كشف أيمن السعيدي، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى والباحث في الدكتوراه، أن إدخال مادة "التفكير الناقد" من أهم قرارات وزارة التعليم الأخيرة.
وتفصيلاً، قال السعيدي: "لا أبالغ إذا قلت إن إدخال مادة التفكير الناقد من أهم قرارات وزارة التعليم الأخيرة. وهي من المهارات التي استفدنا منها بشكل كبير في تجربة الابتعاث".
وبيّن السعيدي أن التفكير الناقد هو مصطلح يشير إلى التساؤل الإيجابي والفعّال، أو التشكيك في صحة الدعاوى المختلفة، بدلاً من قبولها على ظاهرها. يقولون لا شيء أكثر صعوبة ولا أهم قيمة من القدرة على اتخاذ القرار. كثيرة هي القرارات التي نتخذها يوميًّا لكن لا نعرف أيًّا منها ستغير حياتنا. فالتفكير الناقد يساعدنا على اتخاذ هذه القرارات بشكل موزون بعيد عن العاطفة.
وتابع: يساعد التفكير الناقد على التصدي للأفكار والشائعات، ويحسّن قدراتك على استخدام عقلك بدل عواطفك، ويساعدك على اتخاذ القرار الحكيم في الحياة اليومية، وينمّي قدرتك على المناقشة والحوار وتفهم وجهات الآخرين، ويبعدك عن التعصب والانقياد العاطفي والتطرف في الآراء والأحكام.
وأوضح أن هناك خمس خطوات عملية للتفكير الناقد، هي: صياغة التساؤلات، جمع المعلومات، تطبيق المعلومات، النظر في الآثار المترتبة واستكشاف وجهات النظر الأخرى.
أولاً: صياغة التساؤلات
الخطوة الأساسية في التفكير النقدي هي وضع تساؤلات منطقية لمواجهة أي موضوع، سواء كان في نقاش مهم، أو اتخاذ قرار بسيط. تساءل دائمًا: "لماذا أحتاج إلى شراء هذا الشيء؟" أو "لماذا أستمر في هذا النقاش؟" أو "ما هو الحل لهذه المشكلة؟". التساؤلات تفتح لك أبوابًا كبيرة.
ثانيًا: اجمع معلوماتك
هناك منصات كثيرة للحصول على المعلومة من متخصصين وكتب ومواقع.. وغيرها، لكن اختر المكان المناسب الذي تثق به. جمع المعلومات يفيدك بشكل كبير في صناعة قرارك.
ثالثًا: تطبيق المعلومات
لا يكفي الحصول على المعلومات دون استخدامها في الحياة اليومية. أبعد عواطفك، وطبّق هذه المعلومات بكل حيادية وبدون تحيز.
رابعًا: فكر في العواقب والآثار المترتبة من خطوات التفكير الناقد
التفكير في عواقب قراراتك، وهل سيكون عليها آثار مترتبة عليك أو على غيرك. قد يكون شراؤك سيارة فارهة قرارًا جميلاً في البداية، لكن قد يسبب لك ديونًا تؤثر عليك أو على عائلتك. فكِّر في الصورة الكاملة دائمًا.
خامسًا: استكشف وجهات النظر الأخرى المختلفة
استمع لوجهات النظر الأخرى، وقيّمها بشكل منطقي بغض النظر عن أصحابها. وهذه النقطة مهمة على وجه التجديد في البحث العلمي والدراسة الأكاديمية لطلاب الجامعة بمختلف مراحلهم.
وحول مهارات التفكير الناقد قال السعيدي إنها تتمثل في الآتي:
الاستنتاج: وهو القدرة على الوصول إلى نتائج مقترحة.
التفسير: وهو مهارة توضيح طبيعة المشكلة، وتحليلها بطريقة مبسطة حتى يسهل فهمها.
الاستدلال: وهي مهارة البحث عن الدلائل كافة التي تساعد على حل المشكلة.
التقويم: وهو التأكد من مدى نجاح التفكير الناقد.
