وسلط موقع صحيفة "ديلى ميل" البريطانية الضوء على النيسين من خلال تقرير أكد أنها مادة حافظة طبيعية تنمو داخل منتجات الألبان كالزبادى والجبن، وهى عبارة عن "ببتيد" متعدد الحلقات، تنتجها بكتيريا لاكتوكوكس لاكتيس، وتم عزل النيسين واستخلاصها للمرة الأولى فى الثلاثينيات من القرن الماضى، وإنتاجها لأول مرة على الإطلاق كان فى 1950.
وتتسم مادة النيسين بأنها بلا لون أو طعم، وتضيفها بعض شركات الأغذية إلى الأطعمة لحفظها، بإضافة 37.5 ملى جرام لكل كيلو، كما تستخدمها بعض شركات الأدوية فى تصنيع بعض الكريمات والمستحضرات الصيدلية التى تكافح الميكروبات والعدوى البكتيرية، وتستخدم أيضاً لتنظيف ضرع البقر والجاموس قبل حلب لبنها.
وكشفت الدراسة التى أشرف عليها علماء من جامعة ميتشجين فى الولايات المتحدة الأمريكية، واستمرت شهرين عن أن مادة النيسين نجحت فى القضاء على 80% تقريباً من الخلايا السرطانية داخل ورم الرأس والعنق فى الفئران، وساهمت فى انكماش حجم السرطان.. وتساهم هذه المادة فى علاج البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية مثل المارسا، حسبما نشرت المجلة الطبية "الميكروبيولوجيا التطبيقية".
وكشف أحد الأبحاث الطبية أن مادة النيسين تستخدم فى علاج 30 مرضا تشمل أنواعا كثيرة من السرطان وعدوى الجلد والجهاز التنفسى والبطن والفم.
وفسر الباحثون فاعلية النيسين فى مكافحة العدوى الميكروبية المقاومة للمضادات الحيوية، بأنها تهاجم البكتيريا فى بعض الأجزاء الساكنة منها قبل أن تُحدث مقاومة للمضادات الحيوية، وتقضى على الغشاء الحيوى "بيوفيلم" الذى يحمى خلايا البكتيريا المكدسة معاً ويجعلها تقاوم المضادات الحيوية.
وحسب الدراسة فإنه لا يمكن الاستفادة من هذه المادة بتناول الأطعمة الغنية بها كمنتجات الألبان، نظراً لأنها لن تصل إلى التركيزات التى تم استخدامها خلال الدراسة، أى 800 ملى جرام لكل كيلو، ويمكن استخدام الصورة المحضرة والجاهزة من هذه المادة فى الأغراض العلاجية.
وكشفت الأبحاث عن أن النيسين قد تساهم فى علاج أمراض اللثة التى تصيب الملايين حول العالم، وقد يستفيد الإنسان من هذه النتائج ولكن بعد إجراء المزيد من الأبحاث والتجارب الإكلينيكية على البشر ،والمقرر البدء فيها قريباً.