أخبار عاجلة

"وهو من الأسد أخوف".. "العمري" يكشف عن معادلة خلق "الأنياب" لإعلامنا!

"وهو من الأسد أخوف".. "العمري" يكشف عن معادلة خلق "الأنياب" لإعلامنا! "وهو من الأسد أخوف".. "العمري" يكشف عن معادلة خلق "الأنياب" لإعلامنا!
قال: حرب افتراضية أظهرت أهمية الأقلام المتخصّصة التي تلجم النيّات المندسة

دعا المتخصّص في الإعلام محمد بن عبدالله العمري؛ إلى اعتلاء المشهد الإعلامي "أهله" لا "مشاهيره"، مشيراً إلى أن منصاتنا مرآة مجتمعاتنا، وعلى محتواها تُقاس اهتماماتنا وثقافتنا وأهدافنا وتوجهاتنا المستقبلية، مشدداً في دعوته إلى إعادة الهيبة للسلطة الرابعة، ولصاحبة الجلالة بلاطها المؤثر، مؤكداً أن هذا هو الطريق إلى جعل لإعلامنا "مخالب" ولرسالتنا الإعلامية "أنياب".

تفصيلاً، قال "العمري": "أعرني اهتمامك عزيزي القارئ وتأمل معي المشهد التالي.. مُعلم -مع الإجلال لكل ذي مهنة- يصف لشخص مستحضراً طبياً ويطلق على نفسه مسمى (طبيب).. يقيناً لا يمكن تفهم ذلك، ومن غير المقبول حدوثه في مجتمعات ساد فيها الوعي واندثرت فيها مظاهر الأمية (الفكرية والتعليمية)".

وتابع: "في مجتمعنا ببالغ الأسف نشاهد هذا الأمر يحدث مع مجال الإعلام، رغم أهميته وسلطته وسطوته وحدود تأثيره اللا متوقعة لدى البعض، ولعلي أستذكر مقولة للراحل الكبير غازي القصيبي -يرحمه الله- وصف فيها بعض ممتهني الإعلام براكب الأسد، يُخيف به الناس وهو من الأسد أخوف، فلا أجد وصفاً أدق وأصدق من هذا لتوضيح مدى التأثير الذي قد يُحدثه الإعلام على ممارسيه ومتلقيه وسلوكياتهم وقراراتهم".

وأردف: "بعيداً عن كونه -أي الإعلام- تخصصاً قائماً بذاته وبحاجة إلى معرفة أكاديمية وممارسة تُعطي لصاحبها الحق في أن يُنسب إليه، فإن الجرأة على إلصاق الصفة الإعلامية بالأشخاص دون اعتبارات مهنية، بلغت حداً لا يمكن تركه دون ضوابط تنظم ذلك وتحد منه".

وبيّن: "ولكيلا يُقال إن ما ذكرته آنفاً يتسم بالقسوة والحكم المُطلق، فإنني قد أعطي بعض العذر لممارسين التحقوا به وعملوا في مجالاته المختلفة لسنوات اكتسبوا من خلالها خبرة قد لا يحوزها بعض المتخصصين، إلا أن المتغيرات الاجتماعية التي طرأت بعد سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الناس، ومساهمتها في صُنع أفكارهم ورسم مسار سلوكياتهم وتشكيلها الملحوظ للرأي العام، فرضت الحاجة إلى متخصصين يُفرقون بين ما يُنشر ودوافع نشره، وبين ماهية الخبر وهدف مصدره، ويمارسون شغفهم بوعي وإدراك واسعَين لكل أبعاده الاجتماعية والأمنية والسياسية، ويسهمون في تنوير المتلقي بالمعلومات، وإيجاد القضايا الهادفة، وإيصال الأفكار، بما يكفل عدم السماح (للمتربصين) باستغلال قضايانا وما يطرأ على حياتنا لأهداف هدامة".

واستطرد: "جميعنا دون استثناء، لاحظ خلال فترة ليست بالبعيدة الحملات الإعلامية المُمنهجة التي تعرّضت لها بلادنا ولاتزال، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي منصة حرب افتراضية لها، وأظهرت للمتربصين مدى اللحمة الوطنية التي ننعم بها، بفضل الله، إلا أنها أظهرت في الوقت ذاته أهمية الأقلام المتخصّصة التي ترصد بتميُّز، وتُفند بوعي، وتُعري بمهنية مُلجمة كل المقاصد والنيّات المندسة خلف منصات إعلامية أو أشخاص يظهرون نقيض ما يُبطنون".

وأوضح: "ولكي نحافظ على هذه المكتسبات الإعلامية، فإن على عواتق القائمين على قنواتنا التلفزيونية وصحفنا الإلكترونية وأصحاب المساحات الإعلامية المؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي تحديداً، تبني هذا الأمر وعدم السماح بإعطاء الأشخاص الصفة الإعلامية لمجرد الظهور أو ممارسة بعض الأدوار الإعلامية، وتقديم الفرصة لأصحاب الاختصاص، فهم دون سواهم الأعرف بمتطلبات المرحلة وأهمية (نوعية) المحتوى الإعلامي، كما أن على المجتمع أن يكون شريكاً في مناصرة ذلك، ليعتلي مشهدنا الإعلامي (أهله) لا (مشاهيره)، فمنصاتنا مرآة مجتمعاتنا، وعلى محتواها تُقاس اهتماماتنا.. وثقافتنا.. وأهدافنا.. وتوجهاتنا المستقبلية من قبل مَن يراقبوننا مِن خارج حدود الوطن".

واختتم "العمري"؛ بقوله: "لمَن يهمه الأمر.. أعيدوا للسلطة الرابعة الهيبة.. ولصاحبة الجلالة بلاطها المؤثر.. فذلك كفيلٌ بأن يجعل لإعلامنا (مخالب).. ولرسالتنا الإعلامية (أنياب).. دمتم بخير".

صحيفة سبق اﻹلكترونية