْل والمُساواة، وحفظ أمن طُرق الحجّ والتِّجارة.

سلامة الطرق

كان هذا واقع بلاد نجد قبل تأسيس الدَّولة السّعوديّة الأولى، ولكنْ قضت ْسُنّة الله تعالى في أرضهِ وبينَ عبادهِ أنْ لا يدعهم هَمْلاً، فما بالنا وقد كرّمَ الله تعالى هذه الأرض المُباركة وشرّفها. فقيّض لها من يرفعُ مِنْ شأنها، ويُعيدُ لها مَجدها الذي كان، ولنْ يزولَ بمشيئةِ الله.

وكانَ الإمامُ محمَّد بن سُعود الذي هيأه الله تعالى لتلكَ المَهمَّة الشَّاقَّة اليسيرة؛ الشَّاقة بثقلِ حِملها ومسؤوليّاتها، ولكنّها يسيرة على من يسّرها الله له، وأعطاهُ منَ المُؤهّلاتِ الذّاتيّةِ ما يُعينهُ على تحمُّلِ كافّةِ تلكَ المسؤوليَّات على أتمّ وجه.

وما كان بالإمكان تحقيق الاستقرار السّياسي، ووقف النهب والسلب، وتأمين سلامة طّرق الحج والتّجارة إلّا في ظلّ دولةٍ مركزيّةٍ سعوديّةٍ تفرض سيطرتها وقوانينها الحضارية على البلادِ.

وفي هذه الفترة (1139هـ) وُلدت الدَّولة السُّعوديَّة الأولى في عاصمتها الدِّرْعِيَّة؛ على يدِ مؤسّسها الإمام مُحمَّد بن سعود، بعد أنْ وحّد شطريها؛ المُليبيد وغصيبة، المعروفان على وادي حنيفة، حيث شرع بسياسة التّخفيف من الظّلم الذي يتعرّض له السّواد الأعظم من سُكّان نجد، الأمر الذي لقيَ دعمًا جماهيريًا لمشروعِ دولتهِ الحضاريةِ الناشئةِ. فأخذت الصفوف تتجمّع، والبلدات تتوحّد، فنشأت وِحدةٌ في العارض، ثمّ وِحدةٌ في نجد.

أنشأ الإمام مُحمّد بن سعود دولته الحضاريّة على منظومةِ القيمِ المُجتمعيةِ التالية، والتي شكلت آنذاك حاجة مُجتمعية أمنية للناس، وأدّت إلى ظهورِ دولةِ مدنية قويّة البُنيان، راسخة الأساس:

أوّلاً: منظومة القيم الاجتماعيّة

1- الاستقرار المُجتمعي: سادَ الاستقرارُ المُجتمعيّ في عهدِ الإمام محمَّد بن سعود في الدِّرعيّةِ، فتحسّنت العلاقة مع الجيران بسبب سياسة حسن الجوار التي اتبعها الإمام بجنحهِ للسّلم وحبه لحقن الدماء ونشر الاستقرار؛ فهدأت النّفوس، وعاش النّاس في سلام وأمان واستقرار وهدوء، بعد أنْ كانوا دائمًا عُرضةً للغزوِ والنّهب من جيرانهم.

2- الأمن والأمان: حيث تحقّق الأمن المُجتمعي الشّامل في جميع أرجاء الدَّولة السُّعوديّة الأولى وفي خارجها، فتمَّ تأمين سلامة طُرق السّفر والقوافل، وطُرق الحج. بعد أنْ كان المسافر أو القاصد للحجِ لا يأمن على نفسهِ، ولا على مالهِ من كثرة السّرقات والنّهب التي تتعرض لها القوافل من القبائل وقُطّاع الطُرق.

3- العَدْل: أصبحت العدالة والإنصاف وحُسن المعاملة قيمٌ مُجتمعيةٌ أساسيةٌ في دستور أخلاق الدَّولة السُّعودية الأولى، فتحقَّقَ العَدْل في جميع أرجاء الدَّولة تحت قيادة الإمام مُحمَّد بن سعود باتّفاق الكُتاب والمؤرخين والسياسيين؛ فأخذ كلّ صاحب حقٍ حقّه، كما تمَّ تنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع بالعَدْل، وعدم التّمييز بينهم تبعًا للهوى والمصالح، أو قوّة النّفوذ.

4- قيمة الفروسيّة والبطولة: حَرِصَ الإمام مُحمَّد بن سعود على غرس قيم الفروسيّة، والبطولة، والشّجاعة في نفوس أبناء الدِّرعيّة، وبُلدان الدَّولة، فغدت الدِّرعيّة وأهلها من أقوى البُلدان في المنطقة، فكانت جبهتها الدّاخليّة قويّة جدًّا، واستطاع أهلها – بما يملكون من شجاعةٍ - الصّمود أمام كلّ من أراد الاعتداء على أرض دولتهم.

