أخبار عاجلة

«الكرملين»: لا تريد الحديث عن الحرب ولم تبادر بمهاجمة أحد

«الكرملين»: روسيا لا تريد الحديث عن الحرب ولم تبادر بمهاجمة أحد «الكرملين»: لا تريد الحديث عن الحرب ولم تبادر بمهاجمة أحد

قال الناطق باسم «الكرملين» ديميتري بيسكوف إن لم تكن البادئة بأي هجوم ولا تريد حتى أن تنطق بكلمة «حرب».

وشدد بيسكوف في مقابلة مع برنامج موسكو، نقلتها وكالة الأنباء الروسية: «نذكّر أن روسيا لم تهاجم أبدا أي شخص على مدار تاريخها، مضيفًا أن :» ىوروسيا، التي نجت من العديد من الحروب، هي آخر دولة في أوروبا تريد حتى أن تنطق بكلمة حرب ».

وتابع بيسكوف: «موسكو تدعو الغرب إلى التفكير المنطقي، ما هو الهدف من قيام روسيا بمهاجمة شخص ما؟».

وشدد بيسكوف، تعليقا حول الوضع المتوتر في دونباس، أنه عندما يتصاعد التوتر في دونباس إلى حدود قصوى، فإن أي شرارة أو استفزاز بسيط يمكن أن يؤدي إلى عواقب لا يمكن إصلاحها، مضيفا أن الغرب لم يحث كييف قط على ضبط النفس.

ولفت بيسكوف إلى إلى «الطبيعة البناءة» التي يجريها الرئيس بوتين في محادثاته مع القادة الغربيين بشأن أوكرانيا ونقل مخاوف روسيا إلى الشركاء الغربيين، «تتناقض طبيعة المفاوضات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقادة الغربيين بشأن الوضع حول أوكرانيا بشكل حاد مع الهستيريا الإعلامية لهذه الدول«.

من جانب آخر نوه بيسكوف برد فعل بوتين على الأنباء المتعلقة بمواعيد «غزو» أوكرانيا، بأن الرئيس بوتين لا يهتم بالتقارير والتصريحات المتعلقة بتواريخ «الغزو الروسي» المزعومة لأوكرانيا: «الرئيس لا يعير اهتماما لهذا الأمر، لكن بشكل عام، مثل هذه التصريحات، بالطبع، هي عنصر ذو طبيعة استفزازية. والحقيقة يمكن أن يؤدي هذا بشكل مباشر إلى تصعيد التوتر».

تتجه أنظار العالم نحو أوكرانيا؛ تلك البقعة التي أدت لاحتدام الصراع بين كييف وموسكو، ومن خلفهما عدد من الأطراف؛ بينما تتهم دول حلف شمالي الأطلسي«الناتو» روسيا باعتزام شن «غزو محتمل» لأوكرانيا، تؤكد موسكو أن الولايات المتحدة «ترعى حملة تضليل» لـ«اختلاق أزمة».

كانت طلقة البداية، عندما أقدمت روسيا التي تعيد تموضعها في أوروبا على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، وما تلى ذلك من اندلاع حرب في شرق أوكرانيا مع الانفصاليين إلى يصفهم الغرب أنهم «موالين لروسيا»؛ إذ يعتبرون الكرملين الراعي العسكري لهم رغم نفي موسكو. ذلك مرارًا وتكرارًا.

منذ ذلك الحين استمرت حالة من الشد والجذب على صعيد التصريحات والتصريحات المضادة، بين موسكو من جنب ودول الحلف من جانب آخر، لكن الصراع بلغ أوج في الشهور القليلة الماضية، وتحديدًا منذ نوفمبر الماضي.

حشدت موسكو في أبريل 2021 نحو 100 ألف جندي على الحدود مع أوكانيا، ثم بادرت الولايات المتحدة بتوجيه دول الحلف لتحرك مضاد للخطوة الروسية؛ إذ طالبت واشنطن موسكو بتقديم توضيحات بشأن تحركات قواتها «غير الاعتيادية» على الحدود الأوكرانية، في 10 تشرين نوفمبر2021.

بعد أيام من التصريحات الأمريكية، اتهمت أوكرانيا روسيا بأنها حشدت نحو 92 ألف جندي على حدودها، في 28 من نوفمبر، ثم أجرت مناورات عسكرية على حدودها

ردت موسكو باتهام مضاد؛ إذ اتهمت السلطات الروسية أوكرانيا بحشد قواتها شرقي البلاد، واصفة، المناورات العسكرية الأوكرانية بـ«الاستفزازية».

من جهته، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بتسليم أسلحة إلى كييف واصفًا مناورات كييف العسكرية في البحر الأسود، وقرب الحدود بـ«استفزازية»«في البحر الأسود وقرب الحدود.

على وقع تبادل الاتهامات، عقد الرئيسين، الأمريكي والروسي قمة افتراضية، في 7 من ديسمبر الماضي، شابهها عدد من الاتهامات؛ إذ هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن فلاديمير بوتين بـ«عقوبات اقتصادية قاسية حال قرر غزو أوكرانيا»

ليتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن أمريكا بشن حملة تضليل ضد موسكو مطالبًا حلف شمال الأطلسي «الناتو» بتقديم «ضمانات موثوقة» تمنع أوكرانيا من الانضمام إلى «الناتو»؛ إذ كشفت موسكو مسودتي معاهدتين تنصان على حظر أي توسع لحلف شمال الأطلسي وكذلك إنشاء قواعد عسكرية أمريكية في «دول الاتحاد السوفيتي السابق.»

