مصراوي Masrawy
11:18 م الأربعاء 09 ديسمبر 2020
كتب- محمود مصطفى:
اعتمد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الأربعاء، كتاب "القدس والمواثيق الدولية"، وهو مجموعة بحوث علمية موثقة ومختارة بعناية لنخبة من كبار العلماء والمفكرين والقانونيين.
ويؤكد هذا الكتاب أن القدس في قلوبنا، وأنها جزء من هويتنا وتاريخنا، وهي مستقر أقصانا: أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومسرى نبينا (صلى الله عليه وسلم)، وأن القدس بأقصاها أحد أهم قضايانا، وأولوياتنا، ومفتاح لأي حل للسلام العادل والشامل في المنطقة.
ويلقي الكتاب الضوء على مكانة القدس، وتاريخها، وواقعها، وعدالة قضيتها، والمواثيق الدولية الصادرة بشأنها، ويدحض بالوثائق التاريخية أباطيل وأغاليط من يحاولون الانحراف بها عن مسارها الصحيح وتاريخها العريق، وكونها عاصمة لدولة فلسطين.
وقال وزير الأوقاف، في مقدمة الكتاب، إن القدس في قلوبنا، وهي جزء من هويتنا، فيها المسجد الأقصى، أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، ومَسرى نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) ومعراجه إلى السماوات العلا، وهو الذي بارك الله حوله، حيث يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (الإسراء: 1).
وأضاف جمعة أن الرِّحال لا تشد بعد المسجدين، المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، إلا إلى المسجد الأقصى، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" (متفق عليه)، كما أن الصلاة في المسجد الأقصى خير من خمسمائة صلاة فيما سواه عدا المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
واستشهد جمعة بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وفي مسجدي هذا بألف صلاة، وفي بيت المقدس بخمسمائة صلاة" (شعب الإيمان للبيهقي)، كما يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): " فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة وفي مسجدي ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة" (السنن الصغرى للبيهقي).
وأوضح الوزير أن القرآن الكريم يربط بين المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصى برباطِ وثيقِ في مواقف وأحداث متعددة، يأتي في مقدمتها حادثة الإسراء والمعراج، حيث كان الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي كان منه معراج نبينا (صلى الله عليه وسلم) إلى السماوات العلا، ومنها تحويل القبلة، حيث صلى نبينا (صلى الله عليه وسلم) تجاه بيت المقدس نحو ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، قبل أن تتحول القبلة إلى بيت الله الحرام، ليظل المسجد الأقصى حاضرًا في وجدان الأمة وعقيدتها وذاكرتها الإيمانية والتاريخية.
ويجمع هذا الكتاب نخبة من كبار علماء الأمة وكتابها ومفكريها وقانونييها الضوء على مكانة القدس، وتاريخها، وواقعها، وعدالة قضيتها، والمواثيق والقوانين الدولية الصادرة بشأنها، لتظل القدس حاضرة في ذاكرة الأمة وفي أولوياتها، ومحور أي حل للقضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، "وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ" (إبراهيم : 20)، "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون" (يوسف : 21).