أخبار عاجلة

أطباء: 37% من سيدات مصابات بسرطان الثدى والاكتشاف المبكر «مفتاح العلاج»

أطباء: 37% من سيدات مصر مصابات بسرطان الثدى والاكتشاف المبكر «مفتاح العلاج» أطباء: 37% من سيدات مصابات بسرطان الثدى والاكتشاف المبكر «مفتاح العلاج»

كتب : الوطن الخميس 16-01-2014 09:38

عادات المصريين الخاطئة المتمثلة فى الكسل، قلة الحركة، السمنة المفرطة، زيادة نسبة ، عدم الاهتمام بإجراء فحوصات دورية مهمة، قلة التوعية بشأن أمراض محددة، كلها عوامل ربما تساعد فى الإصابة بسرطان الثدى، الذى وصلت نسبة انتشاره فى إلى 37% بالنسبة للسيدات، ويعد الاكتشاف المبكر له مفتاحا مهما من مفاتيح العلاج، هذا ما أوصى به أطباء مصريون وأجانب أثناء حضورهم المؤتمر السادس للجمعية الدولية لأورام الثدى وأورام النساء. يقول لـ«الوطن» أ. د. جين مارك نابولس، رئيس قسم الطب فى مركز السرطان الشامل فى «جين بيرين» بفرنسا، إنه بالرغم من انتشار المرض فى مصر فإن نسبة الإصابة به فى الدول الغربية تزداد على نسب الإصابة به فى مصر، وذلك يرجع إلى أسباب كثيرة، منها أن متوسط العمر الافتراضى للإنسان يرتفع فى المدن الغربية، فكلما طال عمر الإنسان ازدادت احتمالية إصابته بالأمراض بوجه عام، بينما فى مصر فإن مدة العمر الافتراضى للإنسان قصيرة، كما أن سيدات شعوب المدن الغربية لا ينجبن بكثرة، حيث دائما ما تحتوى الأسرة الأوروبية على طفل أو اثنين، على عكس مصر حيث تتكرر الولادات وتنتشر الرضاعة الطبيعية بين الأمهات المصريات، والرضاعة الطبيعية تقى إلى حد كبير من الإصابة بسرطان الثدى. وتقول لـ«الوطن» أ. د. إيسجل شاهين، رئيس قسم علاج أورام الثدى بمركز «إم دى أندرسون» لعلاج السرطان بالولايات المتحدة الأمريكية، إن السبب الرئيسى وراء الإصابة بسرطان الثدى غير معلوم علميا، ولا توجد أدلة علمية مؤكدة توضح سبب الإصابة به، ولكن هناك عوامل خطورة، منها العامل الوراثى وهو يلعب دورا كبيرا فى احتمالية الإصابة، وثبت أيضاً تأثير الاختلافات العرقية على انتشار سرطان الثدى، حيث وجد أن صاحبات البشرة البيضاء ترتفع لديهن نسبة الإصابة، كما ينتشر سرطان الثدى أيضاً فى السيدات الصغيرات فى منطقة الشرق الأوسط، وتضيف «شاهين» أنه توجد نظريات ترجح أسباب الإصابة، تشمل شرب المزيد من الكحوليات، اتباع نظام حياتى سلبى لا يعتمد على ممارسة الرياضة بانتظام، أو تناول أطعمة صحية مفيدة، فضلا عن التعرض للتلوث الكيميائى. وتضيف «شاهين» أن الاتجاه الحديث يركز على توحيد العلاج طبقا لكل حالة مرضية على حدة، فلا يمكن إذن تعميم علاج واحد لكل المرضى. وفى هذا السياق يوضح «نابولس» أنه توجد وسائل عدة لعلاج سرطان الثدى، العلاج الهرمونى، العلاج الكيميائى، العلاج الإشعاعى والتدخل الجراحى، والعلاج الهرمونى يتم اتباعه إذا كان السرطان «حساساً» لهذا العلاج، فسرطان الثدى يتكون من مجموعة كبيرة من الخلايا الخبيثة التى يكون لدى بعضها متلقيات للاستروجين، فتكون حساسة على الهرمونات النسائية التى تساعدها على النمو، وبهذا تتم معالجة السرطان بواسطة قطع مصدر الهرمونات النسائية، أو إعطاء دواء مضاد لمتلقيات الاستروجين، وذلك للقضاء عليه بمقتل الخلية السرطانية أو توقف نموها، أما العلاج الكيميائى فهو يتم عن طريق تناول الأدوية والعقاقير للقضاء على الخلايا السرطانية، إما عن طريق الفم أو بالحقن فى الوريد أو فى العضل، وهو مفيد فى حالة انتشار السرطان فى الجسم.

