أخبار عاجلة

في ذكري ميلاده.. إسماعيل ياسين المطرب الفاشل الذي تحول إلى أيقونة الضحك

إسماعيل يسين

إسماعيل ياسين

كتب السيد الحديدي 

إسماعيل يس علي نخلة، ممثل مصري ولد بمدينة السويس واشتهر بأعماله الكوميدية. عاش إسماعيل ياسين طفولة بائسة وحياة غير مستقرة، حيث لم يكمل تعليمه الابتدائي، وترك المدرسة عقب وفاة أمه ودخول أبيه السجن، فعمل مناديًا أمام محل بيع أقمشة، وقد نمت موهبته وهو صغير، وتأثر بعبد الوهاب وأعد لنفسه ليكون مطربًا.

 

إسماعيل 2

يسرق من جدته 6 جنيهات ليكون مغنيًا


> اعترف يس أنه سرق ستة جنيهات ونصف من جدته لكي يسافر إلى القاهرة لارتياد معهد الموسيقى لمنافسة الموسيقار الكبير، لكن لسوء الحظ وجد المعهد مغلقا، ووجد نفسه بلا مأوى أو أصدقاء أو أهل أو مال بعدما أنفق أمواله كلها، ولم ينجده إلا إمام مسجد “مراسينا” بالسيدة زينب، والذي ساعده في العودة إلى السويس.

وعندما عاد اسماعيل يس إلى السويس وجد والده كان قلقا عليه، إلا أنه عاد مرة أخرى للقاهرة وتعرف على صديقه خليل حمدي المحامي الذي أصبح يرافقه في كل مكان يذهب له، لدرجة أن الناس ظنوا أن يس وكيل محامي. وكان حمدي سببا في تعرف يس على أصحاب صالات المونولوج الشهيرة مثل “بديعة مصابني” و”يوسف عز الدين” و”رتيبة وإنصاف رشدي”.

حينما هرب من سطوة زوجة أبيه وجاء إلى القاهرة تلمس إسماعيل ياسين خطاه إلى عالم الفن وخاصة الغناء، شغفه الأول والأخير، فاتجه على الفور إلى شارع محمد علي، يطلب عملًا بسيطًا يساعده على الحياة. إسماعيل يسين كغيره من الذين يجدون في نفسهم الموهبة ولكن لا يصارحهم المقربون لهم بأنهم موهمون لا موهبون، حيث لاقي فشل ذريع في العديد من المسارح والأوكازيونات، إلي أن قرر أن يترك هذا الكار ليفتح له أبواب النجومية في مهنة جديدة حينها كانت تدعي “فن المونولوج” ، هذا الفن الذي يجمع الغناء بالتمثيل ولا يخلو من الفكاهة والحكمة معًا.

إسماعيل 3

عملية نصب تقوده ليصبح أشهر مونولوجيست في

في إحدى اللوكاندات الرخيصة تعرف إسماعيل على شخصية فنية مشهورة هو «عطية أفندي» أحد أهم صبيان الأسطى «نوسة» أشهر راقصات أفراح الدرجة الثالثة، وطلب منه عملًا بالفرقة ووعده عطية بتدبير اللازم في الصباح.
> وبالفعل اطمأن له نجم الكوميديا ونام على سرير مقابل له في نفس الغرفة، ولكن ما إن استيقظ من نومه حتى اكتشف أن «عطية أفندي» سرق بدلته الجديدة وحافظة نقوده التي احتوت على 3 جنيهات هي تحويشة عمره.
> استشاط إسماعيل غضبًا وطار يبحث عن هذا «النصاب» دون جدوى، فهداه عقله إلى الذهاب للأسطى نفسها باكيًا ومتوسلًا إعادة نقوده، فرقّ قلبها له وطلبت منه أن يعمل معها في فرقتها ووفرت له حجرة فوق السطوح بشارع عماد الدين، بعد أن أخبرته أن عطية أفندي قد سرقها هي الأخرى وهرب.
> العمل مع فرقة نوسة لم يرق لطموحات الفنان الموهوب، فالتحق بعد فترة بكازينو الراقصة بديعة مصابني، التي أكرمته وأعطته الفرصة لتقديم مونولوجاته الكوميدية، خاصةً بعد فشله الجليّ في الغناء، وظل يقدم المونولوج حتى ذاع صيته لتحتضنه عائلة فوزي الجزايرلي الفنية عام 1939 وتقدمه للسينما بدور صغير في فيلم «خلف الحبايب» مع عقيلة راتب.

إسماعيل 5

الحظ مرة أخري يدفع به إلي عالم السينما

توالى عمل يس في العديد من الصالات التي قدم بها مونولوجاته المضحكة، حتى عمل بصالة بديعة مصابني براتب ست جنيهات في الشهر، إلى أن ابتسم له الحظ وسنحت له فرصة العمل مع نجيب الريحاني بعدما مرض الفنان سيد سليمان الذي كان يقدم مونولوجاته بين الفصول، حيث أرسلت مصابني إسماعيل يس للعمل مع الريحاني، الذي نصح مصابني بأن تحافظ عليه لأنه سيصبح ممثلا كوميديا كبيرا في يوم من الأيام.
> ولا يعد إسماعيل يس مجرد ممثل كوميدي عادي، بل يعتبر ثاني نجم يتم إنتاج أفلام باسمه في السينما المصرية بعد ليلى مراد، حيث قدم يس أفلام ” إسماعيل يس في الجيش “، و”إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة ” وغيرها من الأفلام التي حملت اسمه، بالإضافة إلى تكوينه لفرقة تحمل اسمه استمر عملها 12 عاما، حتى أصبحت الدولة تتدخل في إنتاج الأعمال الفنية والمسرح، فاضطر لحلها.

وظل إسماعيل ياسين فترة طويلة يعمل في السينما في الدور الثاني ليكون أيقونة الضحك في كل الأفلام التي عمل بها كضمان لنجاح الفيلم حتى ولو كان البطل هو الفتى الأول.

أونا