وتأتي هذه التحركات العسكرية في سياق سياسي وأمني معقد، تتداخل فيه الاعتبارات التاريخية والسيادية مع التوازنات الإقليمية في واحدة من أكثر القضايا حساسية في شرق آسيا.
الحسابات الصينية
تُعدّ تايوان القضية السياسية الأكثر حساسية بالنسبة لبكين، حيث تؤكد الصين باستمرار أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها السيادية.
وترى بكين أن مسألة تايوان ترتبط مباشرة بوحدة الأراضي والسيادة الوطنية، وهما عنصران مركزيان في رؤيتها للأمن القومي، لذا ترفض أي خطوات أو إشارات يمكن أن تُفسَّر على أنها دعم لاستقلال الجزيرة.
المناورات الأخيرة
تزامنت المناورات الصينية مع تصريحات أدلت بها رئيسة الوزراء اليابانية، ساناي تاكايتشي، لم تستبعد فيها تدخل بلادها عسكرياً إذا تعرضت تايوان لتهديد مباشر، وهي تصريحات اعتبرتها بكين بالغة الحساسية في ضوء التاريخ المعقد بين البلدين.
كما جاءت بعد إعلان وزارة الخارجية الأمريكية نيتها المضي في صفقة أسلحة كبيرة لتايوان، تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار، تشمل صواريخ ومدفعية وطائرات مسيرة، في خطوة قالت الصين إنها تمس سيادتها وأمنها وسلامة أراضيها.
التحركات العسكرية
أعلن جيش التحرير الشعبي الصيني أنه أرسل وحدات جوية وبحرية وصاروخية لإجراء تدريبات مشتركة بالذخيرة الحية في مضيق تايوان، والمناطق الواقعة شمال وجنوب وشرق الجزيرة. وتركزت التدريبات على دوريات الجاهزية القتالية، والتنسيق بين القوات البحرية والجوية، وفرض السيطرة العملياتية، بالإضافة إلى محاكاة حصار موانئ رئيسية.
وأكد المتحدث باسم قيادة المسرح الشرقي للجيش الصيني أن المناورات تهدف إلى الردع وحماية السيادة والوحدة الوطنية.

