أخبار عاجلة

سحب قوات و«تفاؤل حذر» وسخرية.. آخر تطورات الصراع في أوكرانيا

سحب قوات و«تفاؤل حذر» وسخرية.. آخر تطورات الصراع في أوكرانيا سحب قوات و«تفاؤل حذر» وسخرية.. آخر تطورات الصراع في أوكرانيا

على وقع احتدام الصراع الدائر، بين ودول حلف شمال الأطلسي، حول الوضع في أوكرانيا، قررت موسكو اتخاذ خطوات حذرة للخلف؛ بسحب سحب جزء من قواتها من حدود أوكرانيا، أمس الثلاثاء، ثم بإنهاء مناورات عسكرية وسحب جزء آخر من قواتها من «شبه جزيرة القرم»_ التي ضمّتها في عام 2014، والتي نشب على إثرها الصراع.

في المقابل، فيما جاءت ردود الأفعال الغربية متباينة بين دعوات للتحقق من وضع القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، وتفاؤل حذر

وفي التقرير التالي ترصد «المصري اليوم»، آخر تطورات الوضع بين «الناتو» و«موسكو» حول أوكرانيا.

جونسون وبايدن وبيوتن

منذ شهور تشهد الساحة الدولية، تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا التي يعتقد الغرب أنها «مهددة بغزو روسي»، لكن موسكو تنفي اعتزامها هذا الغزو، وتضغط بشدة لمنع أوكرانيا من الانضمام إلى المؤسسات الأوروبية وخصوصًا حلف شمال الأطلسي «الناتو».

في عودة على بداية هذا التوتر نذكر أن الخلاف اندلع بين «كييف» وموسكو منذ ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، وتبع ذلك اندلاع حرب في شرق أوكرانيا مع الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يعتبر الكرملين الراعي العسكري لهم بالرغم من نفي موسكو.

و بينما تزداد المخاوف الغربية، يوما بعد يوم من غزو روسي محتمل لأوكرانيا وفيما حشدت كل من روسيا وأوكرانيا قواتها العسكرية على الحدود، عزز حلف شمال الأطلسي دفاعاته في أوروبا الشرقية ووضع قواته في حالة تأهب.

لكن منذ يوم أمس، وربما لتلافي صراع عسكري بات «محتملًا»؛ اتخذت موسكو خطوات للخلف؛ قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقلته، وكالات الأنباء الروسية الرسمية، «أن بعض القوات الروسية في المناطق العسكرية المتاخمة لأوكرانيا بدأت العودة إلى قواعدها، بعد اكتمال التدريبات العسكرية بين روسيا وبيلاروسيا.»

كما أعلنت اليوم أن: «وحدات اقليم الجنوب العسكري أنهت تمارينها التكتيكية في قواعد شبه جزيرة القرم، على أن تعود عبر السكك الحديد إلى ثكناتها الأصلية».

وردًا على اتخاذ موسكو خطوات للخلف، جاءت ردود الفعل الغربية على إعلان روسيا سحب جزء من قواتها على الحدود الأوكرانية متباينة بين دعوات «للتحقق من وضع القوات الروسية على الحدود الأوكرانية»، والحديث عن «تفاؤل حذر».

لم يجاوز الموقف الأمريكي مكانه؛ بل قال الرئيس الأميركي، جو بايدن إن ليس متفائلًا، مشيرًا إلى أن، هجوم روسيا على أوكرانيا «لا يزال محتملاً»؛ فرغم التراجع الروسي، يرى المسؤولون الأميركيون أن القوات الروسية لا تزال في وضع يسمح لها بشن هجوم كبير في غضون أيام، حال قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القيام بذلك،بحسب«واشنطن بوست»

ومن جهته أشار بايدن إلى أن التقارير التي تفيد بأن بعض القوات الروسية ابتعدت و«تراجعت نسبيًا» عن الحدود الأوكرانية «لم تتحقق منها الولايات المتحدة بعد»، داعيا الناتو إلى «التحقق».

الرئيس الأمريكى جو بايدن - صورة أرشيفية

وأضاف بايدن في تصريحات، أمام الصحفيين من البيت الأبيض، أن بلاده «مستعدة للرد بشكل حاسم» على أي هجوم روسي محتمل على أوكرانيا، وهو ما قال بايدن أنه «أمر غير مستبعد».

وبينما يحتدم الصراع بين روسيا والناتو تراقب الأقمار الصناعية الأمريكية الوضع عن «كثب» بحسب البنتاجون؛ الذي أكد، في تصريح له أمس الأول، الإثنين، أن وحدات عسكرية روسية غادرت إلى مواقع هجومية.

وأشار البيت الأبيض إلى أن الولايات المتحدة رصدت تعزيزات كبيرة للقوات الروسية، على الحدود وداخل بيلاروسيا خلال الأيام الماضية.

و نقلت وسائل إعلام أمريكية، عن مسؤول عسكري أمريكي قوله أنه جرى نقل بعض المدفعية الروسية وقاذفات صواريخ إلى مواقع إطلاق النار.

من جهة أخرى أكدت وسائل إعلام أمريكية أن الخارجية الأمريكية تنقل باقي أفراد السفارة في أوكرانيا من كييف إلى لفيف من لدى الجهة الأبعد عن منطقة النزاع المحتمل.

