أخبار عاجلة

واشنطن تتجاهل الحرب اللاإنسانية في غزة

ذكرت الولايات المتحدة أنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار آخر لوقف إطلاق النار، بعدما وزعت الجزائر، مندوب الدول العربية في مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. كما يرفض التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين.

وقالت السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد، في بيان، إن مشروع القرار يتعارض مع جهود واشنطن لإنهاء القتال، و«لن يتم تبنيه».

بينما أكد مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أن الولايات المتحدة تدعم الحملة الإسرائيلية لتدمير قدرات حماس، ولم تضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب أو سحب قواتها من غزة.

مواصلة الهجوم

وقد استخدمت الولايات المتحدة «الفيتو» ضد قرارات سابقة مماثلة، حظيت بدعم دولي واسع النطاق. كما تجاوز الرئيس جو بايدن الكونجرس، لإرسال الأسلحة إلى إسرائيل، بينما حثها على اتخاذ تدابير أكبر من أجل تجنيب المدنيين القصف، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمواصلة الهجوم حتى تحقيق «النصر الكامل» على حماس، وتوسيعه ليشمل مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، التي لجأ إليها أكثر من نصف سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني، هربا من القتال في أماكن أخرى.

ووصف مطالب حماس بأنها «وهمية»، ورفض الدعوات الأمريكية والدولية إلى إيجاد طريق لإقامة الدولة الفلسطينية.

كما اعتمدت حكومته إعلانا يقول إن إسرائيل «ترفض بشكل قاطع المراسيم الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين، وتعارض أي اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية»، الذي قالت إنه «سيمنح جائزة كبرى للإرهاب بعد هجوم 7 أكتوبر».

محاولات التوسط

وأمضت الولايات المتحدة وقطر ومصر أسابيع في محاولة التوسط لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، ولكن هناك فجوة واسعة بين مطالب إسرائيل وحماس، وقالت قطر إن المحادثات «لم تتقدم كما كان متوقعا».

بينما أكدت حماس أنها لن تطلق سراح جميع الرهائن المتبقين دون أن تُنهي إسرائيل الحرب وتنسحب من غزة، وتطالب أيضًا بالإفراج عن مئات الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل، بما في ذلك كبار الناشطين.

وقد رفض نتنياهو علنا كلا المطلبين، وأي سيناريو تتمكن فيه حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية والحكومية. وقال إنه أرسل وفدا لمحادثات وقف إطلاق النار في القاهرة الأسبوع الماضي بناء على طلب بايدن، لكنه لا يرى جدوى من إرسالهم مرة أخرى.

وفي مقابلة مع هيئة البث العامة الإسرائيلية، أوضح هنغبي أن الضغط العسكري والالتزام بخط صارم في المفاوضات قد يدفعان حماس إلى التخلي عن «مطالبها السخيفة التي لا يمكن لأحد أن يقبلها».

ورفض نتنياهو المخاوف الدولية بشأن الهجوم البري الإسرائيلي المزمع في رفح، قائلا إنه سيتم إجلاء السكان إلى مناطق أكثر أمنا. ومن غير الواضح إلى أين سيذهبون في غزة المدمرة إلى حد كبير. كما يعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضًا إقامة دولة فلسطينية. بلا مستشفيات

في الوقت نفسه، قال رئيس منظمة الصحة العالمية إن مستشفى ناصر، المركز الطبي الرئيسي الذي يخدم جنوب غزة، «لم يعد يعمل» بعد أن داهمت القوات الإسرائيلية المنشأة في مدينة خان يونس الجنوبية الأسبوع الماضي.

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة، إنه لم يُسمح لفريق المنظمة بدخول مستشفى ناصر الجمعة أو السبت، لـ«تقييم أوضاع المرضى والاحتياجات الطبية الحرجة، على الرغم من وصولهم إلى مجمع المستشفى لتوصيل الوقود إلى جانب الشركاء».

