أخبار عاجلة

سعيد السريحى: ثورة 30 يونيو أربكت مشروع «الشرق الأوسط الجديد»

سعيد السريحى: ثورة 30 يونيو أربكت مشروع «الشرق الأوسط الجديد» سعيد السريحى: ثورة 30 يونيو أربكت مشروع «الشرق الأوسط الجديد»
المفكر السعودى قال إن المشروع وضع العرب على حافة «هولوكوست».. وقطر آلته الإعلامية.. وتركيا تحلم باستعادة الإمبراطورية العثمانية.. وحكومة «العدالة والتنمية» لم تكن لتصل إلى الحكم لولا وجود صفقة تحت الطاولة

كتب : محمد حسن عامر منذ 20 دقيقة

يقول الدكتور سعيد السريحى المفكر السعودى، إن المنطقة الآن تمر بحمام دماء يمكن وصفه بأنه «هولوكوست» عربى، ولم يسلم منه إلى الآن سوى ومصر، وهو نتاج هذا المشروع التقسيمى. وفى محاولة لتفسير هذه الأحداث وتقاطعها مع «مشروع الشرق الأوسط الجديد» الذى تبنّاه المحافظون الجدد فى الإدارة الأمريكية، قال إنه كانت هناك محاولات لجر إلى هذا المخطط لتقسيمها وإسقاط المنطقة بالكامل، لذا رفضت السعودية هذا، مما أربك المخطط الأمريكى. وأكد «السريحى» أن الإخوان والجماعات الدينية المتشدّدة هم من سيعيدون الاستعمار إلى المنطقة ويريدون أن يكونوا سادة الشرق الأوسط الجديد الذى تُمثل قطر ذراعاً إعلامية له، وتركيا وسيلته التنفيذية وتلتقى مصالحه مع إيران. وذكر أن أمريكا ستعمل على امتصاص الموقف السعودى - المصرى، لكن سيكون لديها مخططات أخرى لتستمر، معتبراً أن المواطن العربى الآن بحاجة إلى إعادة الأمن والاستقرار، لا الديمقراطية.

■ فى البداية.. كيف ترى الأحداث الجارية الآن فى منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً بعد أعمال العنف فى مصر والاستعداد لضرب سوريا؟

- الأحداث الجارية فى المنطقة بكل أبعادها هى تنفيذ واضح لمشروع «بريجنسكى» الذى وضعه السياسى الأمريكى «زيجنيو بريجنسكى» الداعى إلى إعادة تقسيم النظام الإقليمى العربى وطمس معالمه وهويته بإعادة تقسيمه، وفقاً لأسس عرقية وطائفية وجماعات دينية مختلفة، وهو ما يسمح بأمن الكيان الإسرائيلى فى المنطقة، ويستتبعه القضاء على مسيرة الدولة القومية فى المنطقة بإشعال الحروب الطائفية فى العراق وسوريا ومصر ولبنان وفلسطين واليمن. ويجب أن نعرف جيداً أن مشروع «بريجنسكى» الذى تتولى رعايته الولايات المتحدة، يقتضى، حسب مصلحتها، وصول حكومات دينية متشدّدة أو ساعية إلى السلطة فى المنطقة، مثل جماعة الإخوان؛ حتى يكون هناك مبرر للتدخل وإعادتها إلى مرحلة الاستعمار والهيمنة الغربية التامة.

الطريق معروف: الحكومات الدينية هى من ستأتى بالاستعمار إلينا، ولو أتت حكومات مدنية ترعى مصالح شعوبها لن تدعمها الولايات المتحدة؛ لأنها لن تخدم مصالحها وستفقد المبرر الذى يجعلها دوماً تتدخل فى الشئون الداخلية للمنطقة، هذه هى مخططات أمريكا ومشروع الشرق الأوسط الجديد الذى يطال كل الدول العربية.

