كتب : محمد حسن عامر منذ 9 دقائق
قالت مصادر أمنية وصحفية تونسية لـ«الوطن» إن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان كان من المقرر له أن يعقد مؤتمراً فى تونس لثلاثة أيام، يبدأ من أمس ويستمر اليوم وغداً، وسط تكتم عليه خوفاً من الاحتجاجات التى أبداها عدد من النشطاء السياسيين والإعلاميين التونسيين.
وأوضحت المصادر أن الذى وجه الدعوة للاجتماع هو الاتحاد العالمى لما يسمى بـ«علماء المسلمين»، الذى يتزعمه «يوسف القرضاوى»، لمناقشة عدة قضايا أبرزها الأحداث الأخيرة فى تركيا بعد كشف فضيحة الفساد التى طالت عددا من مسئولى الحكومة التركية وتسببت فى انخفاض شعبية «أردوغان»، وفق استطلاعات رأى صدرت حديثاً.
وأضافت «المصادر»: كما سيتطرق الاجتماع لمناقشة أزمة تواجهها حكومة العدالة والتنمية فى المغرب التى يتزعمها «عبدالإله بن كيران»، التابعة لجماعة الإخوان، مع المعارضة فى ظل أحاديث عن فضيحة فساد متعلقة بصفقات قمح، ولهذا كانت تونس هى المكان المفضل لعقد الاجتماع بها».
وذكرت المصادر أن الاجتماع سيناقش تطورات الأوضاع فى مصر فى ظل الاستفتاء على الدستور المصرى.
كما يناقش الاجتماع الخطط التى سيتبعها التنظيم الدولى فى الفترة المقبلة فى عدة دول على رأسها تونس ومصر والجزائر.
ولفتت المصادر إلى أن التنظيم سيناقش مجدداً اختيار بديل للمرشد الحالى «محمد بديع»، المحبوس على ذمة قضايا جنائية فى مصر. وسيناقش الاجتماع، وفق المصادر، كذلك أثر استقالة حكومة حركة «النهضة» الإخوانية فى تونس، التى استقالت الأسبوع الماضى تحت تأثير الضغط الشعبى، على الدول الأخرى التى يوجد بها تيار الإسلام السياسى بالقرب من دوائر السلطة. وأشارت المصادر إلى أن التنظيم سيتم برعاية قطرية - تركية، وإن كانت هناك مؤشرات تقول إن «راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة، هو الذى دعا للمؤتمر ولاستضافته وليس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين».
وأثار الحديث عن الاجتماع حفيظة عدد من النشطاء والإعلاميين التونسيين، معتبرين أن مثل هذا الاجتماع مرفوض وحتى لا يسبب توترات مع دول أخرى، على رأسها مصر، وفى اتصاله مع «الوطن»، قال «توفيق العونى» الصحفى التونسى، إن «التونسيين لا يقبلون اجتماعات مثل هذا التنظيم لأننا لا نحب إلا راية واحدة على أرضنا هى راية تونس، وحرصنا كإعلاميين على إثارة موضوع الاجتماع حتى لا يتم على أرض تونس». وأضاف «العونى»: «الاجتماع يأتى على أثر الإخفاقات التى واجهتها جماعة الإخوان فى مصر فى ظل الاستفتاء على الدستور، ونحن نشيد بالشعب المصرى». وتابع: «هذا الاجتماع تأكيد أن حركة النهضة لا تخدم إلا جماعة الإخوان».
من جهته، قال محمد بن نور، مؤسس حركة «تمرد تونس»، إن «اجتماع التنظيم الدولى للإخوان سيكون بحضور أكثر من 40 مجرما إخوانيا، ونحن لا نقبل به على أرضنا». ودعا «بن نور»، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» للتوجه إلى مقهى مجاور لـ«المركز المغاربى للتنمية المقدسية» الذى أشارت تقارير إعلامية إلى أن الاجتماع سيُعقد فيه.