وقال في منشور على موقع «إكس» إنه لا يزال هناك نحو 200 مريض في المستشفى، بينهم 20 يحتاجون إلى تحويلات عاجلة إلى مستشفيات أخرى. انتهاكات إنسانية

وتقول إسرائيل إنها اعتقلت ما يزيد على 100 من المسلحين المشتبه بهم، من بينهم 20 تقول إنهم شاركوا في هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، دون تقديم أدلة. وزعم الجيش أنه يبحث عن رفات الرهائن داخل المنشأة، ولا يستهدف الأطباء أو المرضى.

بينما أفادت وزارة الصحة في غزة بأن من بين المعتقلين 70 فردا من العاملين في المجال الطبي، فضلا عن مرضى في أسرة المستشفيات تم نقلهم في شاحنات. وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم الوزارة، إن الجنود ضربوا المعتقلين وجردوهم من ملابسهم. بينما لم يصدر تعليق فوري من الجيش على هذه الاتهامات.

وقد أدت غارة جوية في رفح خلال الليل إلى مقتل ستة أشخاص، من بينهم امرأة وثلاثة أطفال، وأدت غارة أخرى إلى مقتل خمسة رجال في خان يونس، الهدف الرئيسي للهجوم خلال الشهرين الماضيين. وشاهد صحفيو وكالة «أسوشيتد برس» الجثث تصل إلى مستشفى في رفح.

وفي مدينة غزة، التي كانت معزولة، وتم إخلاؤها إلى حد كبير، وعانت دمارا واسع النطاق في الأسابيع الأولى من الحرب، سوت غارة جوية منزل عائلة بالأرض، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، من بينهم ثلاث نساء، وفقا لسيد العفيفي، أحد أقارب المتوفين.

تحذير مصري

من جهة أخرى، شارك وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في جلسة نقاش بعنوان «نحو الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط: تحدي خفض التصعيد»، وذلك على هامش مؤتمر ميونخ للأمن.

وحذر الوزير شكري - خلال الجلسة - من العواقب الجسيمة التي تكتنف أية عمليات عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، الملاذ الأخير لنحو 1.4 ملايين نازح فلسطيني، وتداعياتها التي تتجاوز كل حدود المفاهيم الإنسانية والقوانين الدولية، منوها إلى أن حدوث مثل هذا السيناريو من شأنه أن يؤثر على الأمن القومي المصري، ويؤدي إلى أضرار ستلحق بالسلم والأمن في الشرق الأوسط لا يُمكِن إصلاحها.

وندد بعجز المجتمع الدولي عن وقف الحرب اللاإنسانية التي تشنها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة، في تجاهل تام وانتهاك صارخ لكل أحكام القانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى أن المحاولات الإسرائيلية الرامية لتنفيذ التهجير القسري ضد الفلسطينيين من أراضيهم أو تصفية القضية الفلسطينية جميعها تهدد بشكل مباشر أسس الاستقرار في المنطقة.

وأكد وزير الخارجية المصري أن السلام الشامل لن يتحقق سوى من خلال تنفيذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وقد استقبل ميناء رفح البري 44 مصابًا ومرافقًا فلسطينيًا من مستشفيات قطاع غزة، للعلاج في المستشفيات المصرية، و13 شخصًا من حملة الجوازات الأجنبية، و150 شخصًا من حملة الجوازات المصرية، و250 شخصًا من أصحاب الإقامات.

رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو:

رفض علنا كل المطالب وأي سيناريو تتمكن فيه حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية والحكومية

لايرى جدوى من محادثات وقف إطلاق النار

يرى أن الضغط العسكري والالتزام بخط صارم في المفاوضات قد يدفعان حماس إلى التخلي عن مطالبها

تعهد بمواصلة الهجوم حتى تحقيق «النصر الكامل» على حماس

تعهد بتوسيع هجومه ليشمل مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة

وصف مطالب حماس بأنها «وهمية»

رفض الدعوات الأمريكية والدولية إلى إيجاد طريق لإقامة الدولة الفلسطينية


الوطن السعودية