5- قيمة المرأة: فمنذ نشأة الدَّولة السُّعوديَّة الأولى سنة (1139هـ) ازداد تكريم المرأة السُّعودية، وأَخذت حقوقها كاملةً، فحفلت الرسائل التي كان يوجّهها أئمّة الدِّرعيّة لمن حولهم بالحثّ على تكريم المرأة، وإعلاء مكانتها، وإنصافها، ورفع الظُّلم عنها، خاصّة في قضايا التحجير أو التحيير أو التحيين، فقد جاء التشديد على منعها وأصبحت سائدة على نطاق ضيق جدًا بالمُقارنة مع ما كان قبل نشوء الدَّولة السُّعوديَّة الأولى.

ثانيًا: منظومة القيم السياسية

1- قيمة الوطن والمواطنة: أصبح المواطن السّعودي في عهد الإمام مُحمّد بن سعود يعتزُّ بانتمائه الوطني للدِّولة السّعوديّة الأولى وحُكّامها، ويشعرُ بقيمةِ وطنهِ واستعدادهِ لبنائهِ وتطويرهِ والدِّفاعِ عنه بأغلى ما يملك. فهو انتماءٌ لتاريخِ الأمُةِ وتُراثها، وافتخارٌ بمسيرتها عبْرَ التَّاريخ.

2- قيمة الشّورى: برز مبدأ الشّورى في الدَّولة السُّعوديَّة الأولى مُنذُ نشأتها؛ فكان الإمام مُحمَّد بن سعود إذا أراد إبرام أمرٍ، أو صنع قرار مهم يتعلّق بحياة النّاس والمُجتمع، شاور أهل الرّأي من الأمراء والمُستشارين، والقُضاة، والقادة، والوجهاء.

3- قيمة المُساواة: تحقّقت المُساواة في عهد الإمام مُحمَّد بن سعود بعد أنْ كان الناسُ محرومين منها، فأصبح الغنيُّ والفقيرُ متساوين في الحقوقِ والواجباتِ، وفي حال وقوع الاعتداء على أحدٍ ما، فإنَّ المظلوم يأخذ حقّه كاملًا كائنًا مَن كان، ولهذا لا يجسر ذو مال، أو جاهٍ، أو سُلطان أنْ يتعرّض لأحد، حتّى الشتم والسب تمَّ منعهما، ومن هنا ندرك أنَّ قيمة المساواة كانت من القيم السّياسيّة الرئيسة التي تأسّست عليها الدَّولة السُّعوديَّة الأولى.

ثالثًا: منظومة القيم الاقتصادية

حين أسّس الإمام محمَّد بن سعود الدَّولة السُّعوديَّة الأولى سنة (1139هـ) عمل على الاهتمام بالزراعةِ كموردٍ أساسيٍ لاقتصاد الدِّرعيّة العاصمة، وتخليص الفلّاحين من جميعِ أنواع الظُلم والاستغلال، كما تمَّ توزيع الأموال على الفقراء والمساكين، فأوجد ذلك ارتياحًا اجتماعيًا، وكَسبًا شرعيًا، كما كان للزّكاةِ دورٌ كبيرٌ من النّاحيةِ الاقتصاديةِ، إذ أمّنت موردًا دائمًا للمُحتاجين، وبذلك حقّقت الدَّولة السُّعوديَّة النّاشئة قدرًا كبيرًا من الأمن الاقتصادي؛ فشعر النّاس بالرّاحةِ والأمانِ والرخاء.

رابعًا: منظومة القيم الثقافية:

1- العلم: اهتمّ الإمام محمَّد بن سعود ومَنْ جاء مِنْ بعدهِ من الأئمة السُّعوديين بالعلوم الشّرعيّة والعلوم الأخرى، خاصّة بعد اتِّساع رُقعة الدَّولة وثباتها، وكثرة العلماء فيها، فكانت الدِّرعيّةُ قِبلة الطلبة من مُختلف الجهات، يَفدون إليها فيجدون فيها ما يُثلِجُ صدورهم من العلوم والمعارف، ولعلَّ الاهتمام الكبير بعلوم اللُّغة والأدب ودواوين الشّعر أدّى إلى نُبوغِ بعضهم في هذا الجانب بصورةٍ خاصّة.

كما شجع الإمام مُحمَّد بن سعود طلبة العلم، وكان يُنفق عليهم، وأمر بعقدِ المجالس العلميّة للدّروس، وكان يُخصّص المُكافآتِ والعطايا لطلبةِ العلمِ والعلماءِ. كل ذلك ساهم في انتقال الدِّرعيّةِ إلى عالم نور العلم الذي جاء به الإمام مُحمَّد بن سعود، والأئمّة من بعده.