■ فى رأيك ما الدور الذى يلعبه تنظيم الإخوان فيما يُسمى بـ«الشرق الأوسط الجديد»؟

- الحقيقة أن الإخوان جزء لا يتجزّأ من هذا المشروع، وقد تجسّد ذلك فى مشاركتهم فى حكومة العراق التى وضعها الاحتلال الأمريكى، وحاول الإخوان الوجود فى كل الأدوات التنفيذية للدولة العراقية والاستفادة قدر المستطاع من الظروف القائمة فى العراق. وهنا علينا أن نميّز بين مستويات المنخرطين فى جماعة الإخوان: المستوى القيادى، وهو المستوى الذى لا أشك أنه يعمل وفق أجندة متفق عليها تسير فى إطار مخطط مشروع «الشرق الأوسط الجديد». وهناك المستوى الشعبى الذى يوشك أن يكون مغرراً به بأن الإخوان هم من يمثلون الدعوة الإسلامية والشريعة، وهو أمر خطير، لأنه يعنى تزييف الوعى لدى الشعوب التى تخضع لحكم الإخوان.

الإخوان يريدون أن يصبحوا «السادة الجدد».. ومستعدون لتقديم أى شىء تطلبه أمريكا.. وسيعيدون الاستعمار الغربى إلى المنطقة

والحقيقة أننى قبل عامين كتبت معلقاً على الأحداث فى مصر، وقلت بكل وضوح إن «مصر خرجت من مرحلة الانتخابات المزوّرة لتقع فى براثن الوعى المزوّر». كانت الانتخابات من قبل تُزوَّر، لكن المصريين ذهبوا إلى الانتخابات هذه المرة تحت تأثير الوعى المزوّر بأن الإخوان هم ممثلو المشروع الإسلامى والشريعة الإسلامية. وبعد وصولهم إلى الحكم كانت أول وأبرز خطواتهم على الساحة الدولية هى استعادة العلاقات مع إيران، وإيران جزء من مشروع الشرق الأوسط الجديد، وتشارك فى دعم هذا المخطط بالتعاون مع الولايات المتحدة، حتى إن ظهر بينهم العداء أمامنا فإن هذه هى حقيقة الأمور.

■ من الناحية الفكرية.. هل ترى أن هناك نقاط تقاطع بين فكر الإخوان ومشروع الشرق الأوسط الجديد؟

- يجب هنا أن نعرف جيداً أن للإخوان ظاهراً وباطناً مثلها مثل كل الحركات الإسلامية الأخرى أو الحركات الساعية إلى السلطة؛ فالظاهر أنها حكومة إسلامية، والباطن فيه مشروع آخر، وبإمكانهم التعاون مع أى كائن ليكونوا جزءاً من سادة الشرق الأوسط الجديد، والمصالح الغربية فى المنطقة هى ما أوصل الإخوان إلى السلطة. ومن ناحية أخرى تخدم هذه الرغبة فكرة أن الحدود الجغرافية لا تمثل قيمة فى فكر الجماعة.

■ هل يمكن القول إن الموقف السعودى من ثورة 30 يونيو بعد محاولة تدويل الأزمة فى مصر جاء انعكاساً لهذه الرؤية؟

- الحقيقة أن السعودية كانت فطنة، وكان لديها وعى مبكّر بخطورة هذا النوع من الجماعات، ونذكر هنا أن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان فى مصر طلب عام 1948 من الملك عبدالعزيز أن يتم فتح مكتب للجماعة فى المملكة، لكن الملك رد وقتها وقال: «لسنا بحاجة إلى ذلك، وجميعنا إخوان وجميعنا مسلمون»، فكان هذا وعى مبكّر بخطورة الجماعة. والحقيقة أيضاً أن موقف الملك عبدالله الأخير الداعم لمصر سار بالاتساق مع ما قاله الملك عبدالعزيز ووقف إلى جانب ثورة 30 يونيو التى كانت بالأساس ثورة لتصحيح مسار ثورة 25 يناير واستردادها من أيدى من حاولوا خطفها والاستفادة منها. والمملكة أيضاً منذ ذلك وهى فطنة وحذرة من كل الجماعات التى تعمل على تسييس الدين والوصول إلى السلطة، وهو أمر مرفوض تماماً لدى المملكة، وستظل على موقفها رافضة كل من يريد استخدام الدين طامحاً فى الوصول إلى السلطة، وستظل كذلك فطنة إلى مثل هذه المخططات التى ظهرت عقب ثورة 30 يونيو.

