بالصور .. «دولة المليشيات» تتصارع على إرث القذافي في ليبيا

تعج ليبيا بعد سقوط نظام الزعيم الراحل، معمر القذافي، بآلاف المليشيات المسلحة، والتي يسعى كل منها لفرض سيطرته، وفشلت حتى الآن، كل محاولات الحكومات الليبية الانتقالية، في دمجهم داخل الجيش والقوات الأمنية الحكومية بشكل كبير، وتتفاوت التقديرات حول أعداد المليشيات، ويتراوح عددها ما بين 1700-2000 ميلشيا على الأقل، فيما عدد حاملي السلاح يقدر بـ150 ألفا في 2012، وقد بلغ 200 ألف إلى 250 ألفا في 2013، وغالبية أعضاء تلك المليشيات من الذين حاربوا القذافي،ويرفضون تسليم أسلحتهم.ويرى البعض أن الطريقة التي أدار بها القذافي الدولة عززت مجتمع القبائل، وقضت على دور الجيش كمؤسسة وطنية لحماية البلاد

و بعد مرور أكثر من 3 سنوات على سقوط النظام، لا يقارن عدد عناصر الجيش والشرطة لا بعناصر الكتائب التي تشكل ميليشيات المجلس الأعلى للأمن وقوات درع ليبيا، وعددهم 200 ألف دون ولاء ثابت، أما الجيش فيضم 6 آلاف فرد موزعين على 4 كتائب إحداها من القوات الخاصة والثلاث المتبقية من كتائب المشاة، وثمة 76 ألفا من عناصر المليشيات فضلوا إنشاء شركات أو متاجر مع الاحتفاظ بسلاحهم، ومما يفاقم من الأزمة أن المليشيات تنحدر حسب المناطق والأيدلوجيات والأفكار والعشائر مما يجعل من دمجها في المؤسسات الأمنية أمر صعب المنال، وتنقسم المليشيات حسب المناطق كالتالي:

1- طرابلس..وتهيمن عليها 6 ميليشيات رئيسية:

«درع ليبيا»:

وهي تجمع لعدد من الكتائب التي شارك جزء من أفرادها في الثورة التي أطاحت بالقذافي، ولها نفوذ كبير في طرابلس وهي الذراع المسلح الرئيسي للمؤتمر الوطني، وتواجه اتهامات بالقتل والاختطاف، وتنقسم إلى درع الوسطى، درع الغربية، درع الشرقية، وتسيطر على مصراتة وسرت، الجفرة، بني وليد، ترهونة، الخمس، مسلاتة وزليطن، وتضم قوات من مناطق صغيرة أخرى تقع غرب ليبيا مثل الخمس ومسلاتة.

كتائب القعقاع والصواعق:

كانت لها سيطرة على المطار، وطرابلس الغربية بالكامل ، واقتحمت مقر البرلمان الليبي عدة مرات وتواجه اتهامات بأنها تتبع رئيس المؤتمر الليبي الأسبق، محمود جبريل، وسبق لها دعم رئيس السابق علي زيدان عند اختطافه، وتحالفت مع الجنرال المتقاعد خليفة حفتر.

كتيبة «ثوار طرابلس»:

كتيبة شاركت في تأمين طرابلس ولم تشارك في القتال الدائر بالجبهات، وتأمن وكا أعداد أفرادها المراكز الحساسة بالعاصمة، وانضم لها وحدة في جيش التحرير الوطني والتي أُنشئت خلال الثورة 17 فبراير، وبدأت الكتيبة في تفكيك نفسها والاندماج في الجيش.

قوات «فجر ليبيا»

أعلنت ميليشيات إسلامية متحالفة تدعى «قوات فجر ليبيا»، السبت، سيطرتها على مطار طرابلس الدولي، بعد نحو شهر من المعارك العنيفة مع ميليشيات الزنتان المدعومة من اللواء حفتر، وهي مليشيات من مصراتة والكتائب الإسلامية المتحالفة معها، وأعلنها البرلمنا الليبي مؤرا، جماعة إرهابية وتعارض اللواء حفتر.

