أخبار عاجلة

فلك الشام: مشاركتي بمعرض الكتاب بدايةٌ لأمومةٍ أدبيةٍ معلنةٍ لمولود شعري هو البكر

فلك الشام: مشاركتي بمعرض الكتاب بدايةٌ لأمومةٍ أدبيةٍ معلنةٍ لمولود شعري هو البكر فلك الشام: مشاركتي بمعرض الكتاب بدايةٌ لأمومةٍ أدبيةٍ معلنةٍ لمولود شعري هو البكر

تحدثت الشاعرة السورية، فلك الشام، عن مشاركتها الأولى في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الأخيرة، وذلك بعد أن أطلقت الديوان الأول لها، الذي صدر حديثا عن دار النهضة العربية – بيروت، ويحمل عنوان «الأنثى والمحتال»، والتي استطاعت من خلاله أن تجسُد معارك الأنوثة والذكورة.

وأوضحت «الشام» في حوارها لـ«المصري اليوم»، أن اختيارها عنوانًا مثيراً للجدل لديوانها، لم يأت لمحاولة لفت النظر بل لأسباب موضوعية وفنية تتمثل في الإجابة عن تساؤلات من نوعية: كيف سنفهم تواجد تلك الأنثى مع «محتال» وما صورة هذا الاحتيال الذي يمارسه الرجل في قصائدها؟، وإلى نص الحوار...


• كيف تصفين مشاركتك في معرض الكتاب؟ وهل هي الأولى؟
نعم هي المشاركة الأولى. ودائماَ ما تكون البدايات مقلقةً في لهفة انتظار نتائجها، هو حصاد محصول روحك الأول، إنها بدايةٌ لأمومةٍ أدبيةٍ معلنةٍ لمولود شعري هو البكر.

• ماذا يمثل لك التواجد بإصدار في معرض القاهرة الدولي للكتاب؟
يسعدني التواجد في المعرص ويسعدني أني بدأت من معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يشبه كرنفالاً أدبياً. في بلد كل ما فيه يتحدث الشعر. هي مشاركة جميلة ومفيدة لأجد موطئ قلمٍ لي في هذا الازدحام الشعري والأدبي الممتع والراقي.

• حدثينا عن صدور ديوانك الأول «الأنثى والمحتال»؟ وماذا يمثل لك؟
أخذتُ قراري بالمشاركة في المعرض قبل وقتٍ قصيرٍ. وعملتُ بجد وجهد، رتبت ديواني وألبسته أحلى الثياب وعطرته بأجمل المعاني ليلحق هذا التجمع الأدبي الدولي الرائع. ليكون هذا الديوان جاهز للحضور والمشاركة. وكأنني أُرسل طفلي للمدرسة في أول يوم دراسي له. إنه شعور لا يوصف.

•ما هي أهم عناوين قصائد الديوان؟
قد تكون القصيدة التي تحمل عنوان الديوان «الأنثى والمحتال»، وقد تكون رسالتي إلى الراحل الكبير نزار قباني «إلى نزار»، وربما ما تحمله قصيدة «أنوثة» من أوجاع كما هو الوجع في قصيدة «ربيع الكفار» كل قصيدة في الديوان تحمل عنواناً مهماً يعكس مضمونها. هذا المضمون الذي يجعل القارئ ينقش هذا العنوان في ذاكرته طويلاً.

•«الأنثى والمحتال» لماذا اخترت هذه الثنائية؟ ولماذا اخترت هذا العنوان المثير للجدل؟
لعل ثنائية العنوان التي وصِفَتْ كثيراً بأنها مثيرة للجدل تجسد اختصاراً لغوياً لصراع اجتماعي عاطفي طويل وقديم قدم الشعر. كان عليَّ اختيار عنوان يعكس مضمون القصائد أو أغلبها أقل تقدير. فالاحتيال الذكوري المتنوع على ممتلكات الأنثى الشعورية هو في بعض الاحيان دغدغة روحية لطيفة وفي أحيان أخرى هو جريمة لا يحاسب عليها القانون.

•كيف جسدتي معارك الأنوثة والذكورة في ديوانك الشعري؟
الانثى في معارك مجتمعاتنا العربية شبه عزلاء ولا عدل في نزالها مع الذكورة المدججة بكل أنواع السلطة والتسلط والسلاح، فكيف يمكنك أن تصف مثل هذه المعارك دون دموع ودون بكاء. ودون قهر ودون استياء. بل كيف يمكنك أن تكون حاضراً في محاكمة ظالمة ولا تصرخ «عدلك يا رب السماء».