■ ألا تمثل مخططات تصعيد الإخوان إلى واجهة العمل السياسى فى سوريا، فى حالة ما إذا سقط النظام الحالى، جزءاً من هذا المشروع والمملكة تدعمهم.. كيف يأتى ذلك؟

- علينا أن نرى أن الأوراق مختلفة فى سوريا؛ نظام الأسد يمثل النظام الإيرانى الشيعى فى المنطقة، الذى يمثل مع النفوذ الشيعى فى العراق وحزب الله فى لبنان والشيعة فى مناطق أخرى حزاماً شيعياً وطوقاً حديدياً، يسير فى فلك مخطط الشرق الأوسط الجديد، وهو ما لن تقبله المملكة مطلقاً. لكنها فى ذات الوقت حذرة جداً فى دعمها للمعارضة السورية التى ليست كلها من الإخوان، وهناك حركات ثورية أخرى كثيرة وتشتغل من أجل الثورة فقط، لذا نجد أن المملكة لم تدعم الائتلاف السورى الموحّد المعارض، ولم تعترف به إلا متأخراً بعدما تأكدت من حقيقته جيداً، وأنه ليس ائتلافاً لجماعة الإخوان السورية. وهنا نعود إلى الثورة المصرية فى 25 يناير، التى حدث فيها تداخل كبير بين القوى الثورية الحقيقية وأخرى مثل جماعة الإخوان، لكنها مع الوقت استطاعت أن تعيد صياغة نفسها وتستعيد توازنها وأن تظهر الثورة بشكل واضح ومحدّد، والأمر ذاته تراهن المملكة عليه فى سوريا، إذ حتى لو وصلت إلى الحكم قوى لا تمثل الثورة فإنه سيحدث ما من شأنه تصحيح المسار مجدداً واستعادة الثورة السورية توازنها على الطريقة المصرية.

■ كيف أثّرت ثورة 30 يونيو والموقف السعودى الداعم لها على مخطط مشروع الشرق الأوسط الجديد؟

- علينا أن نعى جيداً أن أقوى قوتين فى المنطقة العربية هما «السعودية ومصر» ولهما نفوذهما وثقلهما الكبيران فى المنطقة، ووقوفهما معاً يُفشل أى مشروع يحاول أن يُعيد تقسيم منطقة الشرق الأوسط. وأوضِّح هنا أن مصر وحدها لا تستطيع الوقوف فى وجه هذا المشروع، وكذلك المملكة. وعلى سبيل المثال، فى عهد الرئيس المصرى الأسبق «مبارك» حاولت إيران المساس بأمن السعودية، فكان موقف النظام واضحاً وقتها، وقال إن «أى مساس بأمن المملكة هو مساس بأمن مصر». وبالتالى يمكن القول إن ثورة 30 يونيو أربكت مشروع الشرق الأوسط الجديد المخطّط له من أمريكا ومن يحالفها هنا بعد سقوط أهم ركيزة له وهى جماعة الإخوان، خصوصاً أن هذه القوى تخشى من ولادة حكومة جديدة فى مصر تعمل على رعاية شعبها ومصالحها، وهو ما لا تريده أمريكا ليس فى مصر فقط، ولكن فى كل دول المنطقة، لأن أى حكومة، كما قلت، ترعى مصالح شعبها، لن تقبل هذا المخطط، وبناءً عليه جاءت مواقف المملكة وجاء الموقف الأمريكى. وبالتالى ما من شك فى أن ثورة 30 يونيو والموقف السعودى الداعم لها أربكا الحسابات الأمريكية.