وقالت، جوليان سميث، المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي «الناتو» إن الولايات المتحدة علمت بتقارير الانسحاب الروسي، لكنها مصرة على «التحقق من ذلك على أرض الواقع».

وبينما دعت أمريكا الغرب للتحقق، جاء الموقف البريطاني أكثر حدة وانحيازًا ضد موسكو؛ إذ غرَّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، عبر حسابه الرسمي بـ«تويتر»، بأن «الاستخبارات البريطانية أظهرت أن مستشفيات ميدانية روسية تُبنى بالقرب من الحدود» في إشارة إلى اعتزام روسيا الحرب.

وأضاف جونسون أن هناك «إشارات مختلطة» قادمة من روسيا فيما يتعلق بالمطالب الغربية لخفض التصعيد على الحدود الأوكرانية، داعيًا الغرب لـ«الحذر».

وتابع جونسون، بأن بلاده متأهبة ذد موسكو بـ«حزمة عقوبات صارمة جاهزة» حال اختار بوتين الحرب، لكنه عاد وقال أنه:«يرى أن الدبلوماسية وخفض التصعيد»السبيل الوحيد للمضي قدماً.«

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في قمة جلاسجو للمناخ - صورة أرشيفية

لم يبتعد الموقف الفرنسي كثيرا عن الوقف البريطاني؛ إذ توافق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي، مع نظيره الأميركي جو بايدن، الثلاثاء على ضرورة «التحقق» من إعلان بدء انسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية، معتبراً أنها «إشارة أولى مشجعة»، وفق بيان الإليزيه.

وبينما لم يجاوز الموقف الأمريكي مكانه، ورغم التحذير البريطاني، عدل المستشار الألماني أولاف شولتز، عن موقفه عقب لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين.

وبينما قال شولتز، الإثنين، إن بلاده خصصت 150 مليون يورو لدعم أوكرانيا، داعيًا موسكو إلى التعامل «بإيجابية»، .

خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في العاصمة الأوكرانية كييف. .

وأضاف شولتز، في المؤتمر، أن ألمانيا والحلفاء في الناتو يعملون «لضمان أمن وسيادة أوكرانيا على أراضيها.»

أولاف شولتز - صورة أرشيفية

جاء رد شولتز اليوم، عقب انسحاب القوات الروسية، وعقب لقائه ببوتين مغايرًا؛ إذ قال شولتز إن انسحاب قوات روسية من الحدود الأوكرانية يعد «إشارة جيدة».

واعتبر شولتس، أن الإمكانيات والخيارات الدبلوماسية لم تُستنفد بعد، مضيفاً: «بالنسبة لنا، نحن الألمان، والأوروبيين فلا مفرّ من الوصول إلى الأمن المستدام مع روسيا، لذلك يجب إيجاد حل»

وتابع«: بغض النظر عن مدى صعوبة الوضع وخطورته، فأنا أرفض القول إن الوضع ميؤوس منه».

إلى هذا ورحّب، ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الإشارات الواردة من روسيا في اليومين الماضيين، قائلاً إنها «ربما تسعى لحل دبلوماسي«»

وأضاف الأمين العام للحلف أن :«خطوات روسيا تعطي أسباباً للتفاؤل الحذر.»

وتابع:«حتى الآن لم نشهد أي علامة على خفض روسيا التصعيد على الأرض، ونأمل أن تتجه للحل الدبلوماسي».

لكن ستولتنبرج، عاد واتهم روسيا بأنها :«عادة ما تترك المعدات العسكرية وراءها بعد التدريبات، مما يخلق إمكانية إعادة حشد القوات».

واعتبر المتحدث باسم الفرنسية جابرييل أتال أنها ستكون «إشارة إيجابية» من موسكو، إذا تم تأكيد انسحاب بعض القوات.

وبينما اتجه الموقف الأوروبي إلى دعوة موسكو لتوضيح موقفها بشكل مبطن، حملت روسيا الغرب مسؤولية «اختلاق الأزمة»؛ إذ اعتبر الكرملين أن الانسحاب «عملية معتادة» في أعقاب التدريبات العسكرية.

واتهم المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، دول الغرب بشن حملة ضد موسكو، قائلًا: «هذه ليست إلا حملة غير مسبوقة إطلاقاً لإثارة التوتر».

ووصف، ديمتري بيسكوف قرارات نقل السفارات إلى غرب أوكرانيا بـ«الهستيرية

وسعى الكرملين إلى تصوير سحب القوات المتمركزة على الحدود مع أوكرانيا على أنها دليل على زيف الادعاءات الغربية عن الحرب.

وبنبرة ساخرة، طلبت المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من «وسائل التضليل الإعلامي الغربية» أن تحدد موعدا «للغزو الروسي» لأوكرانيا بالنسبة للعام المقبل.

وكتبت زاخاروفا على قناتها في موقع «تيليجرام» قائلة: «طلب موجه إلى وسائل التضليل الإعلامي الأمريكية والبريطانية، بلومبيرج ونيويورك تايمز وذا صن وغيرها، أعلنوا الجدول الزمني لـ»غزونا«للعام المقبل. نود أن نخطط إجازاتنا!».

وحسب موقع روسيا اليوم، كانت عدة وسائل إعلام غربية قد روجت لكذبة «الغزو الروسي الوشيك» لأوكرانيا، وحدد بعضها ساعة الصفر يوم 15 فبراير وبعضها الآخر يوم 16 فبراير.

المصرى اليوم