يمر القارئ المتدبّر لكلام الرحمن بكلماتٍ يختلف ظاهرها الدارج لغويّاً بين الناس عن معناها المقصود بها، وهو من سحر البيان وعجائب التبيان.
وخلال شهر رمضان، تسلط "سبق" الضوء على هذه الكلمات التي قد تُفهم خطأً، وسيتم عرض بعض الآيات لتوضيح معناها؛ وكشف شيء من الإعجاز القرآني.
ففي الآية 61 من سورة النحل يقول الله تبارك وتعالى: "وَلَوۡ یُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلۡمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَیۡهَا مِن دَاۤبَّة وَلَـٰكِن یُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰۤ أَجَل مُّسَمّىۖ".
ويظن بعض الناس أن معنى كلمة "دابة" أي بهيمة، والصواب أن معنى دابة؛ أيّ كل ما دبّ على الأرض من إنسان وحيوان وطير وهوام.
ففي هذه الآية يخبرنا ﷲ سبحانه، عن سعة حلمه إذ لو آخذ الناس بذنوبهم ما ترك على ظهر الأرض من شيء يدب، وقد فعل ذلك في قوم نوح؛ فلم ينجُ من الأرض إلا نوح ومَن معه في سفينته، ولكن الله يؤخّر المحاسبة والعقاب إلى يوم القيامة، والله اعلم.
يُشار إلى أن مصدر معاني الكلمات هو كتاب "أكثر من 300 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأ"، الذي أعدّه الشيخ عبدالمجيد بن إبراهيم السنيد؛ وقدّمه القاضي الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد؛ عضو مجلس الشورى.
