أخبار عاجلة

رويترز: الخصومة بين وقطر تزيد من انقسام المعارضة السورية

قالت وكالة رويترز في تقرير لها، الأربعاء، إن الخصومة بين قطر والسعودية، أشعلت التشاحن داخل المعارضة السورية، مما يحول دون تشكيل وفد موحد يمثل المعارضة في محادثات السلام المقررة الأسبوع المقبل.

وقالت مصادر لرويترز في الائتلاف الوطني السوري المعارض ودبلوماسيون لدول مؤيدة للمعارضة، إنه كان بالإمكان تجاوز هذه الانقسامات بحلول الجمعة، حين يجري الائتلاف المكون من 120 عضوًا، تصويتا للمشاركة في مؤتمر«جنيف-2» للسلام، والمقررعقده في سويسرا.

وتوقع البعض ألا تغامر قطر، بإثارة غضب وتركيا والدول الغربية، بدفع حلفائها في الائتلاف السوري، نحو مقاطعة المحادثات التي تؤيدها القوى الأخرى.

وانسحب في يناير 44 عضوا، معظمهم له صلات بقطر، من اجتماع للائتلاف، تعبيرًا عن اعتراضهم على حضور المحادثات، دون ضمانات بتلبية مطالب أساسية، واعتراضاً على إعادة انتخاب أحمد الجربا، (المدعوم من السعودية رئيسا للائتلاف)، حسب الوكالة.

وأكد وزير الخارجية القطري، في باريس، أن بلاده لا تدعم فصيلا معارضًا دون الآخر، بينما أشار دبلوماسيون إلى أن الدور القطري، الذي يشمل دعم بعض الفصائل الإسلامية المتشددة في سوريا، نوقش خلال اجتماع، مجموعة أصدقاء سوريا، في باريس، الأحد، والذي حضره وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ووزراء غربيون آخرون، حسب الوكالة.

وحسب رويترز، لا يبدي كثيرون داخل الائتلاف السوري المعارض، الذي يضم العديد من الزعامات السياسية المقيمة بالخارج، حماسة للاجتماع الذي تنظمه قوى دولية، ولا يتوقع أعضاء الائتلاف، أن تقدم الوفود الممثلة للرئيس السوري بشار الأسد، تنازلات كبرى، خاصة على مطلب تشكيل حكومة انتقالية يكون الرئيس السوري بشار الأسد، بعيدا فيها عن السلطة، ويخشون أن يزيد حضورهم الاجتماع من إضعاف شرعيتهم داخل المعارضة السورية، غير أن عدم حضور الاجتماع، الأربعاء، سيثير استياء معظم داعمي المعارضة الأجانب، مما قد يدفعهم لتقليص دعمهم لكيان أخفق في منع هيمنة المتشددين الإسلاميين.

وقال نصر الحريري، المتحدث باسم الأعضاء الـ44، الذين انسحبوا من الاجتماع، إن «البعض يطالب الائتلاف بالذهاب إلى جنيف، دون إشارة إلى أن المحادثات ستسفر عن أي شيء، ولو من باب حفظ ماء الوجه أمام الشعب السوري، والسبيل الوحيد لأن يعمل الائتلاف، هو توسيعه لاستعادة التوازن، وإيجاد رئيس يحظى بالتوافق».

ونقلت وكالة رويترز، عن هيئة التنسيق الوطنية، وهي ائتلاف منافس يتألف من سياسيين تتسم مواقفهم بالوسطية ويعيشون في دمشق ويتسامح عنهم «الأسد»، الأربعاء، قولها إنها لن تحضر محادثات السلام، لتقاعس عن «بذل أي جهد يستحق الذكر»، للضغط على السلطات السورية، للقيام بأي خطوات تصالحية، وغياب جهود أمريكية لتشكيل وفد «متوازن ومقنع» للمعارضة.

واصدرت الهيئة بيانا ذكرت فيه أنه «لا شك أن الطرفين، الروسي والأمريكي، يتحملان مسؤولية كبيرة، في الوضع الراهن، فلم يبذل الطرف الروسي أي جهد يذكر، من أجل قيام السلطات السورية بخطوات إيجابية، نحو المجتمع السوري، وتنازل في أول مناسبة عن التكوين الثلاثي الرأس لوفد المعارضة السورية (هيئة التنسيق الوطنية، والائتلاف الوطني، والهيئة الكردية العليا) تاركا للطرف الأمريكي، مهمة اختزال صوت المعارضة، ووفدها بمن يقع في فلكها».

ورغم أن قطر والسعودية حليفتان في مجالات أخرى، فقد انتهى بهما المطاف إلى دعم قوى متنافسة، في بعض الدول العربية مع تغير السلطات الحاكمة بها منذ عام 2011.

وفي سوريا انتزعت قطر دورًا مؤثرًا، بمسارعتها إلى مساعدة المعارضين، وتأسيس الائتلاف قبل عام، بهدف إيجاد بديل «للأسد»، جدير بالثقة، وسرعان ما وجدت نفسها تحت ضغط، من السعودية ومن الولايات المتحدة فيما يتعلق بمسار الحرب، وما يخص تزايد نفوذ الإسلاميين المناهضين للغرب وحلفائه في الشرق الأوسط، مثل السعودية، ومع توسعة الائتلاف الوطني السوري إلى 120 مقعدا، تقلصت سيطرة قطر، لكنها على الأرض لا تزال تملك نفوذا، من خلال جماعات، مثل لواء التوحيد الذي يشارك في تحالف الجبهة الإسلامية الجديد، الذي يسيطر على مساحات كبيرة، وينسق العمل مع جماعة «جبهة النصرة» المرتبطة بـ«القاعدة»، حسب الوكالة.

وقال مصدر خليجي، إن الأمير الجديد الذي تولى السلطة في يونيو (الأمير تميم بن حمد)، يريد تقليص الدور القطري عما كان عليه، خلال حكم والده، الذي أيد الانتفاضات العربية بقوة، وأنه أكثر تقبلا لمطالب الغرب، بوقف دعم المتشددين، رغم أن قطر ما زالت تعتقد أن تسليح المعارضين ضروري، لإجبار «الأسد» على تقديم تنازلات.

ويضغط دبلوماسيون غربيون، من أجل أن يشارك الائتلاف، مؤكدين على غياب البدائل المتاحة للمبادرة الدولية الرئيسية، لإنهاء الصراع المستمر منذ 3 سنوات، والذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص، وقال دبلوماسي غربي: «لا أحد يريد التفكير في البديل إذا فشل الائتلاف مرة أخرى في الاتفاق»، حسب الوكالة.

SputnikNews