بالصور..الصوفيون يتمايلون على أنغام الذكر فى الليلة الختامية لمولد البدوى

تتمايل الأجساد بشكل بديع، وتأتى الناس من كل حدب وصوب، تعلو تنهدات الهائمين فى حب آل البيت، تمتلئ الشوارع والحوارى والأزقة فى مدينة شيخ العرب "طنطا"، بينما تشهد السرادقات آلاف من الصوفيين يتمايلون على أنغام مديح المنشدين، فى حلقات الذكر.

فى مقام البدوى كتل بشرية تتحرك بقوة اندفاع رغمًا عنها وتختلط نوبات البكاء الهيسترى، بنوبات الضحك والدعاء والصراخ والعويل وحالات مناجاة خاصة للبعض منهم مع صاحب المقام، ويكثر وجود خدام آل البيت من سقيا الماء المزود بالمورد وتوزيع الحلوى والأطعمة، كما تستقبل صناديق النذور أموالاً لا حصر لها، بينما تقدم بعض السيدات على التبرع بالحلى لصاحب المقام.

"اليوم السابع" التقى أحدى خدام آل البيت، وهى السيدة ناريمان عبد الغفار، أو الشريفة كما يطلقون عليها، وهى صاحبة أكبر خيمة خدمة باب السر الأحمدى بجوار المسجد البدوى،وتأتى كل عام تقضى أسبوعًا بأكمله لإطعام الطعام وتوزيع الصدقات، واستقبال رواد مولد البدوى.

رفضت التصوير فى البداية، قائلة: " أنا بخدم آل البيت لله، ونقدم النموذج الصحيح للصوفية، من ارتقاء فى الخدمة ونظام فى استقبال أحباب آل البيت، ولم أترك مولد للبدوى منذ وعيت على الحياة، نأتى كل عام لخدمة رواد آل البيت".

الخيمة تقدم وجبات طعام ساخنة وفاخرة لحم وأرز وخضار فى أطباق نظيفة، ومقدمة بشكل جميل يروق للآكلين، وتشرف عليها الشريفة، وكل من يدخل تستقبله وتصر على إطعامه، وبعدها يحتسى مشروب ساخن ويشارك فى حلقات الذكر بشتى أنواعها.

منظر غريب فى تمايل الأجساد خلف بعضها كأمواج البحر المتصارعة، فى صفوف متوازية، تجمع بين الغنى والفقير جميعهم حفاة الأقدام، ولكل واحد منهم عالمه الخاص وطريقته فى التعبير، يهدأ صوت المنشد وأنغام المزمار فتهدأ الحركة، يعلو الصوت فتشحذ الهمم والجميع يسرع الإيقاع بشكل لا يوصف لا تستطيع وصفه هل هو رقص أو كما يطلقون عليه "ذكر " أو شيئًا آخر خاصًا بهذا العالم، لكنه فى النهاية تمايل للأجساد.

يذكر أن الطرق الصوفية تحتفل بالليلة الختامية لمولد العارف بالله السيد أحمد البدوى فى مسجده الكائن بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، وسط حضور أكثر من مليون زائر من شتى أنحاء الجمهورية.
>

>