■ كيف ترى الدور القطرى فيما يتعلق بمشروع الشرق الأوسط الجديد؟

- أعتقد أن قطر تشكو من إشكالية فى داخلها. يجب أن نعلم أن قطر ليست كتلة واحدة كما يبدو أو تياراً واحداً متسقاً، وباتت سياساتها غير مفهومة. وأؤكد هنا أن التغيُّرات الداخلية التى حدثت فى الفترة الماضية بتغيير القيادة وانتقال السلطة من الأمير حمد إلى ابنه الأمير تميم ليست مجرد تغيير للسلطة أو تنازل طوعى وإنما هى محاولة لإخفاء شىء ما داخلى، أو بمعنى آخر محاولة لغض النظر عن توتر داخلى. وهنا أقول إن «دولة قطر هى الخطر على دولة قطر»، لأن السياسة الخارجية القطرية لا تمثل المصالح العربية ولا حتى المصالح القطرية؛ فليس من مصالح أى دولة فى الخليج التصالح مع الإخوان. والحقيقة أن قطر لا يمكنها لعب دور فى تغيير سياسات أو توجّهات دول وحكومات المنطقة؛ لأنها ببساطة مجرد آلة إعلامية للولايات المتحدة ومخطط الشرق الأوسط، وأقصى ما تستطيع فعله هو التأثير على سياسة جماعة بعينها أو دعم حزب بعينه، وبالتالى ما تُخطط له قطر بأن تكون معادلاً للنفوذ السعودى، من خلال دعمها للإخوان، لن يكون سليماً لأن قطر، كما قلت ببساطة، مجرد آلة إعلامية لا تستطيع أن تفعل أكثر من هذا.

■ وهل الأمر ذاته ينطبق على تركيا؟ وكيف ترى الدور التركى فى منطقة الشرق الأوسط؟

- مصالح تركيا تلتقى مع مشروع الشرق الأوسط الجديد؛ فى ظل رغبتها فى استعادة إرثها التاريخى فى المنطقة منذ كانت دولة للخلافة الإسلامية أو عهد الدولة العثمانية، وهناك الآن صراع سنى - شيعى، زادت وتيرته بالحرب فى سوريا، وهى تسعى جاهدة لاستغلال هذا الظرف لاستعادة نفوذها. وعلينا فى هذا ألا ننسى أن تركيا واحدة من أعضاء «الناتو»، وبالتالى هى بشكل أو بآخر تنفّذ أجندة هذا الحلف الذى هو أداة لدى الولايات المتحدة والدول الكبرى ضمن مشروع الشرق الأوسط، وظهر ذلك فى التدخل فى العراق. وعلينا ألا ننسى أيضاً أن تركيا جزء من أوروبا؛ بدليل الرغبة الجادة فى الالتحاق بالاتحاد الأوروبى، وبالتالى هى تسير فى أجندة الدول الأوروبية. وعلينا أن ندرك هنا أيضاً أن الغرب ما كان ليترك حكومة مثل حكومة «العدالة والتنمية»، التى يقال إنها ذات جذور إسلامية، رغم عنفوان العسكر فى تركيا، أن تصل إلى السلطة إلا إذا كانت هناك اتفاقات تحت الطاولة، والأمر ذاته ينصرف إلى الإخوان فى مصر.

تركيا تتفق مع المشروع لرغبتها فى استعادة إرثها التاريخى منذ أن كانت دولة للخلافة الإسلامية

■ هل الجماعات السلفية الأخرى تخدم أيضاً مشروع الشرق الأوسط الجديد؟

- هذه الجماعات جزء من منهج تفكيك الأوطان بطريقة أخرى؛ لأنها بما تملكه من أفكار وما تمثّله من قيد على حرية الأفراد يجعل هؤلاء الأفراد يقبلون أى شىء يخلّصهم منهم، حتى القبول بدخول أى قوة إلى الوطن العربى، وبالتالى فإن الجماعات السلفية تخدم مشروع الشرق الأوسط الجديد وإن كان بشكل غير مباشر.

