أخبار عاجلة

"الكتاب الأسود" يثير الجدل فى تونس

"الكتاب الأسود" يثير الجدل فى تونس "الكتاب الأسود" يثير الجدل فى تونس

كتب : رويترز منذ 21 دقيقة

يقول الصحفيون التونسيون الذين تعرضوا للتضييق والرقابة لعشرات السنين، إنهم من بين أكبر الرابحين من الانتفاضة التي أسقطت الرئيس زين العابدين بن علي في عام 2011.

لكن الآن أثار كتاب أعده مكتب بالرئاسة التونسية، وسرب على الانترنت ضجة في الأوساط الصحفية هناك.

ويتضمن الكتاب الواقع في 350 صفحة وعنوانه "الكتاب الأسود"، قوائم لصحفيين تونسيين وأجانب زعم انهم تعاونوا مع الرئيس السابق وعملوا على الترويج لصورة ايجابية له.

وقال أحمد الرحموني رئيس المرصد التونسي لاستقلال القضاء: إن فكرة الحصول على شفافية أكبر مقبولة على وجه العموم، مضيفا" ما أحبط الناس هو وجود مثل هذه القائمة السوداء الواضحة".

واشار الرحموني، إلى أن التداعيات التي ترتبت عن نشر هذا الكتاب كانت في مجملها تداعيات سلبية. وأنه هناك رفض للمنهج مش هناك رفض للموضوع.

ومنذ أقل من أسبوع سنت تونس قانون العدالة الانتقالية الذي طال انتظاره والذي سيسمح بكشف حقيقة حكم بن علي ويساعد تونس في التصالح مع الماضي.ويتضمن القانون تشكيل لجنة الحقيقة والكرامة التي سيعهد لها بالخوض في أرشيف البلاد.

وقال الرحموني، "الكتاب الأسود لامس تلك العملية".وأضاف "هذه الضمانات هي ضمانات أساسية تتعلق بحق المعنيين بالأمر. حق المناقشة بعدم الاعتماد للقائمات السوداء ونشرها كذلك بالإسراع في أن يتعهد بهذا الارشيف هيئة مستقلة للعدالة الانتقالية.

ويتضمن الكتاب الأسود أسماء صحفيين وأساتذة جامعيين وفنانين ولاعبي كرة قدم ،يزعم انهم ساعدوا في تحسين صورة "بن علي"، وتقاضوا أموالا مقابل ذلك في بعض الأحيان.ويزعم الكتاب، أنه يسلط الضوء على نظريات الدعاية التي استخدمها بن علي. واشاد البعض به بإعتباره يفضح فساد الماضي.

ويقول كثيرون، إن للكتاب دوافع سياسية وهدد بعض من وجدوا أسماءهم فيه باللجوء الى القضاء.

ومن جانبه، قال رضا الكافي مدير تحرير مجلة "كابيتاليس" الإلكترونية: "فيه عملية انتقام وتشفي من شخصي ومن خلال شخصي أيضا من جريدة "كابيتاليس" الالكترونية التي -والقراء يعرفون هذا- عندها خط نقدي إزاء الترويكا وإزاء رئاسة الجمهورية."وأضاف أن اللجوء للقضاء هو السبيل الوحيد لتبرئة ساحته.

وقال الكافي: "يجب أن أذهب الى القضاء لأنير الحق، لآخذ حقي، لأدحض ما ذاع من رئاسة الجمهورية في هذا الكتاب."

ونفى مكتب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، وجود أي دافع سياسي وراء نشر هذا الكتاب قائلا: الكتاب أعده موظفون سياسيون من أرشيف خلفه بن علي.

ويقول مسؤولون أن الرئاسة أعدت ذلك الكتاب بينما تنتظر الموافقة على قانون العدالة الانتقالية لكنها لم تستهدف أن يصل الى جمهور عريض.ولم يتضح بعد كيف نشر على الانترنت.

وقال عدنان منصر -مدير ديوان رئيس الجمهورية- والمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية: الهدف ليس أبدا التشفي والدليل على ذلك، أنه لم يكن الهدف مطلقا نشر هذا الكتاب ولا توزيعه على نطاق واسع لكن الامور تجاوزتنا وأقر بذلك نتيجة ذلك التسريب. وهو تسريب، يعني أنا شخصيا صعقت بخبر التسريب وعلمت بالأمر مثل كل التونسيين."

وعلى الرغم من ترحيب البعض بالكتاب الأسود، بإعتباره خطوة على طريق المحاسبة فانه فجر موجة من الجدل والنقاش والغضب حيث يقول كثيرون إنه لا مكان لقوائم سوداء في تونس الجديدة.

DMC