•إلى أي مدى تهتمين بقضايا المرأة في أشعارك؟
المرأة هي جزء مهم في الجسد الشعري إن لم تكن أهمه، وقضاياها التي تنعكس شعرياً تظهر مدى اهتمام الشعر بجسده ومدى الوعي الشعوري عند أصحاب اللغة وملاك الأوراق والأقلام ليبرهنوا للقارئ بأنهم أدباء وليسوا تجار، إن قلمي مملوء بحبر قضايا المرأة ولا أظن قضاياها يوماً ستجف.

•هل من تجربة ذاتية لديك جعلتك تهتمين بقضايا المرأة شعريا؟
أنا امرأة من نساء هذا الكون وأنثى عربية أعيش على أرض يجتر ماضيها عشب الوأد. وكلما رُجِمتْ امرأةٌ أصابني حجر. وكلما جُلدتْ امرأةٌ توجعتْ روحي، لا تخلو حياة أية أنثى من تذكار ذكوري موجع ومن ظلم مجتمعي يذيقها طعمة القهر، وأنا ابنة هذا المجتمع.

•من أكثر الشعراء وأكثر المدارس الشعرية تأثيرا في تجربتك؟
_ أنا ضد أن يكون هناك مدارس للشعر ومقاعد وزي رسمي وحضور الزامي، محمود درويش حمل حقيبته نازحاً بشعره والقباني أخذ كل مقتنيات بيته الشامي واغترب بشعره، ومظفر النواب مات فوق حقائب شعره منفياً، وأحمد فؤاد نجم توفي ولم يمتلك حقيبة مدرسية، إنْ كان علينا الانتماء فهو انتماء لجرحٍ شعري متعب كجرح الماغوط يحمله على عكازه وهو يسير في شوارع دمشق. وأنا ابنة جراح كل اولئك العظماء.

الشاعرة فلك الشام

•هل «الأنثى والمحتال» يجسد تكامل أم تنافر الذكورة والأنوثة؟
_ هذا السؤال كيفما صغتَه وقدمتَه، فالإجابة نعم، الأنثى والمحتال هما قطبين لنواة هذه الحياة. إن أخطأنا الاقتراب غلبنا النفور، وإن أجدنا التلاطفَ أبدعنا التلاصق، إذا احتال الرجل برقة ونقاء وحب وليس احتيالاً مؤذياً كاذباً ومشبوهاً

•إلى أي مدى تنطبع ذاتك داخل القصيدة؟
هي جينات روح. تأخذها القصيدة من الرحم الذي خرجت منه، فبيني وبين كل قصيدة مشيمة لا تقطع أبداً.

•لكل شاعر مساره وأسلوبه الفني الخاص.. حدثينا عن أسلوبك؟
بالنسبة لي كتابة الشعر حق لكل انسان لانه نوع من انواع الدواء المجاني لعذابات الروح. وانا أحاول أن تكون كتاباتي سهلة الحصول المادي والروحي. ولا تحتاج لتعمق أو تأويل. المهم عندي أن تمتلك القصيدة تلك الصعقة التي تقيم الروح وتقعدها لينتهي القارئ بتنيدة امتنان للمعنى، ما النفع من قصائد بقسوة الالماس والقارئ يبحث عن بساطة الرغيف.

•هل هناك وقت أو مكان محددان لكتابتك القصيدة؟ وما أكثر ما يلهمك؟
أجمل ما في القصيدة أنها تأتي من دون استئذان تفتح الباب وتدخل وتجلس بين يديك، كل الأوقات هي ملائمة للقصيدة لطالما الروح عطشى للحبر. والليل بائع جوال لأحلام السهارى، أما عن الالهام فلدينا في هذا الوطن ما يجعل الحجر يكتب الشعر.

•برأيك.. هل تأثرت القصيدة بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة؟ وكيف؟
نعم تأثرت ولكن ليس من حيث البناء الشعري وانما من حيث الكم والانتشار، فمواقع التواصل شجعت الكثير لكتابة الشعر «دون الخوض في تصنيف جودته» فصار هناك نتاجاً شعرياً اكثر من ذي قبل نتيجة التواصل المباشر وأحيانا اللحظي مع القارئ، كما أن هذه الوسائل ساعدت في انتشار الشعر بشكل كبير حتى صار للكتاب نسخة الكترونية حاضرة في أي وقت ومكان.

المصرى اليوم