■ وهل تلعب الجماعات الجهادية نفس الدور أيضاً؟

- الجماعات الجهادية دورها واضح ومباشر، وهى أداة أنتجها الغرب. ولنتذكر الحركات الجهادية فى أفغانستان التى أوجدتها القوى الغربية لتنفيذ مخططاتها كى تجد إسلاماً متشدداً يتيح لها التدخل، وقد كان، وعادت الولايات المتحدة لتحتل أفغانستان ومن بعدها تغزو العراق بحجة مواجهة الإرهاب. هى قاعدة ثابتة: الجماعات المتشدّدة لا تخدم إلا المصالح الأمريكية.

■ فى ضوء ما سبق، هل لك أن تفسر تمسك محور «قطر - تركيا - أمريكا» بالإخوان وموقفهم من ثورة 30 يونيو؟

- فيما يتعلق بتركيا وتونس فإن الموقف التركى من جماعة الإخوان فى مصر بعد 30 يونيو، وكذلك الموقف التونسى، يعكس خوفاً شديداً داخل البلدين من مواجهتهما نفس ما واجهه إخوان مصر، وقد كانت هناك مؤشرات على هذا، منها أحداث ميدان التقسيم والمظاهرات الضخمة التى اندلعت فى يونيو الماضى، وهى أول إشارة إلى إمكانية حدوث ثورة فى تركيا، وكذلك الحال الآن فى تونس، إضافة إلى ما سبق وتحدثت عنه من أطماع تركية فى المنطقة. أما الولايات المتحدة فكما قلت فإن الحكومات المتشددة والأكثر سعياً إلى السلطة هى التى تخدم مصالحها بقوة وتستدعى تدخلها، وبالتالى ثورة 30 يونيو قد تقلب هذه الخطة. وبالنسبة لقطر فهى مجرد جزء من الآلة الأمريكية وكذلك إيران التى بفضل الإخوان كانت ستستعيد علاقاتها مع مصر.

■ فى رأيك هل تستسلم الولايات المتحدة لفشل مشروعها وإرباكه بعد كل هذا؟

- الولايات المتحدة لا تعمل بخطة أو أجندة واحدة، وكذلك لا تستعمل خططاً برؤية عام واحد أو عامين وإنما لديها رؤى وخطط تستمر لعقود، لذا أعتقد أنه سيكون لديها البديل لتنفيذ مشروعها، لكنها الآن ستعمل على امتصاص الصدمة التى تعرّضت لها من الموقف السعودى - المصرى، خصوصاً أنها تدرك حجم المملكة ووضعيتها الاقتصادية وقوتها النفطية، إضافة إلى ما تتمتع به من نفوذ فى المنطقة العربية، لذا يجب ألا نطمئن إلى ذلك، فلا نعلم ما تخبئه من خطط.

موقف الملك عبدالله يتسق مع موقف الملك عبدالعزيز حين رفض فتح مكتب للإخوان فى المملكة العربية السعودية

■ لماذا لا يمثل الموقف العربى وتحديداً السعودى - المصرى بداية لتضامن وتنسيق عربى - عربى لمواجهة مخطط التقسيم؟

- العالم العربى يمر بمأزق صعب وخطير، والتضامن أو التنسيق العربى ليس بالأمر السهل، السؤال هنا هو: «هل من الأساس ستبقى شعوب عربية؟». الأمة العربية قد تنقرض؛ فانظر إلى الدماء العربية التى تسيل فى كل مكان، انظر إلى التفجيرات اليومية فى العراق منذ الاحتلال الأمريكى، انظر إلى التفجيرات التى تحدث فى لبنان وإلى الأوضاع فى ليبيا وحمام الدم فى سوريا، نحن أصبحنا فى حقيقة الأمر أمام «هولوكوست» للشعوب العربية. وقبل أن نسأل هنا عن تنسيق «عربى - عربى» أو تضامن، فإن السؤال هنا: كيف تستطيع الأُمّة العربيّة الحفاظ على وجودِها من الانقراض ووقف هذا الهولوكوست العربى؟ إن من الصعب الآن الحديث عن تنسيق عربى لمواجهة مشروع تقسيم المنطقة.

