أخبار عاجلة

بسبب مياه الأمطار.. مسجد أبو غنام الأثري في بيلا مهدد بالانهيار

بسبب مياه الأمطار.. مسجد أبو غنام الأثري في بيلا مهدد بالانهيار بسبب مياه الأمطار.. مسجد أبو غنام الأثري في بيلا مهدد بالانهيار

لجأ رواد مسجد العارف بالله سيدى سالم البيلي أبوغنام، والشهير بمسجد «أبوغنام» الأثري بمدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، إلى الاستعانة بأوعية بلاستيكية لجمع مياه الأمطار الغزيرة التي تساقطت داخل المسجد نتيجة الأمطار المُتجمعة على سقف المسجد بعد سقوط الأمطار خلال الأيام القليلة الماضية.

وشرع رواد المسجد، بتجميع السجاد، وطي فرشات المسجد على وجه السُرعة للحفاظ عليها من التلف، كما أخلوا المسجد في لحظات خوفًا من سقوط سقف المسجد عليهم بسبب الأمطار الغزيرة التي تسببت في تهالك سقف مسجد «أبوغنام».

وقال محمد القريدي، أحد رواد المسجد، إن مسجد العارف بالله سيدى سالم البيلي أبوغنام أو ما يُطلق عليه «أبوغنام»، أحد المزارات الصوفية الكبيرة في محافظة كفر الشيخ، ويقصده الآلاف من الزوار من جميع أنحاء والدول العربية والإسلامية، ومع ذلك أصبح مُهدد بالانهيار في أي وقت بسبب مياه الأمطار التي تتساقط من سقف المسجد، دون أدنى تدخل من المسؤولين.

وأكد عبدالمنعم بغدوة، أحد رواد المسجد، إن المسجد شهد تسريب لمياه الأمطار من السقف بشكل فج، مما أدى إلى حدوث حالة من الهلع بين المُصلين خوفًا من سقوط سقف المسجد عليهم أثناء الصلاة، لافتًا أن هناك عزوف من المُصلين على التردد على مسجد «أبوغنام» خوفًا على حياتهم.

وأوضح محمود حجازي، أحد رواد المسجد، إن العديد من أهالي مدينة بيلا تقدموا بطلبات عديدة على مدار السنوات الماضية إلى وزارتي الأوقاف والسياحة والآثار لترميم المسجد بسبب سوء حالته وحاجته للصيانة، ولكن لم يتم الاستجابة حتى الآن.

وفى سياق مُتصل، ناشد العديد من أهالي مركز ومدينة بيلا، الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، واللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، بسُرعة إدارج مسجد «أبوغنام»، بميزانية الدولة، وترميمه، حفاظًا على التراث الأثري والمعماري، وحفاظًا على حياة المُصلين والزائرين.

كما طالب الأهالي أيضًا، بوضع المسجد على خريطة السياحة الداخلية لمحافظة كفر الشيخ، وإبراز مكانته التاريخية والأثرية، ولا سيّما أنه يُعد أحد أقدم مساجد المحافظة.

ويرجع تاريخ إنشاء مسجد العارف بالله سيدى سالم البيلي أبوغنام، أحد الأولياء الصالحين الذي عُرف عنه التقوى والصلاح وله كرامات عظيمة، إلى عام 700 هجرية، وبالتحديد في العصر المملوكى الشركسى، ليكون تُحفة معمارية، بعد أن تُوفى رضى الله عنه عام 632 هجرية عن عُمر يُناهز 67 عامًا، ودُفن بمقامه المشهور بمسجد «أبوغنام»، بمدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ.

ولم يكُن المسجد في البداية هكذا، بل كان على شكل خلوة بجوار القبر، ثم تحولت إلى زاوية للمُريدين ومُحبى القطب الصوفي العارف بالله سيدى سالم البيلي أبوغنام، ثم بُني المسجد والقُبة والمأذنة والمقصورة النحاسية حول الضريح وذلك في عهد الخديوي إسماعيل، وذلك بعدما أمرت «خوشيار هانم»، والدة «إسماعيل»، بتجديد المسجد، ضمن عدد من مساجد الأولياء على مُستوى الجمهورية، حتى أصبح أكبر مساجد مدينة بيلا، وأشهرها، نظرًا لجماله المعماري، واتساع مساحة المسجد والمنطقة المُحيطة به.

المسجد الذي تم تسجيله كأحد الآثار الإسلامية عام 2001م تبلغ مساحته الكُلية ما يُقارب الـ2000م2، وهو عبارة عن ثلاثة أروقة، أما أعمدته فهي مصنوعة من الرُخام المُندمج مع البازلت، والجدران مبنية بطوب الآجر والقصرملى، والسقف عبارة عن ألواح خشبية مُغطاة بالبلاط، وله قبة مُزخرفة من الداخل بزخارف زيتية.

أما خلوة العارف بالله سيدى سالم البيلى أبوغنام والموجودة داخل المسجد فهي مُستطيلة الشكل، يتوسطها عمود مُثبت بطريقة الدفن في أرضية المسجد، وداخل المسجد نجد أيضًا ضريح «أبوغنام»، والذي يُقام له مُولد سنوي في شهر أغسطس من كل عام، يشهده الآلاف من شتى أنحاء الجمهورية وبعض الدول العربية والإسلامية، ويقع في مساحة مُربعة تحوطه مقصورة وله قُبة نحاسية مُدون عليها أبيات من الشعر.

كما يضم المسجد عدد من التحف النادرة، ومنها «المنبر الكبير» الذي صُنع عام 1321 هجرية، ومرّ على تاريخ صُنعه أكثر من 123 عامًا، بالإضافة إلى «دكة المُبلغ» التي صُنعت أيضًا مُنذ ما يقرب من 111 عامًا، فضلًا عن «دكة المُقرئ» التي تخطت الـ100 عام، بجانب لوحتين رُخاميتين تخطتا الـ100 عام.

ومرّ على تاريخ إنشاء مسجد «أبوغنام»، أكثر من 744 عامًا، وكان يُعتبر تُحفة معمارية وفنية رائعة في تاريخ البناء والعمارة، إلى أن طالته يد الإهمال مُنذ سنوات عديدة، وأصبح في طى النسيان، وبات مُهددًا بالانهيار في أي وقت.

جدير بالذكر أن العارف بالله سيدي سالم البيلي أبوغنام يُعد أحد أولياء الله الصالحين، وهو من آل بيت رسول الله، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن الإمام على والسيدة فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بيلا

بيلا
بيلا
بيلا
بيلا

المصرى اليوم