أخيراً.. سكراب أمغرة.. إلى «النعايم»

أخيراً.. سكراب أمغرة.. إلى «النعايم» أخيراً.. سكراب أمغرة.. إلى «النعايم»
 
عبدالله الدوسري
تركي الحربي
محال للبيع أيضا في منطقة السكراب
السيارات «السكراب» وقد تراكمت في المنطقة
ملصق الدعوة إلى النقل
«السكراب» مقصد الباحثين عن قطع الغيار المستعملة

أهالي «سعد العبدالله» رحبوا بالقرار: جريء وإيجابي وننتظر التنفيذ بفارغ الصبر

عمال في السكراب: القرار عودة إلى نقطة الصفر وحياتنا باتت مهددة بالضياع

فرج ناصر ـ حمد العنزي

اخيرا وبعد طول انتظار، توشك أمنية اهالي منطقة سعد العبدالله بإزالة سكراب امغرة على التحقق، هذا المكان الذي سبب لهم الكثير من الإزعاج لفترة طويلة دأبوا خلالها على الإسراع باتخاذ هذه الخطوة. فقد عممت الهيئة العامة للصناعة، من خلال ملصق موجه إلى مستغلي القسائم في منطقة السكراب، انها ستقوم يوم الاحد الموافق 6 الجاري بالبدأ في نقل منطقة سكراب السيارات (سكراب الاهالي) الى منطقة النعايم موقع A5. وطلبت الهيئة العامة للصناعة من مستغلي القسائم التعاون مع موظفيها حتى يتم الانتهاء من عملية النقل.

ووقع الخبر كالصاعقة على اصحاب القسائم والعاملين في السكراب، مؤكدين أن القرار قرار ظالم ومجحف ويحتاج إلى مزيد من التفكير والتأني من قبل اصحاب القرار. وقال احد العاملين ويدعى ناصف اننا سنتأثر جراء هذا القرار المفاجئ والذي جاء دون سابق انذار، وعليه فسيسبب لنا مشاكل كثيرة تعود على اسرنا بفقدان رزقهم ولا بد من النظر في هذا القرار الظالم، كما اننا لم نتلق اي انذارات سابقة، وعليه فلا بد من إعطاء مهلة طويلة، حيث ان هذه القسائم تحتوي على اغراض كبيرة وقطع غيار كثيرة ونقلها يحتاج الى وقت كاف.

من جانبه، قال حسين محمد ـ وهو احد العمال في السكراب ـ ان هناك ما يقارب الخمسة آلاف عامل يعملون في السكراب وحياتهم باتت مهددة بالضياع في حال نقل السكراب الى موقع آخر، لأننا في حال نقله سنعود الى نقطة الصفر والبناء من جديد، كما ان نقل ما يقارب الـ 10 آلاف قسيمة يسبب خللا، وعموما فإن القرار النهائي بيد صاحب الامر وهو من يقرر ذلك.

من جهته، قال عبدالرحمن وهو يعمل في احد المحلات انه في حالة تطبيق القرار بالفعل فسنتعرض لخسارة كبيرة من كل الجوانب، وبالتالي انا شخصيا سأعود الى بلادي لأن «رزقتي توقفت».

اما ابوعمر فكان له رأي آخر، فقال ان القرار يعود الى المسؤولين عن ذلك، وهم لهم اتخاذ القرار من عدمه وعلينا ان ننفذ القرار أيا كان شكله النهائي، في حين قال ضياء وضاح: فوجئنا بوضع ملصق من قبل مندوب احدى الجهات الحكومية يفيد بنقل سكراب امغرة الى منطقة النعايم، مشيرا إلى ان القرار مبهم حيث لم نعرف ما هي الاجراءات المتعلقة بعملية النقل وكذلك التفاصيل.

وأكد وضاح ان ما يحيط بالامر من ريبة جعلنا نقول ان الملصق قد يكون غير صحيح. من جانبه قال هشام فارع: اننا سوف نفقد رزق اسرنا وهذه جريمة بحد ذاتها، كما ان التعامل مع البديل يحتاج الى وقت طويل، اضف الى ذلك ان المكان لا توجد به كهرباء.

