"واشنطن بوست": خبراء يحذرون من تحول اليمن إلى مستنقع

"واشنطن بوست": خبراء يحذرون من تحول اليمن إلى مستنقع "واشنطن بوست": خبراء يحذرون من تحول اليمن إلى مستنقع
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن الضربات الجوية ضد الحوثيين فى اليمن تسارع من تقسيم البلاد بين القبائل المتحاربة والميليشيات، فى الوقت الذى لا تحقق فيه الكثير لإنجاز هدف عودة الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى إلى السلطة، حسبما يقول محللون ومواطنون يمنيون.

الحوثيون يحمون أسلحتهم


>وأشارت الصحيفة إلى أن المتمردين الحوثيين مضوا فى هجومهم، وبدوا أنهم استطاعوا حماية عدد من مخازن أسلحتهم من قصف قوات التحالف، كما يقول المحللون، وقد أدى القتال إلى مقتل المئات وأجبر أكثر من مائة ألف على ترك منازلهم، لافتة إلى أن المعارك تؤدى بشكل متزايد إلى مشكلات تتجاوز معارضة الحوثيين للرئيس منصور هادى والقوى التى تدعمه، فقد أدى الصراع إلى خفض إمدادات المياه والطعام فى بلد يعانى بالفعل من مستوى خطير من سوء التغذية، وأدى إلى فراغ أمنى سمح بتقدم تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية.

اليمن قد تتحول إلى مستنقع


>ويرى المحللون أنه بالنسبة للحكومة السعودية وحلفائها، فإن العملية العسكرية فى اليمن قد تتحول إلى مستنقع، فيشير جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أن العامل الذى يحتمل أن يغير اللعبة فى كل هذا ليس نزوح الملايين، لكن الانتشار الهائل للمرض والمجاعة وعدم القدرة على الحصول على المياه، إلى جانب البيئة التى تعمل فيها الجماعات المتطرفة بشكل متزايد فى تجنيد آخرين.

وأضاف ألترمان أن الصراع اليمنى يمكن أن يصبح موقفا لا يستطيع فيه أى طرف أن يكتشف من بدأ هذا القتال أو كيف يمكن إنهاؤه.

وتتابع الصحيفة قائلة إن التحالف الذى تقوده السعودية، والذى تدعمه الأمريكية بالمعلومات الاستخباراتية والأسلحة، تشكل فى أغلبه من دول عربية وسنية، وقد أذهل مستوى التنسيق بين القوات المسلحة للدول المتحالفة المحللين.

ويُعتقد أن الإمارات والأردن قد انضمتا للسعودية فى شن غارات جوية دمرت عشرات من القواعد العسكرية ومخازن الأسلحة، حسبما يقول ثيدور كاراسيك، المحلل المتخصص فى القضايا العسكرية للشرق الأوسط. كما حصل السعوديون على دعم من البحرية المصرية على سواحل اليمن.

القوة الجوية وحدها غير كافية


>إلا أنه يقول إن الحوثيين قد نجحوا على ما يبدو فى إخفاء مخازن هامة للأسلحة من القصف، ربما عن طريق نقلها إلى معاقلهم الجبلية فى صعده، ولتدمير تلك الأسلحة وإقناع الحوثيين بوقف هجومهم والموافقة على إجراءات محادثات سلام، سيكون هناك حاجة إلى هجوم برى.

ويشير الخبير إلى أن هذا الأمر يوضح أن القوة الجوية وحدها لا يمكنها التخلص من أسلحة القوات البرية للعدو، ربما يجعلها مبعثرة ويجعلهم يخبئون أسلحتهم لوقت لاحق.

التدخل البرى قد يكون الخيار الوحيد


>من جانبه، يقول عماد سالمى الخبير فى الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية ببيروت، إنه استمرار الضربات الجوية واحتمال التدخل البرى قد يكون الخيار الوحيد الذى ترى السعودية أنها تملكه بالرغم من أنه محفوف بالمخاطر، ويوضح أن المسئولين فى الرياض يشعرون بالقلق على الأرجح من أن إيران قد تتصور أن التردد شكلا من أشكال الضعف.

كما أن السعودية تعتبر اليمن فناءها الخلفى، ويقول سالمى إنه بقدر ما يشعر السعوديون بالقلق، فإن تلك معركة من أجل وطنهم ووجود نظامهم.

اليوم السابع