الجماعات السلفية:

يقدر أعدادها بالآلاف، وهى مجموعات متناثرة لا تنضوى في إطار تنظيمى واحد. وتنتشر في غرب طرابلس وضواحيها، الزاوية، ومصراته والخمس وزليتن من خلال السيطرة على المساجد لنشر أفكارهم، وتقف وراء هدم الأضرحة ويرفضون عمل المرأة، وحرموا الخروج على القذافي، ولكن بعد سقوطه حاولوا الاندماج في الحياة السياسية وكونوا حزب الأصالة والتجديد السلفي.

مليشيات متفرقة : توجد مليشيات تكونت بعد حرب التحرير بالعاصمة منها ،مليشيا النواصي بقيادة عبد الرؤوف كارة وتعد من أشرس المليشيات وتحتكم على قاعدة - معيتيقة وبعض السجون وتسيطر على منطقة سوق الجمعة بالكامل ومحيطها، ومليشيا صلاح البركي وتتبع إدارياً لمليشا غنيوة وهي تجمع مجموعات ومزيج من الثوار السابقين واللاحقين والإسلاميين،ومليشيا بشير السعداوي و تسيطر على محيط الهضبة الشرقية جامعة طرابلس وباب بن غشير .

2- كتائب وميليشيات بنغازي:

بنغازي «عاصمة الثورة»، وتركيبتها القبلية أكثر تعقيدا ومن أبرز كتائبها المسلحة:

قوات الصاعقة:

قوات خاصة انشقت عن نظام القذافي وانحازت للثورة وتعدادها 3 آلاف مقاتل، أحد قادتها يسمى النايلي ويلقب ب،«عفاريت»، ولها كتائب بالمنطقة الغربية، ومعسكر الصاعقة بصلاح الذين بطرابلس ومعسكر تدريب وكتيبة بمدينة الرجبان، كان يفترض أن تكون نواة الجيش الليبي الجديد، لكنها اصطدمت بالكتائب الإسلامية وخاصة تنظيم «أنصار الشريعة» الإرهابي، وتدعم قوات اللواء خليفة حفتر رغم إعلانها الحياد في بداية عملية الكرامة.

اللواء 319.. كتيبة السابع عشر من فبراير:

ومن الكتائب القوية التي شاركت في الثورة، محسوبة على تنظيم الإخوان المسلمين، انضمت إلى رئاسة أركان المؤتمر اسمياً، وخصومها يعتبرون أنها تخضع للجيش اسميا، خاصة بعد رفضها الانسحاب من مقرها في بنغازي بطلب من رئاسة الأركان، مشترطة انسحاب كافة الكتائب المسلحة من المدن دون استثناء.

وهي الكتيبة الأكبر عدداً والأكثر تنظيماً وعتاداً ومشاركة في الأحداث بين جميع الجماعات المسلحة التي تحمل فكراً جهادياً، ويقدر عدد أعضائها بنحو 1500 عضو ينتشرون غالبا في المنطقة الشرقية. وبالرغم من أن أعضاء هذه الكتيبة يندرجون تحت خانة الفكر الجهادي، إلا أنهم أيديولوجياً أقرب لفكر الإخوان المسلمين كتنظيم سياسى يستند إلى خلفية دينية.

قوات اللواء حفتر..الجيش الوطني الليبي:

وتطلق على نفسها «الجيش الوطني الليبي»، ويقودها الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، كما قاد مجموعات مسلحة خلال الثورة على القذافي، والذي أطلاق عملية «كرامة ليبيا» لتطهير البلاد من المتطرفين.

وفي هجومه على بنغازي وطرابلس انحازت له قطاعات كبيرة عسكرية في الجيش الليبي خاصة من القوات الجوية، وانضم إليه قوات إقليم برقة، وقوات الصاعقة في بنغازي وكتيبة حسين الجويفي وقوات وقواعد طبرق الجوية وقاعدة طرابلس الجوية ومطار طرابلس ومطار بنغازي والإبرق وكتائب القعقاع والصواعق في الزنتان وطرابلس وكتائب الرجبان، وأغلب الكتائب بمختلف مدن ليبيا، وشكلوا أشبه بتحالف عسكري ضد الكتائب الإسلامية سواء كانت محسوبة على الإخوان أو محسوبة على الجماعات التكفيرية الجهادية.

