القاهرة : وليد سلام
شدد الكاتب السياسى وعضو الهيئة العليا لحزب نصر بلادى في حديثة عن مواقع التوصل الاجتماعي أن «هذه المواقع لعبت ولاتزال تلعب دورا بارزا في توجيه بوصلة الحراك السياسي في مصر ». وذكرفي ندوة عقدت بالخارجة بالوادى الجديد اليوم عن حرية الرأي والإعلام، تحت عنوان «منابر الإعلام الاجتماعي ودورها في تعزيز الحقوق وتوسيع الحريات»، أنه «رغم الايجابيات التي تقدمها هذه المواقع، إلا انه لابد من النظر إلى المهنية والمصداقية في تحري الأخبار التي تنتشر فيها».
ومن جانبه ذكر الكاتب والسياسى أبوالفضل ان «منابر التواصل الاجتماعي خلقت تفاعلا غير مسبوق في مجال الإعلام، وخلقت المواطن الصحافي الذي يبث أخباره وآراءه ومدوناته، وهي لا تحتاج ترخيصا ولا رأس المال».
وأضاف «شبكات التواصل تعد القوة الناعمة التي اتبعتها الشعوب للحرية والنضال، وهي تحمل في طياتها تمردا على الوجبة الإعلامية الجاهزة التي كانت تقدم للناس».
وأردف«قنوات التواصل الاجتماعي فيها الكثير من المحاسن ولكن أيضا فيها مستوى مثل نشر الإشاعة والمعلومات المغلوطة».
وتابع أبوالفضل «حتى المسئولين الذين ينتقدون مواقع كتويتر، تجد تصريحاتهم تتناقل عبر هذا الموقع، والسبب أنهم يريدون أن يصلوا برأيهم هذا إلى أكبر شريحة من الناس».
وأكمل أبوالفضل «أما في الجانب الثاني، فهناك سلبيات إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها نشر أخبار مضللة، ونتمنى من جمعية كوعد أن تقدم ورشا عن مصداقية نقل المعلومة».
فيما أفاد أبوالفضل أن «الهدف من كتاباتى هو إيجاد مساحة للتعبير عما بنفسي، وأقدم جانبا مفقودا في الإعلام المحلي وهو الإعلام الاستقصائي، حيث لا يوجد لدينا إعلام يلاحق المعلومة ويتابع كيفية حدوثها، وهو ما أردت تحقيقه من خلال هذا البرنامج».
وذكر أن «الأسلوب فيه قليل من السخرية، ولكن الأساس هو إيجاد مساحة للتعبير عن رأيي، أما الهدف الثاني فكان دعم الناس في التعبير عن آرائهم، ورسالتي للجميع أن حق التعبير لا يعطى من أحد ولا بمكرمة ولكن عليك انتزاعها».
وأردف « الآن وصلت إلى الكتابة اليومية فى عدة مواقع وصحف داخل وخارج مصر ، والناس تتابع حاليا، وتطالبني بالمزيد، وهذه المساحة أنت من تخلقها بنفسك ولا تعطى إليك».
وتابع «سابقا كنا نطارد المعلومة ونتعب للبحث عنها ولكن اليوم تحررت المعلومة وصارت المعلومات هي التي تطاردنا، وصار نقل المعلومات في عصر المعلوماتية أسرع، وهذه السرعة تخدم موضوع التعبير عن الرأي، ولا أحد يستطيع أن يمنعك من التواصل مع الآخرين، إلا ربما عبر السجن، الذي هو أصلا ممارسة ممنهجة هدفها عزل الإنسان عن المجتمع، وعن التواصل، وعن الوصول، لذا فالوصول أهم عنوان يطرح هنا في هذه الندوة».
وأوضح أن «قنوات التواصل الاجتماعي عززت بشكل هائل فرصة التعبير عن الرأي وخلقت عاصفة عصر المعلومات، والفكرة الأهم، أن الأفكار تحررت، الحدث قد يحدث في أقصى الأرض وفي أقل من ثانية يمكن التواصل والتفاعل معه».
