أكد الدكتور محمد عبد المطلب، وزير الموارد المائية والرى، أن الحكومة المصرية بدأت فى تنفيذ برنامج منح لمشروعات التعاون الثنائى بينها وبين دول حوض النيل، تقدر بنحو 57 مليون دولار، وذلك مع كل من أوغندا وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية وتنزانيا وإثيوبيا، مشيراً إلى وجود اتفاقية تعاون فنى مع دولة جنوب السودان باستثمارات بلغت نحو 26,6 مليون دولار، وتتضمن مشروعات تطهير المجارى المائية بحوض بحر الغزال، ومشروعات دراسات جدوى إنشاء "سد واو" متعدد الأغراض، وتأهيل محطات قياس المناسيب والتصرفات الرئيسية بجنوب السودان، وإنشاء معمل مركزى لتحليل نوعية المياه بمدينة جوبا، ومشروع الرفع المساحى، فضلاً عن تركيب وحدات رفع لنقل مياه الأنهار للتجمعات السكانية القريبة من المجارى المائية لتوفير مياه الشرب للاحتياجات المنزلية والثروة الحيوانية.
وقال "عبد المطلب" إن وفدا من خبراء الرى المصرى زار مؤخرا دولة جنوب السودان لاستكمال ومناقشة الأسس الفنية والتصميمية لإنشاء سد متعدد الأغراض بمدينة ''واو'' لتوفير مياه الشرب والزراعة، والطاقة الكهربائية اللازمة لأبناء الجنوب السودانى بالمناطق المحيطة بموقع إنشاء السد، والتى تمثل إحدى الأولويات التنموية بالولايات الجنوبية، مؤكدا أنه سوف يتم استعراض الدراسات النهائية فى احتفالية كبرى فى ديسمبر المقبل بجنوب السودان.
أضاف وزير الرى أن المشروع يأتى فى إطار حرص الحكومة المصرية على الإسهام فى إنشاء البنية التحتية والتنموية بدولة جنوب السودان الشقيقة، حيث يعتبر السد "متعدد الأغراض" يتم إنشاؤه فى جنوب السودان على نهر سيوى، أحد فروع نهر الجور أحد روافد بحر الغزال ويبعد 12 كليو مترا عن مدينة واو.
وأشار الوزير إلى أن توقيع بروتوكول تعاون فنى بين مصر ووزارة المياه والبيئة الأوغندية، باستثمارات تبلغ نحو 4,5 ملايين دولار، فى مجال إنشاء سدود حصاد مياه الأمطار، وحفر عدد من آبار المياه الجوفية، وتدريب كوادر فنية وإدارة المشروعات، موضحا أن المشروعات المشتركة بين مصر وتنزانيا تضمنت حفر عدد 70 بئرا جوفيا على ثلاث مراحل، لتوفير مياه الشرب بتكلفة نحو 5 ملايين دولار.
من جانبه، أكد المهندس حسام الطوخى، منسق مشروعات التعاون بين مصر وجنوب السودان، أن الدراسات شبه النهائية للسد أوضحت أن السد سوف يسهم فى تخزين كميات من المياه تقدر بنحو 2 مليار متر مكعب لتوفير الاحتياجات المائية للمواطنين والمزارعين، ويولد طاقة كهربائية تقدر بحوالى 10 ميجا وات، بالإضافة إلى إسهامه فى انتظام الملاحة النهرية طوال العام بين مدينتى "واو"، عاصمة ولاية غرب بحر الغزال، ومدينة "بنتيو" عاصمة ولاية الوحدة، باعتبار أن النقل النهرى وسيلة النقل الرئيسية بين ولايات جنوب السودان مما يدعم الاقتصاد المحلى طوال العام.
وأوضح الطوخى أن السد سوف ينتج طاقة كهرباء تغطى مدينة "واو" والمناطق المحيطة بها، كما يوفر مياه الشرب لحوالى 500 ألف نسمة فى نطاق مدينة "واو"، بالإضافة إلى توفير المياه اللازمة لزراعة 30 ألف فدان "كرية تكميلية"، مؤكدا أن فريقا من الخبراء المصريين من المعاهد البحثية التابعة للمركز القومى للبحوث المائية، بالتنسيق مع قطاع مياه النيل والوزارات المعنية، قام بالتعاون مع أبناء الجنوب فى الدراسات الفنية والهندسية الخاصة بالسد.