بعيدا عن شهادة العاملين في السكراب، فإنه يمكن القول إن نقله الى منطقة النعايم المكان البديل لمكان السكراب الجديد ينهي فصلا من فصول قضية ازالة السكراب، وقد اجمع عدد من اهالي منطقة سعد العبدالله على ان القرار قرار جريء وفي محله ان صدق كلام المسؤولين، مؤكدين ان ازالة موقع السكراب الحالي سيساهم في اعطاء منظر حضاري لمدينة سكنية حديثة البناء، ناهيك عن الحيوانات الضالة التي ترتع في هذا المكان والتي كانت تسبب اغلاقا وخطرا على ساكني هذه المنطقة.

آراء سكان أمغرة

من جهة أخرى، تلقى أهالي مدينة سعد العبدالله قرار الهيئة العامة للصناعة بإزالة سكراب منطقة أمغرة، وإعطائهم مهلة لأصحاب المحلات والقسائم للإزالة لغاية 6 الجاري ونقلهم بعدها بالكامل إلى منطقة النعايم، القرار بموجهة من الفرح والبهجة، معتبرين أنه من أهم الخطوات المهمة نحو تنظيم المنطقة من جديد وجعلها من المناطق النموذجية بدلاً من وضعها الحالي المتردي، مشيرين إلى أنهم لن يهدأ لهم بال ولن يصدقوا الخبر إلا عبر مشاهدتهم منظر الإزالة الفعلية على أرض الواقع وليس الورق أو الإنذارات دون تدخل المتنفذين لوقف ذلك القرار.

«الأنباء» استطلعت آراء سكان مدينة سعد العبدالله وأجرت بعضا من اللقاءات مع المواطنين وتلمست أبرز المشاكل التي يعاني منها الأهالي، وكان لنا هذه اللقاءات مع المواطنين قاطني تلك المدينة، فيما يلي تفاصيلها:

في البداية وأثناء تجولنا، استوقفنا المواطن عبدالله الدوسري، وبمجرد أن عرف أننا من جريدة «الأنباء» حاول أن ينقل بعض المشاكل والهموم إلينا كونه أحد سكان مدينة سعد العبدالله في القطعة 10 قائلا: إن أحوال المدينة «ما تسر حبيبا ولا صديقا» فالمشاكل والعوائق والهموم تحيط بنا من كل الجوانب، مؤكدا أن المدينة أصبحت ملوثة وموبوءة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالمسألة تعدت كونها تقصيرا في الخدمات إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث وصلت الأمور لصحة أبنائنا وعوائلنا جراء التلوث المحيط ببيوتنا نتيجة الحرائق اليومية التي تشتعل ما بين لحظة وأخرى في سكراب السيارات والأخشاب القريب جدا من بيوتنا، ولا يفصلنا عن هذه الحرائق سوى أمتار معدودة، لافتا إلى أن الأمر لا يمكن السكوت عنه مطلقا، فصحة أولادنا في خطر مستمر، خاصة إذا ما عرفنا أن المنطقة تفتقر لمراكز الاطفاء تكافح تلك الحرائق.

واستغرب الدوسري من السكوت المستمر لبعض القياديين في الدولة على الأحداث التي تصيبنا يوميا دون أن يحرك هؤلاء ويعطوا أوامرهم للقضاء على تلك المشكلة من جذورها من خلال إزالة تلك المصانع ونقله إلى مناطق بعيدة عن المدينة، واستغلال مساحاتها في بناء حدائق ومنتزهات وزراعتها لتصبح واحة خضراء بعيدة عن الملوثات التي أرهقت صحتنا، مؤيدا في الوقت ذاته قرار الهيئة العامة للصناعة بنقل السكراب من مكانه الحالي إلى منطقة النعايم.

من جهته، قال حامد العمير إن مشكلة مدينة سعد العبدالله ليست مقصورة على سكانها فقط وإنما أصبحت تؤرق مضاجع جميع سكان مدينة الجهراء جراء انبعاث الغازات السامة والحرائق المتكررة التي تحدث يوميا مهددة حياة أهلها للخطر، حيث إنها لم تعد منطقة نموذجية رغم حداثتها نسبيا، مضيفا أن المنطقة أصبحت طاردة لأهلها كونها محاطة بالعديد من المشاكل والملوثات، لدرجة أنها أصبحت مكبا للنفايات في الجهة المقابلة لطريق الدائري السادس ومردما لها جراء مخلفات المصانع التي ترمي مخلفاتها دون حسيب أو رقيب، الأمر الذي جعل الجميع يشعر بأنه وسط كومة من المخلفات.

