حكى الشاعر أمير طعيمة، عن كواليس تعرضه وشباب جيله، خلال فترة التسعينيات، وبداية الألفنيات للمعانة والهجوم الشديد لإظهار مواهبهم الفنية، ووجه طعيمة، رسالة إلى جمهوره وأصدقائه بالوسط الفني أن الغناء مهنه تشبه جميع المهن وتحتاج إلى التطور طوال الوقت.
قال أمير طعيمة، عبر «فيسبوك»: «أول ما طلعت في النصف الثاني من التسعينيات، ومع بداية الألفينات كنت بتعرض أنا وجيلي لهجوم مش طبيعي من بعض أبناء الجيل اللي سبقنا، الموضوع وصل أنه كانوا بيعملوا برامج أشبه بالمناظرات بين حد من جيلنا، وحد من الجيل السابق، وفي لحظة حسيت أن الموضوع كله عبثي وتوقفت عن إضاعة الوقت في النوع ده من البرامج لأن كان إحساسي أن لا أنا هقنع من أمامي باللي بعمله ولا هقبل نقده الغير موضوعي بالمرة، فترة كان كلها محاولات تكسير، وإحباط لمجرد أنك بتقدم حاجة جديدة ومختلفة».
وتايع: «من يومها من أكتر من ٢٠ سنة، قررت أن أي نوع من الأغاني هيظهر حتى لو مش على ذوقي مش هنصب نفسي حكم، ولا ههاجمه لأن في النهاية فيه جمهور، هو اللي المفروض يقول الكلام ده مقدمة طويلة بس ضرورية، عشان أوضح أن اللي بقوله مجرد نصيحة لأني أدعي أننا جيل ملقاش حد ينصحه، وكل واحد كان بيضطر يوجه لنفسه النقد الذاتي عشان يتطور، لأنك عمرك ما هتسمع كلام لحد بيظهر لك عداوة أو جمود فكري أوغيرة من نجاحك.
وأشار: «نصيحتي لأكتر من مطرب ظهر مؤخرا، وواضح أن عندهم بذرة موهبة ومشروع فني جيد: مسموح جدا في الأغاني أنك تعمل أغنية خفيفة تعطي للناس طاقة إيجابية وتفرحهم حتي لو بكلام بسيط، وكلنا في تاريخنا أغاني ناجحة من النوع ده.. مش مطلوب من الشاعر يبقي المتنبي طول الوقت، وزي ما اللحن أحيانا بيخدم فكرة عميقة للكلمات، فالكلمات برضه ممكن تخدم لحن جديد ومتحرك بمفردات سهلة وبسيطة والمهم أن الحالة تبقي متصدقة وكل حاجة في مكانها.
وأضاف: «الحاجة اللي بشوف أنها محتاجة تطوير كبير هي أنا كتير من الأغاني دي ما بتلتزمش بأبجديات الكتابة، يعني ما ينفعش أن الكلمات تبقي مش موزونة ولا فيها قافية ولا ايقاع، أو تستخدم كلام ملوش معني لمجرد انك تسد خانة في اللحن.. ده ساعات كمان فيه كلمات أو معاني بتبقى عكس الموضوع اللي في الاغنية وبيوصل الموضوع أحيانا بإن ما بيبقاش فيه موضوع من الأساس وتتحول الاغنية لمجرد مجموعة من الكلمات المتعاقبة اللي ما بيبربطش بينها أي رابط.
ساعات بحس أن المطرب بينزل بالاغنية زي ما طلعت معاه اول مرة وما بيبصش عليها تاني، وده في بعض الحالات ما بينفعش، ممكن أول حاجة تطلع معاك تبقي محتاجة قعدة واتنين وتلاتة لحد ما توصل لشكل متماسك تقدر تقدمه للجمهور«.
وأوضح «طعيمة»:«نصيحتي أنك لو مطرب عندك بعض الأفكار الجديدة بس معندكش ملكة الكتابة يبقالك فريق عمل أنت شايف أنه على نفس أفكارك يظبط معاك الجزئية دي، فيه أغاني كتيرة سمعتها بمجهود اكبر كانت هتبقى أحلى بكتير وكان نجاحها هيبقى أقوى، دي الحاجة الوحيدة اللي تضمن لك الاستمرارية وأن شغلك يوصل لشريحة أكبر من الجمهور، لأنك لو هترضى بالأرضية اللي كسبتها فقط عمرك ما هتتطور ولا هتاخد خطوات أكبر من اللي خدتها».
وأختتم: «تاني دي مجرد نصيحة ومجرد أن فيه ناس بتحاول تقدم جديد ومختلف فدي حاجة عظيمة بس أنا طمعان في تطور أكبر، ونصيحتي لبعض اللي بيهاجموا بقسوة، محدش بيطلع السلم من آخر سلمة، فبلاش تقتلوا أحلام بعض الشباب في المهد، لأن فيهم اللي هيتطور، وهنكسبه في المستقبل، والفنان زي أي مهنة تانية مع الممارسة والخبرة والوقت بيتعلم وربنا يوفق الجميع».
