أخبار عاجلة

«زى النهارده» سقوط غرناطة ٢ يناير ١٤٩٢

«زى النهارده» سقوط غرناطة ٢ يناير ١٤٩٢ «زى النهارده» سقوط غرناطة ٢ يناير ١٤٩٢

كان سقوط غرناطة فصلا ختاميا لبقايا ملوك الطوائف.وقد حدث هذا بعدما دب الضعف بأوصال الدولة الإسلامية بالأندلس،وراح القشتاليون يتربصون بها، ولم يكد ينتصف القرن السابع الهجري حتى كانت ولاية الأندلس الشرقية والوسطى بقبضة القشتاليين بعد سقوط قرطبة، وبلنسية، وإشبيلية، وبطليوس، ولم يبق من دولة الإسلام سوى ولايات صغيرة من الأندلس، قامت فيها مملكة غرناطة، والتى ظلت تحمل راية الإسلام لأكثر من قرنين حتى انقض عليها الملك فرديناند الخامس والملكة إيزابيلا وحاصرها بقواتهما فى٣٠ إبريل ١٤٩١لتسعة أشهر،وقطعا أي اتصال لها بالخارج، وحالا بينها وبين أي إمدادات من المغرب الأقصى، وعانى أهالي غرناطة جراء الحصار وقامت القوات الإسبانية بحرق الحقول المجاورة للمدينة ما تسبب في مجاعة رهيبة بين سكانها، ولكنها صمدت إلى حين، وحاول الفرسان المسلمون أن يدفعوا هجمة القشتاليين الشرسة لكن ذلك لم يغن من الأمر شيئًا، فالأحوال تزداد سوءاً، وانقطع الأمل في النجدة وظهرت أصوات بعض القادة تنصح بضرورة التسليم،حفاظاً على الأرواح، وكان أبوعبدالله محمد، سلطان غرناطة، وبعض وزرائه يتزعمون هذه الدعوة المتخاذلة، والتى ضاع بسببها كل صوت يستصرخ البطولة ويعظّم التضحية، فاتفق القائمون على غرناطة على اختيار الوزير أبي القاسم عبدالملك للقيام بمهمة التفاوض مع الملكين، وانتهى الطرفان لوضع معاهدة للتسليم ووافق عليها الملكان في ٢٥ نوفمبر ١٤٩١، وكانت المفاوضات تجرى في سرية تفادياً لثورة أهالى غرناطة،وما كادت تذاع أنباء الموافقة على تسليم غرناطة حتى عمّ الحزن والغضب بين الناس وسرت بينهم الدعوة للدفاع عن المدينة،وخشى السلطان من تعاظم ثورة الغضب وإفلات الأمر من بين يديه، فاتفق مع ملك قشتالة على تسليم المدينة قبل الموعد المحدد، وتم تسليمها «زى النهارده» في ٢ يناير ١٤٩٢ وبسقوط غرناطة طُويت آخر صفحة من تاريخ دولة المسلمين بالأندلس.

المصرى اليوم