تتجلى خصوصية «المقاهى» فى الثقافة الشعبية المصرية كمكان جامع لمتع متعددة يلتف حولها المجتمع، على مختلف طبقاته، فى التقاليد المتعلقة بلعبة الدومينو، إحدى أكثر الألعاب شعبية فى الشارع المصرى.
تعكس هذه اللعبة، إلى جانب كرة القدم والمسامرات الأدبية والاجتماعية، تفرد المقهى المصرى، ليس كمقر لتناول المشروبات والتسلية والمسامرة بأوقات الفراغ فحسب، بل بوصفه مركزا لالتقاء طبقات الشعب المتفاوتة فكريّا واجتماعيّا.
منذ ظهرت لعبة «الدومينو»، انتشرت تباعًا إلى الغرب والشرق لتصبح إحدى أكثر الألعاب شعبية فى العالم لتسطر تاريخًا من المتعة، لكن لها طابعا مغايرا فى مصر، نظرًا لارتباطها بمفهوم «الصُحبة» من جانب وبالتسلية فى المقاهى من جانب آخر.
وهى عوامل حجزت لها مكانًا فى الثقافة الجمعية للمصريين، حتى إن بعض مؤرخى التاريخ الحديث وثقوا وجودها بمقاهى مصر فى القرن الـ18.
بشكل عام تستلزم المنافسة فى لعبة الدومينو مهارات فريدة، واستراتيجية خاصة بين المتنافسين، فرغم أن الهدف من المنافسة فيها قائم على إنهاء تركيب الأحجار قبل الخصم المنافس.
فإن كل طرف فيها يستلهم خطواته من الآخر، كأن اللعبة قائمة، بالأساس، على التفاهم بين طرفيها، أما فى مصر فتستلزم، إلى جانب هذه المهارات وتلك الاستراتيجية الخاصة، توافر عنصر «الصحبة» نظرًا لإجماع المصريين على أن الدومينو «من غير الصحبة ماتحلاش».