تصاعدت وتيرة الخلاف مطلع العا الجاري، ففي العاشر من يناير؛ أجرى بوتن وبايدن محادثات جديدة، بوصفت بـ«المتوترة»، لكنها غير افتراضية هذه المرة؛ بل عقدت في جينيف.

وعقب يومين إثنين من لقاء روسيا والولايات المتحدة، سلط الناتو وروسيا الضوء على خلافاتهما حول «الأمن في أوروبا»، خلال اجتماع مجلس الناتو وموسكو في بروكسل، في 12 يناير 2022.

ومع رفض الناتو تقديم «ضمانات»، بدأت موسكو نشر جنود في بيلاروسيا، في 18 يناير 2022، لترد الولايات المتحدة بتخصيص 200 مليون دولار إضافية كـ«مساعدات أمنيةۚ لاوكرانيا.

على وقع احتدام الصراع التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن نظيره الروسي سيرغي لافروف في جني، في 221 يناير2022، لكن المفاوضات بين موسكو وواشنطن وصفت بـ«المُحبطة».

ومع وصول المفاوضات إلى حائط سد، طرح كل من موسكو والناتو الحل العسكري بشكل مبطن؛ إذ أعلن «الناتو» وضع قواته في حالة استعداد وإرسال سفن وطائرات مقاتلة لتعزيز دفاعاته في أوروبا الشرقية، في 24 يناير الجاري، ووضعت واشنطن ما يصل إلى 8500 جندي في حال تأهب، فيما رد الكرملن ـ«عدم السماح بالمساس بأمن روسيا»؛ إذ جدد الكرملين اتهامه لأمريكا باختلاق الأزمة والمساهمة في تدعيم «تدعيم التوتر»، وأعقب ذلك بإجراء مناورات عسكرية جديدة قرب أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم.

دخلت الصين التي يصفها الغرب بالحليف الاستراتيجي لموسكو، على خط الأزمة بإعلانها «تأييد مخاوف موسكو الأمنية المشروعة والمعقولة» في 27 يناير الماضي.

واليوم اللأحد، أصدرت المفوضية الأوربية بالقاهرة بيان عن الممثل السامي نيابة عن الاتحاد الأوروبي بشأن الوضع في أوكرانيا والحشد العسكري الروسي وقالت فيه:«لايزال الحشد الكبير للقوات المسلحة الروسية في أوكرانيا وحولها مصدر قلق بالغ. يحث الاتحاد الأوروبي روسيا على عدم التصعيد من خلال انسحاب كبير للقوات العسكرية من المناطق المجاورة لحدود أوكرانيا.

وأضاف البيان :«قد تفاقم هذا التصعيد الآن بسبب زيادة انتهاكات وقف إطلاق النار على طول خط التماس في شرق أوكرانيا في الأيام الأخيرة. يدين الاتحاد الأوروبي استخدام الأسلحة الثقيلة والقصف العشوائي للمناطق المدنية، الأمر الذي يشكل انتهاكًا واضحًا لاتفاقيات مينسك والقانون الإنساني الدولي. ونشيد بموقف أوكرانيا المتسم بضبط النفس في مواجهة الاستفزازات المستمرة والجهود المبذولة لزعزعة الاستقرار. نحن نؤيد اقتراح الممثل الخاص لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لعقد جلسة استثنائية لمجموعة الاتصال الثلاثية (TCG) من أجل نزع فتيل التوترات الحالية وندعو جميع المشاركين في TCG للمشاركة في هذا الجهد الذي تمس الحاجة إليه لمعالجة الوضع الحالي دبلوماسيًا.

وأعرب الاتحاد الوروبي عن قلقه قائلا :«يشعر الاتحاد الأوروبي بقلق بالغ من أن الأحداث التي تم تنظيمها، كما لوحظ مؤخرًا، يمكن أن تستخدم كذريعة لتصعيد عسكري محتمل. يشهد الاتحاد الأوروبي أيضًا تكثيفًا لجهود التلاعب بالمعلومات لدعم مثل هذه الأهداف. في هذا السياق، نعرب بقوة عن دعمنا لبعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي يلعب مراقبوها دورًا رئيسيًا في جهود خفض التصعيد. يجب السماح لهذه البعثة بتنفيذ ولايتها الكاملة دون قيود على أنشطتها وحرية التنقل لصالح وأمن الناس في شرق أوكرانيا.

وأضاف :«لا يرى الاتحاد الأوروبي أي أساس للادعاءات الواردة من المناطق التي تسيطر عليها المنظمات غير الحكومية في منطقتي دونيتسك ولوهانسك بشأن هجوم أوكراني محتمل. يحث الاتحاد الأوروبي روسيا على الانخراط في حوار هادف، ودبلوماسية، والتحلي بضبط النفس ووقف التصعيد.

وتابع البيان :«كما ذُكر سابقًا، فإن أي عدوان عسكري روسي آخر ضد أوكرانيا سيكون له عواقب وخيمة وتكاليف باهظة في الرد، بما في ذلك التدابير التقييدية المنسقة مع الشركاء.

وشدد البيان على دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا قائلا:«يكرر الاتحاد الأوروبي دعمه الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليًا.

المصرى اليوم