قال المستشار الجيولوجي الدكتور عبدالعزيز اللعبون إن الاكتشاف الذي أعلنت عنه هيئة التراث هو نتيجة مجموعة من الدراسات الميدانية في موقع خال عميشان، وهو عبارة عن منخفض بين الطعوس وفيها رواسب تجمعت من تجمع المياه خلال الأمطار في الماضي، مؤكداً أن هذا كله دلالة على زمن الهجرات المبكرة من إفريقيا نحو الجزيرة العربية.
وتفصيلاً، أوضح "اللعبون" أن النفود والربع الخالي والدهناء صحارى جافة، ولكن في فترات الأمطار قديماً تحولت إلى بحيرات وأنهار وخضرة كثيفة مكنت من عيش حيوانات مثل الفيلة وفرس النهر التي لا تستطيع أن تعيش إلا بوجود مياه كثيرة وعشب كثيف.
وأردف :" بعد تنقيب الرواسب وجدنا ٥ طبقات أثرية تحوي أدوات حجرية متنوعة وحددنا أعمارها من ٤٠ ألفاً إلى ٥٥ ألف سنة، وفي نفس الوقت ثبت أن هذه الطبقات الأثرية التي وجد فيها أدوات حجرية وعظام حيوانات من ذلك الوقت كلها ارتبطت بفترات هطول الأمطار والنفود اكتسى بالخضرة وعاشت فيه الأبقار وفرس النهر بشكل كبير".
وأشار إلى أن "هذا الاكتشاف ربما يتكرر في كل مكان بين الطعوس يحوي رواسب بحيرات، وأهمية الدراسة قدرتنا على تأريخ هذه الطبقات ومعرفة عمرها، وهذا تم بتقنية علمية اسمها التأريخ بواسطة الوهج الضوئي، وهي ببساطة تعطيك عمر حبات الرمل من خلال قياس المدة التي مرت منذ آخر مرة تعرضت فيها حبيبات الرمل لأشعة الشمس قبل دفنها حتى قمنا بتنقيبها".
واختتم بالقول:" البحث يُمثل نقلة نوعية في النشر الآثاري وخاصة أنه تم في مجلة Nature والتي تتربع على قمة المجلات العلمية عالمياً، والدراسة تمت على موقع خال عميشان بالنفود".
