أخبار عاجلة

كأنَّها القيامةُ : «شعر» لــ نهاد زكى

كأنَّها القيامةُ : «شعر» لــ نهاد زكى كأنَّها القيامةُ : «شعر» لــ نهاد زكى

اشترك لتصلك أهم الأخبار

مِيراثى

غمازةٌ واحدةٌ على الخدِّ الأيسرِ.

قطعةٌ منِّى مُستعَارَةٌ من أختِ أبى.

عيناى ربحتُهُما من أمِّى فى «اليانصيب».

مقاس قدمى الـ36 من جَدَّتى.

كُلُّ بئرٍ شربتُ منها صارتْ فى دمى

حتى أصبحَ جسدى خارطةَ طريقٍ.

كُلُّ علامةٍ فيها هِبةٌ ممَّن عبَرُوا من هُنا

وشربُوا قبلى.

■ ■ ■

أبوابٌ مُغلقةٌ

هُناك أبوابٌ

يجبُ أن تظلَّ مُغلقةً.

أبوابٌ مقابضُها صَدِئةٌ

كُتِبَتْ عليها «اللعناتُ»

إنْ فتحتها أيقظتِ الألمَ النائم.

■ ■ ■

أتذوَّقُ طعْمِى

أطلقتُ اسمًا على كُلِّ نُطْفةٍ أجهضتُها

نثرتُها فى تُربةٍ مالحةٍ

تركتُها للطبيعةِ

بُذورَ خلْقٍ

نزفت وتفتَّقت

زُهُورًا وورْدًا.

هى ثمرُ البطْنِ.

تقُولُ:

«فى الغدِ أقطفُ منها وأتذوَّقُ طعمِى»

■ ■ ■

القِططُ أكلتْ جدِّى

بالأمس حلمتُ أنَّ قِططى الإناث

أنجبتِ الكثيرَ من الهررةِ الصَّغيرةِ.

رأيتُها تلتفُّ جميعًا حول الجسدِ الميتِ لجَدِّى،

ثم بدأتْ تنهشُ لحمَ وجْهِهِ

تاركاتٍ عظامَ الفكِّ ظاهرةً للعِيَان.

ما أقلقنى أنَّنى كُنتُ هُناكَ

أراقبُ جدِّى يُؤكَلُ

قبل أن أخبِّئ جسدَهُ من أمِّى فى الخِزَانة

خَشْيةَ أن تُعنِّفَنى.

■ ■ ■

كأنَّها القيامةُ

فى منامِى

اعتدتُ أنْ أرى أجسادَ موْتَى تطرَحُ ثِمارًا

ناضجةً جاهزةً للقضْمِ.

هياكلَ عظميَّةً أنبتتْ أشجارًا

كأنَّها القيامةُ.

هُنا على بُعدِ خطواتٍ من شارعِ «صلاح سالم»

تحتَ شواهدِ القُبُورِ

ترقُدُ الحديقةُ

على مدخلِها كُتِبَ: «ادْخُلِى جنَّتِى».

■ ■ ■

كَمَنْ ابتلعتْ نفسَهَا

شىءٌ فىَّ تيبَّسَ كعُضوٍ ضامرٍ.

أبحثُ فى جسدِى عن الغرغرينا

ولا أجدُ ما أبترُهُ.

كُلِّى مُحتقنٌ بالدِّماءِ

كلُّ خليةٍ تتعفَّنُ على حِدةٍ

أحسُّ وجعَهَا.

موتٌ أشبهُ بالمخاضِ

لكنْ من دُون رضيعٍ باكٍ

من دُون مَشِيمةٍ وحبلٍ سُرىٍّ

خلاصِى حملتهُ فى بطنِى

كمَن ابتلعتْ نفسَها.

المصرى اليوم