مصراوي Masrawy
07:57 م الجمعة 12 يونيو 2020
كتبت- شروق غنيم:
تصوير- فريد قطب:
مع أول أيام عيد الفطر المنصرف تمتلأ مواقع
التواصل الاجتماعي بصور صلوات العيد، الأطفال في أبهى حُلة والبهجة لا تغادر الجمع في الشوارع، لكن هذا العام تغيرت الأوضاع،كانت الصورة الأبرز من المصور الصحفي فريد قطب، تعبر عن تبدل الحال بسبب انتشار فيروس كورونا، حين التقط صورة للمواطن أحمد جميل، بينما يحتضن
ابنته بشدّة خوفًا من أن يصيبها أذى، فيما ينتظر باعة يشترون باقات المناديل منه، لكن خلت الطُرقات وانفضت من الجمع على عكس كل أيام العيد "كان متعود كل سنة يبيع في صلاة العيد بلالين، لكن السنة دي بسبب كورونا معرفش".
انتشرت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي
بشكل لم يتخيله المصور الصحفي في موقع مصراوي، خاصة أن مساره في ذلك اليوم تقاطع مع منطقة المهندسين صدفة، لكن ما لم يكن يتوقعه، أن تصبح لقطته السبيل لتغيير حياة أحمد جميل وابنته صاحبة الثلاثة أعوام "لقيت سيل من المكالمات والرسائل بتسألني على مكانه عشان تساعده"،
عاد قطب لموقع الرجل في منطقة المهندسين مجددًا لكن لم يجده.
انقطعت السُبل للوصول لجميل بالنسبة لقطب،
ظل على هذا الحال طيلة خمسة أيام "بنزل مخصوص أدور بس مش لاقيه وملوش أثر"، وفي الثامن من يونيو الجاري "شوفته في مكان تاني بالصدفة، حسيت إن ربنا بيوديني الأماكن دي عشانه"، التقط له صورة ثانية ثم شرح له ما أحدثته الصورة الأولى وعدد من يبحثون عنه لتقديم المساعدة، نشر
صورته مُجددًا أرفقها برقم هاتفه "وبعدها وزارة التضامن تواصلت معايا".
بعد بحث لمدة ثلاثة أيام، وصلت وزارة التضامن
الاجتماعي إلى أحمد جميل، واستقبلته الوزيرة الدكتورة نيڤين القباچ في مكتبها، كما يقول دكتور محمد العقبي، المتحدث باسم الوزارة لمصراوي، وفي العاشر من يونيو نشرت صفحة الوزارة الرسمية صور من اللقاء.
يحكي المتحدث باسم وزارة التضامن ما جرى
في اللقاء، وأن الوزيرة استمعت لقصة أحمد جميل ومطالبه وأبرزها وظيفة عمل تعينه على المعيشة، وفي اليوم التالي زار مكتب الوزيرة مجددًا "وتم التوجيه بصرف إعانة شهرية له بداية من يوم الأحد القادم، وتم الحصول له على فرصة عمل كعامل في إحدى الجمعيات الخيرية مؤقتًا
لأنه لا يحمل أي مؤهل دراسي أو شهادة محو أمية".
ويضيف العقبي أن هذه الفرصة تمكنه من اكتساب
مهارات جديدة لكنهم يُعدون له في تلك الفترة مشروعًا، فيما يستعدون للذهاب إلى منزله الذي يأوي زوجته الحامل في منطقة البراجيل "لمعاينته ومعرفة ما إذا كان يحتاج لرفع كفائته أم نوفر له منزلًا جديدًا"، لكن وضعت الوزارة شرطًا أمام جميل "عدم البيع مجددًا في الشارع
وعدم اصطحاب ابنته الصغيرة معه".
يوميًا تستقبل وزارة التضامن الاجتماعي
استغاثات ونماذج تتشابه قصتهم مع أحمد جميل "فريق التدخل السريع يعمل طيلة الـ24 ساعة في 27 محافظة"، بعضها لا يحظى بالانتشار "وبعضهم مثل حالة أحمد جميل تبدأ المعرفة بهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي"، يقول العقبي.
امتنان غمر المصور الصحفي، كيف بدلّت لقطته
من صورة أحمد جميل حاليًا، بعدما تدخلت وزارة التضامن الاجتماعي لمساعدته، وأيضًا مؤسسة معًا لإنقاذ إنسان الخيرية، فيما يقول أحمد جميل لمصراوي إنه بعد ثلاث سنوات من بيع الألعاب والبلالين في الشوارع، ينتظر بفارغ الصبر حل دائم لاستقرار وضعه المادي وحال ابنته.