أخبار عاجلة

بالصور.. أطلال منزل مصباح الواحاتى بالوادى الجديد شاهد على إهمال التراث

بالصور.. أطلال منزل مصباح الواحاتى بالوادى الجديد شاهد على إهمال التراث بالصور.. أطلال منزل مصباح الواحاتى بالوادى الجديد شاهد على إهمال التراث

>الوادى الجديد _ ماهر أبو نور

الواحات الخارجة لم يتبق منها سوى اسمها فقط شأن باقى واحات محافظة الوادى الجديد بعد أن اندثرت معالمها القديمة وسكانها لم يعودوا كسابق عهدهم بعد أن تعاقبت العقود وتبدلت العهود عليهم رغم امتهانهم لنفس مهنة أجدادهم من قديم الأزل بزراعة أشجار النخيل فلن تجد فى ربوع من يضاهيهم فى تلك الحرفة الأصيلة فهم يرعون أكثر من 2 مليون شجرة نخيل فى شتى أنحاء المحافظة إلا أن عوامل التقدم والتطور الحضارى ومواكبة الحداثة تسببت فى تخلى أهل المحافظة عن أغلب مظاهر حياتهم القديمة حيث اندثرت البيوت الواحاتية وطغت العمارة الحديثة على كل أحياء المدن واندثرت معها عادات وتقاليد طالما تميز بها أهل الواحات ومع توافد المغتربين تباعا تشكلت تركيبة ديموجرافية جديدة تشاهد فيها كل طباع المصريين ونادرا ما ترى طباع الواحاتية الاصيلة وهو ما عكسته ملامح الدمار التى حلت بأقدم دروب المدينة القديمة وهى الان اطلال لدرب من الدروب كان فى الأصل تجمع سكنى شديد الأهمية وعاصر قصصا وحكايات وأساطير ما زال أثرها باق فى أذهان كل من جاوز السبعين من عمره من أهل الواحات القديمة.

جانب من آثار منول مصباح الواحاتى بالخارجة
>جانب من آثار منول مصباح الواحاتى بالخارجة

ولم يتبق من أثر الواحات القديمة بالخارجة سوى أطلال درب السندادية الذى تحول إلى كتلة من العشوائيات والمنازل الآيلة للسقوط حيث تم تصنيفها ضمن المناطق الغير آمنة بالمحافظة وتخضع أجزاء منها للصيانة والإحلال ضمن مشروع التطوير الحضرى الذى يجرى تنفيذه حاليا بعد أن فشل مشروع احياء وترميم درب السندادية لأسباب عديدة منها قيام الأهالى ببناء المساكن الحديثة وإزالة المنازل القديمة، بالإضافة لسوء تخطيط المنطقة مما أدى لفشل تصور إعادة إحياء الدرب كمنطقة أثرية شاهدة على تراث مدينة الخارجة القديمة.

إحدى غرف المنزل وبها بعض الأغراض القديمة
>إحدى غرف المنزل وبها بعض الأغراض القديمة

ويرجع تاريخ درب السندادية إلى نهاية العصر الرومانى حتى دخول الاسلام للمنطقة، حيث كان عبارة عن محمية يعشون فيها أهل الواحات الخارجة وتشمل البيوت المبنية بالطوب وجزوع النخيل والاشجار بصورة متراصة ومتلاصقة تعكس ثقافة الاحتماء التى لجأ اليها سكان الخارجة القدامى من الهجمات الاعداء فاستغل الوحاتى القديم جميع الخامات المحيطة بة مثل الطفل لعمل طوب لبنى وكذا جزوع النخيل وجريد النخيل واشجار الدوم وبساطة الانشاء وكان بئر عين الدار هو مصدر المياه الوحيد فى المنطقة آنذاك.

سلة مصنوعة من الخوص لحفظ الأغراض
>سلة مصنوعة من الخوص لحفظ الأغراض

وكان لدرب السندادية ثلاث بوابات من نخيل الدوم ومن المعروف أن خشب الدوم من الأخشاب المعمرة وكان القدماء المصريون يصنعون منه توابيت الموتى فشجرة الدوم هى الوحيدة التى لا تصاب بحشرة النمل الابيض ولم يتبق من هذا الدرب سوى اطلال بعد أن عانت المنطقة من اهمال الجهات المختصة حتى اندثرت اغلب معالم الدرب الاثرى باستثناء بيت وحيد ما زال محتفظا بمعالم الحياة الواحاتية القديمة وهو منزل مصباح الواحاتى وهو احد المنازل التى نجت من عوامل التدمير والاندثار فى درب السندادية حيث حرص احد احفاء صاحب المنزل على احياء التراث القديم فى الدرب بالحفاظ على المقتنيات القديمة لجده وسعيه لتوثيق هذا المنزل كاحد المعالم القديمة واستقطاب السياح والزوار لمشاهدة ومعيشة الاجواء القديمة التى كان قدامى الواحاتية يعيشونها منذ اكثر من 200 عام .

قطعة فخارية يحفظ فيها المياه مثل القلة
>قطعة فخارية يحفظ فيها المياه مثل القلة

يقول منتصر مصباح حفيد مصباح الواحاتى فى تصريح خاص لـ" اليوم السابع " أن درب السندادية كانت له بوابات منها بوابة المتاريس وبوابة الشيخ عتمان وبوابة كتان ويشمل بداخله مجموعة من المنازل المبنية بطوب اللبن ويمتد طول الدرب حوالى نصف كيلو متر وهو عبارة عن درب متعرج متفرع من عدة حارات صغيرة على جانبى من المنازل السكنية المتلاصقة وكل منزل مكون من حجرتينا أوثلاثة وغرف كل منزل به فناء يتوسط المنزل كان مخصص لقطاء احتياجات الاسرة من عجن وخبز ولا تزال بعض الأفران البلدية موجودة حتى الآن كما يوجد المهراث وهو آلة خشبية لطحن الغلال والحبوب مؤكدا على أن منزل جده نموذجا للبيت الواحاتى القديم والذى تم انشائه وفقا لثقافات سكان الواحة انذاك حيث كانت الابواب ضيقه ومنخفضة كأحد وسائل الحماية حيث يسوجب عليك الانحناء للدخول بطء وحذر وهى احدى الحيل لمنع اللصوص من محاولة الدخول او الهروب من داخل الدرب كثير التعرج .

سلم بسيط داخل المنزل
>سلم بسيط داخل المنزل

ويضيف مصباح انه التراث الشعبى فى درب السندادية كان يتضمن أسطورة الديك وهو أن فى الدرب ديك يخرج لشخص واحد فيتحول إلى ديك ذهبى لمن يسعده حظه فى الحصول على هذا الديك وهى احدى الخرافات التى كانت ترسخ فى اذهان سكان الدرب حيث كان الصغار يحلمون كثيرا بخروج الديك اليهم ولكى يتمكنوا من ذلك لابد أن تتوافر فيهم صفات كثيرة وأهمها هى الالتزام وصفاء السريرة ونقاء النفس والابتعاد عن الحقد والضغينة وحب الخير للآخرين وهو الصفات التى تحلى بها قدماء أهل الواحة إلا أن أسطورة الديك الذهبى كانت محفزا لتهذيب اخلاق الصغار لينالوا الجائزة، بالإضافة إلى مجموعة من المعتقدات والعادات القديمة لدى سكان الواحات القديمة والتى كانت تتميز اغلبها بالترابط والتعاون والتماسك ومعايشة اجواء الاسرة الواحدة وهو ما عكسته طبيعة المبانى فى الدرب القديم. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


>

اليوم السابع