الرياض – مباشر: ألقى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الأربعاء، كلمة المملكة في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في الدورة العادية (31)، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وقال الأمير فيصل بن فرحان، إن تداعيات الأزمات والصراعات الدولية أظهرت أهمية التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية تسعى دائماً إلى توفير الظروف الملائمة لتحقيق ذلك من خلال التعاون والتنسيق مع الأشقاء في الدول العربية ومن أولوياتها في هذا الجانب تحقيق الأمن الغذائي الذي يعدُّ من أهم الأولويات لدى العديد من دول العالم.
وأضاف الأمير فيصل بن فرحان، أن المملكة تؤكد في هذا الإطار على أهمية العمل العربي الجماعي واستثمار إمكانات المحيط العربي من ثروات طبيعية وموارد بشرية وتنوع حيوي وغذائي في سدّ احتياج أسواق الغذاء العربي.
وتابع: "من منطلق رؤيتنا 2030 نسعى إلى دفع عجلة التنمية في مختلف المجالات بالمشاركة مع أشقائنا في الدول العربية، بما يسهم في مواجهة التحديات والأزمات التي تمس المواطن العربي بشكل مباشر للنهوض بحاضرنا وتعزيز الأمل بمستقبل أفضل لشعوبنا وأجيالنا القادمة".
وأشار وزير الخارجية، إلى أن الأزمات العالمية المتتالية أفرزت تحديات مشتركة، أثرت على أمن واستقرار المنطقة العربية، وأضعفت من وتيرة تعافيها الاقتصادي وفرص تحقيق التنمية لمواطنيها.
وحذر الأمير فيصل بن فرحان، من أن تفاقم حدة التنافس والصراع الجيوسياسي الدولي في الآونة الأخيرة يُنذر بتقويض قدرة المجتمع الدولي على مواجهة تحدياته المشتركة بفاعلية وكل ذلك يستدعي تكثيف التنسيق والتشاور داخل البيت العربي، ونبذ الخلافات البينية، وتغليب مصالح الدول العربية المشتركة.
وأكد، على وحدة الصف والمصير؛ لتتمكن الدول العربية من مواجهة الأزمات الحالية والمستقبلية وتجاوزها، وفي هذا الإطار، ولدعم تحقيق غايات العمل العربي المشترك، مشددا على أنه المهم القيام بخطوات عملية وملموسة في سبيل تمكين ذلك ومن أبرزها العمل على إصلاح منظومة جامعة الدول العربية، وتطوير آليات عملها لتكون أكثر فاعلية في تحقيق التضامن العربي المأمول وتطلعات الشعوب العربية.
وأردف قائلا: "تواجه العديد من دولنا العربية تحديات عدة تلقي بظلالها ليس على أمن تلك الدول واستقرارها فحسب، بل تطال المنطقة والإقليم ككل من أهمها التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية وضعف مؤسسات الدولة وانتشار الميليشيات الإرهابية والجماعات المسلحة خارج إطار الدولة، مما يحتّم تكاتف الجهود من أجل تجنيب دولنا ما قد يترتب على هذه التحديات من مخاطر واضطرابات، ومن هنا نشدد على أهمية التنسيق المستمر بين دولنا العربية لتعزيز أمننا الوطني والإقليمي، وإننا إذ نجدد رفضنا التام وتصدينا لنهج التوسع والهيمنة على حساب الآخرين"
وقال وزير الخارجية السعودي، إن المملكة تؤكد على انفتاح الدول العربية للتعاون والحوار مع الجميع استناداً إلى مبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بما يساهم في ترسيخ أسس التعاون والشراكة ويحقق الأمن والرفاه للدول والشعوب العربية.
وأضاف الوزير قائلا: "نؤكد هنا على اعتزازنا بقيمنا المستقاة من شريعتنا الإسلامية السمحاء ومن ثقافتنا العربية الأصيلة والتي لن نتنازل عنها ولن نسمح للآخرين بفرض قيمهم علينا، وبما أننا نحترم قيم وثقافات الآخرين، فإننا نأمل أن يحترم الآخرون ذلك".