وواصل أبوالفضل «الفضائيات ووكالات الأنباء والصحف، كلها لها حسابات على وسائل التواصل تويتر ويوتيوب والفيسبوك، لأن الجميع أصبح مفتوحا على هذه الوسائل، وهذا الانفتاح ليس في صالح من يقمع حرية الرأي، فإما أن يتم التعامل مع الناس بروح العصر وإما سيتجاوزه الزمن».
وبيّن أبوالفضل أن «وسائل التواصل عززت حرية الرأي، هناك أكثر من مليار متابع في موقع الفيسبوك، سابقا كنت محتاجا ليصل رأيي إلى الناس أن ألجأ إلى صحيفة أو قناة تلفزيونية، أما اليوم فهذه المواقع الاجتماعية تفيدك كثيرا».
وعرّف أبوالفضل فى سياق حديثه عن قنوات التواصل الأجتماعى «قنوات التواصل الاجتماعي، على أنها مجموعات شبكات اجتماعية، بين جهات لديها ذات الاهتمامات»، مشيرا إلى أنها «خلقت حالة تفاعل كبير في الأخبار وكذلك تم توظيفها بقوة مثلا في الحملات الانتخابية، ومنها حملة الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما».
وأفاد الحداد «نحن العرب بدأنا الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي في العام 2009، وفي العام 2010 بدأ اهتمام الشباب المصرى بالاهتمام أكثر بمواقع التواصل الاجتماعي، ربما لأنها كانت تنقل المعلومات بشكل أسرع».
وذكر أن «الثورة التونسية كانت أكبر مستخدم لقنوات التواصل الاجتماعي بينما فشل الإعلام التقليدي عن مجاراة مساحة الإعلام الاجتماعي».
وتابع «في يناير/ 2011، شكل الشباب شبكات تواصل اجتماعي أكثر، وعجز الإعلام التقليدي أن يواكب هذه السرعة، ويستطيع أن يتغير واستمر في حجب وجهات النظر، واكتفى بنقل أخبار بصيغة استقبل، وودع، واجتمع».
وأوضح أن «الإعلام التقليدي كان ومازال يعيش في سبات، وهناك أسباب عديدة دفعت الشباب العربي للاهتمام أكثر بوسائل التواصل الاجتماعي، منها احتكار المعلومات وتوزيعها، والتداول غير الديمقراطي للسلطة في الدول العربية، وعدم إشراك الشباب في السلطة، أما السبب الأهم فهو عدم القدرة على كسر التابوهات الإعلامية، ومنها عدم طرح ملفات الفساد، الذي لا يستطيع الإعلام المحلي والرسمي فتحه، ربما لأنه كان ممولا من قبل الدولة».
وواصل «المعارضات كانت تعاني من أنها لا تعطى تصريحا من قبل الجهات الرسمية، لإصدار صحيفة أو قناة فضائية، لذلك فقد وجدت في وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة بارزة في نشر أفكارها وبياناتها ومواقفها».
وأضاف «الأحداث في الماضي كانت تصل بعد أيام من حدوثها ولكن اليوم صار وصول الخبر في ثوانٍ، ونقل المعلومات كان أسهل من السابق، في أحداث التسعينيات كنا نسمع بالأخبار بعد وقوعها بأيام، أما اليوم فالأحداث تصلك في ثوان».
وأردف «من سلبيات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أن المواطن يحتاج لتدريب لتحري المهنية والمصداقية في نقل المعلومات».
وأشار أبوالفضل حديثه إن 25.5 في المئة من الشباب يعتمدون على الإعلام الاجتماعي لأخذ معلوماتهم السياسية، وهناك 63.25 في المئة من الشباب يعتمد في معلوماته السياسية على الإعلام الاجتماعي بدرجة متوسطة، وهناك 50.75 في المئة يثقون بمواقع التواصل الاجتماعي في أخذ معلوماتهم».