بدوره، ابدى تركي الحربي امتعاضه من تجاهل المسؤولين لمشاكل مدينة سعد العبدالله، الامر الذي جعلها تتراكم يوما بعد الآخر طيلة تلك الاعوام دون ان تتحرك الجهات المسؤولة في الدولة وتقوم بدورها المنوط بها لحل المشكلات المتراكمة، مبينا ان المنطقة اصبحت طاردة وليست جاذبة لأغلب المواطنين بسبب مشاكلها ومخاطرها المتعددة المتمثلة في مكب النفايات والاطارات (رحية)، الى جانب وجود معسكرات الجيش، والطفح في المجاري، وحراج السيارات، ومدينة العزاب الداخلة بالمنطقة نفسها، وغيرها من المشاكل الاخرى.

وبين الحربي ان اهم مشكلة تواجهنا حاليا ونتمنى من المسؤولين في الدولة الالتفات اليها وحلها بأسرع هي المصانع القريبة من بيوتنا ومكب الاطارات (رحية) ومدينة العزاب كلها مجتمعة تسبب لنا قلقا يوميا، ولابد من القائمين على القرار بسرعة ايجاد الحلول ونقلها لأماكن اخرى والاستعاضة عنها بحدائق ومتنزهات ومرافق عامة تخدم المنطقة بدلا من وضعها الحالي، مؤكدا انه يؤيد قرار الهيئة العامة للصناعة بنقل السكراب من مكانه الحالي بين البيوت الى منطقة النعايم البعيدة.

من ناحيته، قال نايف مفتن انه يؤيد قرار الهيئة العامة للصناعة بنقل السكراب لمنطقة النعايم وابعاده عن سكان منطقة اهل الجهراء، وتطرق الى ان مشاكل سكراب الاخشاب والسيارات وما يقطنها من عزاب آسيويين وغيرهم اصبحت تشكل قلقا للاهالي، لأن معظمهم مخالفون لقانون الاقامة وخارجون على القانون ووجودهم بين العوائل مؤشر خطير، مبينا ان مدينة سعد العبدالله يحدها من جهة الغرب مزارع الدواجن الكثيرة على امتداد طريق الدائري السادس وما تسببه من امراض الربو والحساسية لمجرد هبوب الرياح من اتجاهها، بينما يحدها من جهة الشمال للمدينة معسكر وزارة الدفاع الذي يحتوي على «آليات عسكرية ومدرعات ودبابات وسيارات ثقيلة» وتمر هذه الآليات وتجوب المنطقة في الدخول والخروج وبالذات في وقت الذروة، وكذلك من جهة الجنوب هناك روائح كريهة جراء منافذ الصرف الصحي دون ان يتم وضع حد لها ليومنا هذا، مناشدا جميع الجهات المسؤولة في الدولة سرعة التدخل وانقاذهم من تلك المشاكل التي طال انتظارها ووضع الحلول السريعة لها.

سليمان الحبيب قال انه يؤيد وبشدة ازالة السكراب الى المناطق الصحراوية ولو انه متأخر ولكنه قرار مهم يخدم اهالي المنطقة، وذكر أن المنطقة تفتقر لمتنفس طبيعي فلا توجد بها حديقة عامة تخدم الاهالي كما هو الوضع في جميع المناطق النموذجية بل على العكس نجد فيها سكرابا للسيارات وعمالة سائبة تهدد امن المنطقة ومصانع تبث سمومها بصورة يومية ليستنشقها اطفالنا على مرأى ومسمع من السلطتين التنفيذية والتشريعية دون ان تحرك ساكنا للقضاء عليها وحلها، مؤيدا قرار الهيئة العامة للصناعة بنقل السكراب الى مناطق برية بعيدة عن منطقة الجهراء.

مباشر (اقتصاد)