القضايا العربية
ونوه وزير الخارجية السعودي، بأن القضية الفلسطينية ستبقى دائماً في صلب اهتمامات الأمة العربية، حتى يتحقق للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، بما يتفق مع قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
وأفاد الأمير فيصل بن فرحان، بأن المملكة ترحب بنتائج الاجتماعات التي تبنتها الجزائر ضمن جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وتأمل بأن تسفر هذه الجهود عن وحدة الصف الفلسطيني.
وبالنسبة لليمن، قال وزير الخارجية، إن المملكة مستمرة في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في اليمن، كما أنها بذلت جميع الجهود لدعم المبعوث الأممي في مقترحه لتمديد الهدنة هناك وإذ تسلط الضوء على رفض الميليشيا الحوثية لمقترح المبعوث الأممي تمديد الهدنة لتؤكد على أهمية وجود ضغط سياسي متواصل من قبل المجتمع الدولي والتعامل معهم بجدية وحزم أكبر؛ لتحقيق السلام المستدام في اليمن والمبني على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار اليمني الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها قرار مجلس الأمن (2216).
وأضاف: "كما نؤكد على أهمية توفير الدعم اللازم لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، وكذلك على اهتمامنا بالأوضاع الإنسانية في اليمن بتقديم الدعم الإنساني والإغاثي والتنموي للجمهورية اليمنية".
ولفت الأمير فيصل بن فرحان، إلى أن المملكة تؤمن بأن حل الخلاف بين الأشقاء في ليبيا ينبع من الداخل الليبي، وبعيداً عن التدخلات الخارجية، من خلال نبذ العنف، وتفعيل جميع مسارات الحوار الممكنة، حتى يتحقق الأمن والاستقرار المنشود.
وقال الوزير، إن المملكة ترحب بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وتتمنى لها النجاح والتوفيق لتحقيق تطلعات الشعب العراقي الشقيق، وتؤكد المملكة استمرارها في تقديم كافة الدعم لجمهورية العراق بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية كما تؤكد على الاستمرار في تعميق التعاون والشراكة بين بلدينا في مختلف المجالات.
ونوه الأمير فيصل بن فرحان، بأن المملكة تؤكد على محورية سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وتتطلع إلى انتخاب رئيس جديد لجمهورية لبنان يمكنه توحيد الشعب اللبناني والعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لتجاوز الأزمة الحالية وتنفيذ أحكام القرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك الصادرة من مجلس الأمن ومن جامعة الدول العربية، والالتزام باتفاق الطائف
وشدد، على حرص المملكة على أمن سوريا واستقرارها، وتدعم جميع الجهود العربية والدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا بما يحافظ على هوية ووحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها.
وعلى مستوى السودان، قال وزير الخارجية، إن المملكة تدعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في السودان ويسهم في تعافي اقتصاده ورخاء شعبه، كما تسعى المملكة ضمن عضويتها في المجموعة الرباعية ومجموعة أصدقاء السودان ودعمها للدور الأممي إلى تكثيف الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق التوافق بين المكونات السياسية وصولاً إلى الحل السياسي الشامل.
وأنهى وزير الخارجية السعودي تصريحاته في القمة العربية قائلا: "نأمل أن تسهم مخرجات اجتماعنا اليوم، في بناء التوافق حول القضايا المصيرية التي تهم دول وشعوب عالمنا العربي وإبراز الدور الفاعل لتضامن الدول العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإيجاد آليات نستطيع من خلالها مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه دولنا العربية، وتعزز الأمن والاستقرار الإقليمي، بما يحقق تطلعات وآمال شعوبنا العربية".
للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا
ترشيحات:
القطاع الخاص غير النفطي بالسعودية يسجل ثاني أفضل أداء في عام
الاقتصاد السعودي يرتفع 8.6% بالربع الثالث 2022 بدعم الأنشطة النفطية
فيتش: البنوك السعودية تحتاج لضخ سيولة جديدة من البنك المركزي بسبب أسعار الفائدة
السعودية توقع مذكرة لتنفيذ مشروع لإنتاج 10 جيجاوات كهرباء من الرياح في مصر
السعودية تحقق 149.5 مليار ريال فائضاً بالميزانية في 9 أشهر
مباشر (اقتصاد)
