أخبار عاجلة

الهيئة السورية للإعلام: التدخل الإيرانى فى سوريا بدأ بعد وفاة باسل الأسد

الهيئة السورية للإعلام: التدخل الإيرانى فى سوريا بدأ بعد وفاة باسل الأسد الهيئة السورية للإعلام: التدخل الإيرانى فى سوريا بدأ بعد وفاة باسل الأسد
نشرت الهيئة السورية للإعلام تقريرا لما أسمته "التدخل السياسى الإيرانى فى سوريا"، حيث تطرق التقرير إلى استغلال حزب الله اللبنانى وفاة الرئيس حافظ الأسد ونجله الأكبر باسل من أجل التقرب من بشار الأسد وكيف خطط حزب الله لعودة نفوذ إيران إلى المنطقة من خلال البوابة السوية.

تقول الهيئة، وهى هيئة مستقلة تهتم بالشأن السورى عموما والجبهة الجنوبية خصوصا، فى تقريرها إنه بعد وفاة باسل الأسد 1994م وتردى صحة حافظ الأسد وعودة بشار من بريطانيا بديلا عن أخيه، دخل النفوذ الإيرانى فى سوريا مرحلة جديدة هى "التدخل بالوكالة"، والتى شكل فيها حسن نصر الله اللاعب الأبرز، على اعتبار أن إيران كلفته وقتها بالتمهيد لعودة نفوذها إلى سوريا، من خلال ما سيطلق عليه "مهمة نصر الله الإيرانية فى سوريا".

إيران ومكاسب مقتل باسل


>وأوضحت الهيئة السورية للإعلام أن إيران كانت أكبر المستفيدين من تغييب باسل الأسد عن الحكم، لاسيما وأن مقتله كان أولى خطوات عودة نفوذها إلى سوريا، ما دفع الكثير من المحللين إلى اتهامها بشكل مباشر بالضلوع فى مقتله، خاصة وأن ملابسات الحادث الذى قضى فيه لا تزال لغزا لم يفك حتى الآن.

التقرب من بشار وإقصاء الحرس القديم 1995-2000


>أولى المهام التى أوكلتها طهران لنصر الله والتى اعتبرت أهم الخطوات كانت التقرب من بشار والحصول على ثقته التامة، كون الأخير لم يكن يملك الخبرة أو القدرة على اتخاذ القرارات أو العمل السياسى لبعده عن الحكم ومواقع القرار قبل وفاة باسل، وهو ما تم بالفعل من خلال الزيارات المتكررة لنصر الله إلى سوريا فى ذلك الوقت، وإظهاره الولاء التام للنظام فى سوريا وإبدائه كامل الاستعداد لدعم تسلم بشار للحكم.

ثانى خطوة فى مهمة نصر الله فى سوريا هى إبعاد كافة القادة العسكريين المقربين من حافظ الأسد " الحرس القديم" والذين كانوا يمثلون حجر عثرة فى وجه عودة نفوذ إيران إلى سوريا، وهى المهمة التى تمكن نصر الله من أدائها بشكل كامل من خلال إقناع بشار الأسد بإقصائهم تحت مسمى محاربة الفساد والقضاء على الطامعين بالحكم، وهو ما يفسر تسريح عشرات القادة من مناصبهم فى الفترة بين 1996 وحتى 2000، أمثال رئيس الأركان آنذاك العماد حكمت الشهابى أقرب المقربين إلى حافظ الأسد والذى أقيل بتهمة الإخلال بأمن البلاد، كما تم اقصاء العماد على دوبا مدير الاستخبارات وعدد من القادة العسكريين.

لم يكتف حسن نصر الله بإقصاء المعارضين لإيران من الجيش وإنما أقنع بشار بإحداث حركة تغييرات أسهمت إلى حد كبير بصعود نجم عدد من القادة العسكريين المدعومين إيرانيا وتسلمهم مناصب قيادية كالعميد اياد المحمود الذى لعب دوراً بارزاً فى العلاقات السورية - الإيرانية عندما كان فى السفارة السورية بطهران، بالإضافة إلى اللواء محمد سليمان الذى شغل فيما بعد منصب ضابط ارتباط فى القصر الجمهورى وغيرهم، لتكمل إيران بذلك أولى مراحل عودتها إلى سوريا بوضع موطئ قدم لها داخل المؤسسة العسكرية.

خارج الإطار العسكرى، عمل أيضا نصر الله على إقناع بشار الأسد بضرورة تعميق العلاقات مع طهران من خلال السماح بالزيارات الدينية للشيعة وتفعيل الاتفاقيات المجمدة بين البلدين.

وفاة حافظ الأسد.. ومهمة نصر الله تنتقل من سوريا إلى لبنان


>على الرغم من تحذيرات حافظ الأسد لابنه من أطماع إيران فى المنطقة إلا أنه وفى العام 2000 ومع وفاة الأب، كان نصر الله قد أتم مهمته فى تمهيد الطريق أمام إيران للدخول إلى سوريا، لتنتقل مهمته بعد ذلك إلى التمهيد لسيطرة إيران على لبنان، حيث عمل على إقناع بشار الأسد بتعديل سياسة والده فى لبنان بسحب ملف لبنان الأمنى من نائب الرئيس آنذاك عبد الحليم خدام، بالإضافة إلى نقل رئاسة الاستخبارات السورية فى بيروت من العميد غازى كنعان الذى كان يعتبر الرئيس الفعلى للبنان بحجة أنه يخطط للاستيلاء على الحكم فى سوريا، إلى رستم الغزالى المقرب من إيران لدرجة أنه اتبع المذهب الشيعى، وهى الخطوة التى تعتبر أكبر خدمة قدمها نصر الله إلى إيران لما كان لها من دور كبير فى مساعدتها بتنفيذ الكثير من مخططاتها على الساحة اللبنانية، والتى كان لها أثرها فى إخراج الجيش السورى من لبنان.

نهاية مهمة نصر الله فى سوريا .. استعراض عسكرى وتدخل إيرانى مباشر


>اختتم نصر الله مهمته فى سوريا باستعراض عسكرى حضر به جنازة حافظ الأسد فى العام 2000 حيث رافق نصر الله عشرات المقاتلين من حزبه إلى دمشق واستعرضهم أمام بشار الأسد فى رسالة أراد أن يوصلها للأخير بأن حزب الله إلى جانبه لتعميق العلاقة بينهما، والتى تحولت تلقائيا إلى علاقة بين نظام بشار الأسد وإيران.

وعلى الرغم من انتهاء دور نصرالله فى سوريا، إلا أن نفوذ إيران بقى بالوكالة عبر ما كان يعرف بالحرس الحديث داخل الجيش والمؤسسات السياسية حتى العام 2003، عند توقيع رئيس حكومة الأسد آنذاك محمد ناجى عطرى ما كان يعرف وقتها بمعاهدة الدفاع المشترك بين سوريا وإيران، لتبدأ معها مرحلة الدخول الإيرانى المباشر إلى سوريا.

اليوم السابع