2- التّعليم والمدارس:

كان لبسطِ نفوذ الدَّولة السُّعوديَّة الأولى وسُلطانها على كثيرٍ من مناطقِ الجزيرةِ العربيةِ، خاصةً المناطق ذات الاقتصاد القوي مثل الأحساء، أثرٌ إيجابيٌّ كبيرٌ في تنامي بُنية اقتصادياتها، ممّا أدّى إلى ازدهار الحركةِ التعليميةِ في المُجتمع، فكان مسجد الطّريف في الدِّرعيّة من أبرز الأماكن الرئيسة لتلقّي العلم، والمدرسة الأولى للتّعليم في الدَّولة السُّعوديَّة الأولى؛ حيث اشتهر بكثرةِ الطلابِ، وتنوّع مجالات التّعليم فيه.

يقع المسجد في حي الطريف غربي الدِّرعيّة، وهو مقرّ أسرة آل سعود في الدِّرعية العاصمة، وكذلك مسجد البجيري الواقع في شرقها، وكذا مسجد غصيبة، وغيرهم؛ حيث بلغ مجموع المساجد في الدِّرعيّة ثمانيةً وعشرينَ مسجِدًا، وأشار بعض المؤرّخين إلى وجود ثلاثين مدرسة في الدِّرعيّةِ، ومِثلها من المساجد.

3- تطور العلم والتعليم: ازدهرت الحياة العلميّة في عهد الإمام محمَّد بن سعود وظهر عدد من العلماء والقُضاة؛ كالقاضي الشيخ عبد الله بن عيسى، الذي احتلّ مكانة مرموقة بين علماء نجد.

ومِن علماء الدِّرعيّة أيضاً الشّيخ عبد الله بن عبدالرّحمن سويلم، وابن عمه أحمد بن محمَّد بن سويلم. ولا ريب أن وجود هؤلاء العلماء وغيرهم أدى إلى نموّ الحركة العلميّة في الدِّرعيّة زمن الدَّولة السّعوديّة الأولى، فغدت الدِّرعيّة من أهمّ المراكز العلميّة في المنطقة، فنافست بذلك البُلدان المجاورة.

السّياسة العامّة للدَّولة السُّعوديَّة الأولى

01 - مبادئ الحُكم في الدَّولة السُّعوديَّة الأولى:

كان عهد الإمام مُحمَّد بن سعود - مؤسّس الدَّولة السُّعوديَّة الأولى - الذي تولى الحكم بعد تواترٍ للإمارةِ من سلالةِ جده الأمير مانع بن ربيعة المريدي الحنفي البكري الوائلي - مؤسس الدِّرعيّة- يُعدُّ مُنعطفًا مُهمًّا جدًا في مُجريات الأحداث في الجزيرةِ العربيّةِ بشكلٍ عامٍ؛ من خلال فلسفةٍ جديدةٍ للحُكم؛ وهي توحيد الصّفوف، وتبذ الفرقة والنّزاع.

فحرص حين تولّى الإمارة على إنهاء الخلافات مع الآخرين، وهذا ما يدلّ على وجود شخصيّة قيادية بارعة و مُختلفة عن الآخرين في سمو فكرها وطموحها وبُعد نظرها.

02 - خصائص الدَّولة السُّعوديَّة الأولى (الامتداد والنّفوذ):

بعد أنْ نشأت الدَّولة السُّعوديَّة الأولى على يد الإمام مُحمَّد بن سعود، بدأ بعد عامين يبعث الرسائل إلى العُلماء وزعماء البُلدان والقبائل النَّجديّة للانضمام إلى دولتهِ، وأثمرت هذه الجهود في بعض بُلدان العارض، فانضمت العيينة بزعامة عثمان ابن معمر، كما انضمّت حريملاء بزعامة محمَّد بن عبد الله المبارك، وبايعت منفوحة بزعامة علي بن مزروع، كما بايعت عرقة والعمارية. وكان انضمام هذه البُلدان عن طواعية، واهتمام بالولاء للدَّولة السُّعوديَّة الأولى.

03 - نظرة الشعوب إلى الدَّولة السُّعوديَّة الأولى: كان للسياسة الحكيمة التي اتبعها الإمام محمَّد بن سعود في الدِّرعيّة أثرٌ إيجابيٌ في تَقَبُّلَ الشّعب هذه القيادة الجديدة الطّموحة إلى تحقيق الاستقرار والأمن والأمان والرّخاء والازدهار، ولمسوا تغيّر في أوضاعهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسّياسيّة نحو الأفضل، فجاءت المظاهر المؤيّدة لهذهِ الدَّولة من أهل الدِّرعيّة والبُلدان المجاورة، وكثر أنصارها في العراق والشام واليمن والهند وغيرها من البُلدان الأخرى.

وسعى الإمام محمَّد بن سعود بكلِّ جُهدهِ لإحلال السّلام والاستقرار في الوضع الداخلي والخارجي، كلّ ذلك جعل كثيرًا من أهل نجد يرحلون إلى الدِّرعيّة ويستقرّون بها، أو يتردّدون عليها بين الحين والآخر.


الوطن السعودية