كتب : رفيق ناصف تصوير : ماهر العطار الخميس 10-10-2013 08:41
اتشحت قرية الرملية التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية والقرى المجاورة لها باللون الأسود، وخيّم الحزن على سكانها، حزناً على الشهيد فتحى صابر، رقيب الشرطة الذى قضى نحبه فى الهجوم الإرهابى الذى قام به مجهولون على مبنى مديرية أمن جنوب سيناء، الاثنين الماضى، والذى راح ضحيته 4 من الشرطة والمدنيين وأصيب 55 آخرون.
أدى الآلاف من المواطنين أمس الأول، صلاة الجنازة على الشهيد بمسجد قريته، ثم شيعوا الجثمان فى جنازة عسكرية مهيبة تقدمها اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية، واللواء حاتم عثمان، مدير أمن الغربية، وعدد من القيادات التنفيذية والأمنية بالمحافظة، مرددين هتافات: «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله»، «الإخوان أعداء الله»، معبرين عن غضبهم واستيائهم من حالة الانفلات الأمنى الذى تشهده محافظتا شمال وجنوب سيناء مما يؤدى لقتل ذويهم.
شهيد الشرطة فتحى صابر، قُتل فى هجوم انتحارى نفذه مجهولون على مبنى مديرية أمن جنوب سيناء صباح الاثنين الماضى، وكان ضمن أفراد الشرطة الذين وقع عليهم الاختيار لتأمين مبنى المديرية فى ذكرى انتصار أكتوبر، وكانت خدمته على الباب الخلفى للمبنى، وفى الساعة التاسعة والنصف صباحاً فوجئوا بسيارة ربع نقل «شيفروليه» حمراء اللون تتجه نحوهم بطريقة مسرعة واصطدمت بالبوابة، ثم انفجرت فى الوقت الذى كان فيه قريباً منها، مما أسفر عن إصابته التى أودت بحياته. ولفت محمود عامر، أحد أقارب الشهيد، إلى أن الشهيد هو أخ لـ4 بنات وأب لطفلين؛ محمد 10 سنوات، وهند 5 سنوات، والده توفى منذ عامين وأصبح من وقتها هو العائل الوحيد لهم جميعاً، وكان أثناء إجازته يعمل فى الفلاحة حتى يقدر أن يوفر متطلبات الحياة، وفى يوم الحادث اتصل بهم ليخبرهم بنزوله يوم الثلاثاء فى إجازة وأنه سيقضى معهم أيام عيد الأضحى. يلتقط طرف الكلام محمد رضوان، أحد أبناء القرية وجار الشهيد، موضحاً أن الشهيد صدق فى وعده، حيث أخبرهم بنزوله يوم الثلاثاء وبالفعل أوفى بعهده فجاء فى صندوق محمول على الأعناق».