أما عن العلاج الإشعاعى فيوضح لـ«الوطن» أ. د. ألفونس طغيان، أستاذ أورام الثدى بجامعة هارفارد، أنه دائما ما يوجد الجديد فى الوسائل العلاجية، فهناك تكنيك جديد فى الأشعة العلاجية، وهو يتم عن طريق علاج جزء صغير من الثدى، يمثل الربع تقريبا، وتمتد مدة العلاج أسبوعا واحدا فقط، وذلك على عكس العلاج الإشعاعى التقليدى الذى يمتد من أربعة إلى ستة أسابيع، وهى فترة طويلة يرهق فيها جلد الثدى وكأنه «يحترق» من كثرة الإشعاع، ويمتاز التكنيك الجديد بأنه يعالج الجزء المصاب فقط، وبالتالى يتوجه الإشعاع ناحية هذا الجزء ولا يتعرض باقى الثدى للإشعاع وذلك على عكس الطريقة التقليدية التى يضطر فيها الطبيب لتوجية الإشعاع إلى الثدى كله، كما أن الآثار الجانبية الناجمة عنه قليلة جدا.

وعن أهمية العلاج الإشعاعى، يقول «طغيان»، رئيس قسم العلاج الإشعاعى لأورام الثدى بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، إن العلاج الإشعاعى مفيد جدا، لأنه يقلل من احتمالية رجوع الورم مرة أخرى للجسم، فاحتمالية رجوع الورم تصل إلى 25% إلى 40% كحد أقصى، كما أنه يتميز عن العلاج الكيميائى فى أن آثاره الجانبية أقل، فالعلاج الكيميائى أحيانا ما يؤثر على الأعصاب، ويسبب تنميلا فى الأرجل، كما أنه يسبب تساقط الشعر ويزيد من الشعور بالتعب والإرهاق والإحساس بالغثيان، بالإضافة إلى أنه يتسبب فى جفاف كرات الدم البيضاء. ويشدد «طغيان» على أن التشخيص المبكر هو أهم عوامل نجاح علاج سرطان الثدى، كما أنه يرفع بشدة من نسب الشفاء، ولذلك فالتوعية مهمة جدا، ولذلك يجب على كل السيدات أن يقمن بإجراء «الماموجرام» عند سن الأربعين، وذلك لاكتشاف أى أورام حميدة أو خبيثة. وقد خرج المؤتمر بتوصيات عديدة تفيد مرضى سرطان الثدى، فيقول لـ«الوطن» أ. هشام الغزالى، أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس، رئيس الجمعية الدولية لأورام الثدى وأورام النساء، إن من أهم التوصيات التى ركز عليها المؤتمر ضرورة عمل «Family Counseling» أى «شجرة عائلة» لكل السيدات الصغيرات، ممن هن تحت سن الأربعين واللاتى لديهن تاريخ عائلى للمرض، وذلك لمراقبة تطور ووجود المرض، ويجب إجراء تحليل جينى للسيدات الصغيرات الأقل من 35 عاماً والمصابات بسرطان بالثدى، فضلا عن إجراء وعمل تحليل للسيدات المحتمل تأثرهن بالاختلال الجينى، حسب شجرة العائلة، وتحليل أيضاً للسيدات المصابات بأورام المبيض فى سن صغيرة.

ويضيف «الغزالى»، سكرتير عام المؤتمر، أن المؤتمر وضع خطوطا استرشادية للوقاية من المرض قدر الإمكان، ومنها إجراء أشعة رنين مغناطيسى وموجات صوتية للسيدات صغيرات السن لاختبار احتمالية إصابتهن بأورام الثدى.

DMC