أخبار عاجلة

عندما تتكلم الدولة!

يااااه.. عشنا ساعات من الفرحة لا تُنسى.. هذه هى الدولة المصرية عندما تتكلم.. إيه الجمال ده؟.. إيه النظام ده؟.. المحكمة الدستورية ليست كما عرفناها.. قصر الاتحادية بدا أجمل مما عرفناه.. أين البيت الأبيض من قصر الاتحادية؟.. أين هو من قصر القبة؟.. بلاش قصر عابدين، ولا المنتزه.. دولة قبل أن يعرف العالم الدول.. أعرف أن الحكاية ليست بالمبانى فقط.. لكنها بالمعانى أولاً!

المعانى أيضاً لا تحتاج إلى شرح.. مصر استعادت هيبة الدولة.. حدث ذلك بداية من عهد الرئيس المحترم عدلى منصور.. فارق بين الدولة والعصابة.. فارق بين استقبالات أمس، والاستهبال الذى كان يبديه ضيوف مرسى بقصور الرئاسة.. رأيت لهم صوراً يجلسون على الأرض.. يأكلون بأيديهم ويمسحون فى ذقونهم.. حاجة بشعة.. أعادونا إلى عصور سحيقة، قبل الزمان بزمان.. الله يسمّ أبدانهم!

الدولة كانت تتكلم أمس فى كل لحظة.. مراسم تسليم وتسلم.. رئيس جمهورية يسلّم الراية.. رئيس منتخب يتسلمها.. لا الأول حزين، ولا الثانى ملهوف.. الأول يعرف حجم المعاناة، والثانى يعرف حجم المسؤولية.. منصور يتقدم فى البداية ويتأخر السيسى.. بعد حلف اليمين، يتقدم السيسى ويتأخر منصور.. الآن أنت الرئيس.. اتفضل.. مشهد جديد.. مشهد تاريخى فعلاً.. كلمة تاريخى امتُهنت زماااااان!

عندما تأملت مشهد المحكمة المهيب، عرفت أن فى مصر رجالاً.. عرفت أيضاً أن الله بعث بالرئيس عدلى منصور، فى الوقت المناسب.. عندما تأملت حضور كبار رجال الدولة، عرفت أن مصر عظيمة.. فيها الأزهر والكنيسة.. فيها الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والبابا تواضروس.. مصر دولة ربما سرقتها عصابة، فى غفلة من الزمن.. لذلك كانت فرحتنا عظيمة.. ربنا يحرس مصر، بعينه التى لا تنام!

لم نكن وحدنا من يشاهد مراسم تسلم السلطة.. بالتأكيد هناك زعماء لم يحضروا.. هؤلاء تابعونا رغم فروق التوقيت.. أظن أن أوباما طلب من مدير مكتبه إيقاظه عند أداء القسم.. نوع من الفضول الرئاسى.. أو ربما لأنه لم ينم منذ بددت الثورة أحلامه فى المنطقة.. أمير قطر كان يتابع لحظة بلحظة.. أرسل برقية تهنئة.. استسلام للنتيجة.. الأمير يعترف بشرعية السيسى، و«الجزيرة» ترى أنه انقلاب!

مصر عندما تتكلم يسكت الجميع.. يخرس أوباما.. يخرس أردوجان.. يخرس تميم، وتخرس أمّه موزة.. كانت الرئاسة على حق فى حفل التنصيب.. ليس عيداً للجلوس، كما وصفه البعض، أو سخر منه آخرون.. هو مناسبة لنعطى درساً لكل العالم.. مناسبة أخرى لنعرف من معنا ومن ضدنا.. اختبار جديد.. وقد عرفنا الدول، وعرفنا الأقزام.. عرفنا ذيول الدول.. وغداً يأتون خاضعين لإرادة المصريين!

لا تنشغلوا بحضور رؤساء العالم حفل التنصيب.. لا تفتشوا فى نسبة الحاضرين.. ارجعوا إلى نسبة الفوز فى الانتخابات.. مش معقول تنكّدوا عليهم بثورة، وتفقعوا مرارتهم بالنتيجة، وتطلبوا حضورهم حفل التنصيب؟.. ده إنتوا فراعنة.. لا يعنى غيابهم إهانة.. إنما يعنى انكم نكّدتم عليهم أوى!

SputnikNews