■ هل ما سميته بـ«الهولوكوست العربى» كان مخططاً له فى مصر؟

- بالفعل، مصر كان يُخطط لها أن تكون ضمن هذا الهولوكوست وكانت المؤشرات واضحة على ذلك. الأعمال الإرهابية فى سيناء، واعتصام الإخوان فى رابعة والنهضة، وأحداث العنف، كلها محاولات لجر مصر نحو ما يحدث فى البلدان العربية الأخرى. من هنا جاء دور المملكة الداعم لمصر وثورتها والمتنبه إلى حقيقة المخطط الذى كان يُراد لها الدخول فيه. وهو مرتبط بما قلته من قبل بأنه إذا سقطت مصر لن تستطيع المملكة وحدها مواجهة مشروع الشرق الأوسط، وكذلك العكس: لا بد من المملكة ومصر معاً.

الأخبار المتعلقة:

د. عمار على حسن يتساءل: «الفوضى الخلاقة».. هل هى قابلة للتطبيق فى مصر؟

مصطفى كامل السيد: «الشرق الأوسط الكبير».. أكذوبة

«رالف بيترز»: حدود أفريقيا والشرق الأوسط هى الأكثر عشوائية وتشوهاً فى العالم

الفنان صلاح السعدنى: تكاتف لصد العدوان

عبدالله السناوى: ارتباك ضياع الحلم

الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان : خلق نظم استبدادية

جمال طه يكتب: «ديفيد ساترفيلد» واستكمال الدور التخريبى للسفارة الأمريكية فى القاهرة

برنارد لويس.. محو الحدود الحالية بـ«أستيكة» وتقسيم المنطقة إلى 52 دولة

جهاد الخازن: أمريكا وإسرائيل كانتا تخططان بدعم الإخوان لتحويل مصر إلى أفغانستان جديدة

الدكتور حسن نافعة: مشروع متناقض

مظهر شاهين : الهدف: دويلات متحاربة

محمد العدل: المصريون أسقطوا المخطط

سياسة «أوباما» فى سوريا كما صاغها «دانيال بايبس»: لا تحسم المعركة وادعم الخاسر لإطالة أمد الصراع

«جيورا إيلاند».. حل أزمة «حق العودة» على حساب الأرض المصرية

فاطمة ناعوت: التفتيت الطائفى

يوسف القعيد: مصيرهم الفشل

عماد جاد: الهدف.. فوضى

«لاءات» مصر والسعودية فى وجه «واشنطن»: «لا» لهيمنة إيران وتركيا.. «لا» لتدمير الجيش المصرى.. و«لا» للقضاء على «السنة»

أحمد أبوالغيط: مصر تخوض معركة كبرى ضد الغرب.. وستنتصر

«سايكس - بيكو»: «حدود» على عجل.. وبالقلم الرصاص

معتز بالله عبدالفتاح يجيب عن السؤال: الغرب والإخوان: لماذا التقيا ولماذا سيفترقان؟

مكرم محمد أحمد: 30 يونيو مفاجأة مزدوجة

محمد صبحى: مخطط استعمارى

عبدالرحمن الأبنودى: المؤامرات لن تنتهى

د. حسن أبوطالب يرصد القصة الكاملة: الفشل الأمريكى من «الكبير» إلى «الموسع الإسلامى»

المؤامرة.. هكذا يريدون «الشرق الأوسط الجديد»

DMC