جماعة «أنصار الشريعة»:

وتقدر أعداد المنتمين إلى هذه الكتيبة بالمئات ولكنها لا تتجاوز الـ500 عضو، وكان معظمهم سجناء في سجن بوسليم في عهد القذافى، وفروا من السجون عقب اندلاع الثورة والانفلات الأمني، وينتمي أفرادها إلى فكر السلفية الجهادية القريب من فكر تنظيم القاعدة، وصنفهم البرلمان الليبي بأنها جماعة إرهابية.

ومع اندلاع الثورة خرجوا إلى الشوارع كأفراد، ثم انتظموا في إطار تنظيمي واحد. وحصدوا الكثير جدا من أسلحة وسيارات وممتلكات ميليشيات القذافى. وتتخذ موقفا معارضا من العملية الديمقراطية، وتدعو إلى تحويل ليبيا إلى دولة للخلافة.

وتتركز أكثر في بنغازي ودرنة في الشرق الليبي، وتحتكم في18 معسكر في المنطقة الغربية وتنتمي إلى التكفيرية الجهادية، وتمتلك عدة مؤسسات خيرية وعيادات طبية وتخوض حربا ضد قوات اللواء حفتر.

كتيبة شهداء بوسليم:

على الرغم من أوجه الشبه الكثيرة التي تجمع بين كتيبة أنصار الشريعة وكتيبة بوسليم، وأبرزها أن غالبية أعضائهما كانوا مسجونين أيام القذافى في سجن بوسليم، إلا أنها لا تحظى بدعم شعبي عريض مثل أنصار الشريعة. ويقدر أعضاءها بحوالي 200 مسلح يحملون جميعا فكر القاعدة الجهادي ويتمركزون في مدينة درنة، إلا أنهم تخصصوا في تصفية واغتيال فلول النظام السابق.

كتيبة راف الله سحاتي:

من الكتائب القوية التي يقودها إسماعيل الصلابي شقيق الداعية والمؤرخ علي الصلابي عضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، المقيم في قطر، وهي محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، وتعرضت لهجوم مفاجئ من قوات اللواء حفتر، وهي أكثر اعتدالا ولا تميل إلى تكفير المجتمع وتؤمن بمبدأ الدولة وأجهزتها. ويقترب عددها من ألف مسلح تقريبا، ينتشرون في مدن المنطقة الشرقية طبرق ودرنة والبيضاء وبنغازى وأجدابيا. وتحظى بقبول عام في الشارع الليبي

جماعة تحكيم الدين:

جماعة جهادية جديدة محسوبة على تنظيم القاعدة، تأسست حديثا، وتبنت التفجير الذي استهدف أحد مقرات قوات الصاعقة، وتتركز في بنغازي.

مجلس شورى الشباب:

هي جماعة على منهج أنصار الشريعة ومقرها درنة وتسيطر على درنة وتمتلك لجنة لفض المنازعات ومحكمة شرعية.

3- مليشيات مدينة الزاوية وكتائب ترهونة:

تتحكم بها 7 مليشيات مختلفة الانتمائات بين الإسلامي المتشدد والإجرامي وبعض هذه المليشيات تتبع أعضاء في المؤتمر ومقسمة كمناطق نفوذ متصارعة على 7أفراد، أما كتائب ترهونة، فتتحكم بها مليشيا تتبع عضو المؤتمر أحمد الساعدي.

4- مليشيات إقليم برقة:

وهي قوات تتبع المكتب السياسي لبرقة لتطبيق الفيدرالية في شرق البلا، وتملك 60% من احتياطات النفط الليبية، ويتبع للمكتب السياسي لإقليم برقة حرس الموانئ النفطية الذين سيطروا على 4 موانئ نفطية وسط ليبيا، وتمكنوا من تقليص الصادرات النفطية إلى مستويات كادت أن تعلن طرابلس معها إفلاسها، وتتركز القوات التابعة للإقليم في حوض سرت وفي طبرق أقصى الشرق الليبي، كما تسيطر على آبار نفطية في الجنوب الغربي.

5- مليشيات إقليم فزان:

وهي الصحراء الليبية الجنوبية، وأهم مدنها الكفرة في الجنوب الشرقي وسبها وغات في الجنوب الغربي، وتضم مجموعات قبلية مسلحة صغيرة من التبو والطوارق، وبحر من الرمال تتحرك فيه الجماعات المسلحة العابرة للحدود مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم المرابطين الإسلامي المتشدد، وجماعة الموقعون بالدم ومجوعة أحمد الحسناوي.

اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة

SputnikNews