عادة ما يأتي كوب "الزبادي" ضمن الوجبات الأساسية في كثير من الأنظمة الغذائية الصحية، وعادة ما يُنصح بتناوله على الإفطار أو على العشاء؛ كونه خفيفًا على المعدة، وغنيًّا بالعناصر الغذائية المهمة للجسم، كما يُنصح به دائمًا الذين يسعون إلى إنقاص وزنهم.
ومن المعروف عن "الزبادي" أنه يساعد على الهضم والتخلص من مشكلات الأمعاء، علاوة على كونه يدعم الجهاز المناعي لاحتوائه على نسبة كبيرة من البكتيريا النافعة؛ ومن ثم فهو ذو خصائص داعمة للوقاية من الأمراض، ولاسيما الالتهابات واضطرابات الأمعاء، ذلك إلى جانب كونه يقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ويساعد على علاج الفطريات المهبلية بالنسبة للنساء.
وأكدت دراسة جديدة ارتباط "الزبادي" بالوقاية من مرض الزهايمر بالنسبة لكبار السن، وذلك بعد أن اختُبرت تأثير ميكروبيوتا الأمعاء (وهي مجموع الميكروبات المتعايشة داخل جسم الكائنات الحية) على الدماغ والمناعة العصبية، وفق "سكاي نيوز عربية".
ويعيش 100 تريليون من الكائنات الحية الدقيقة المذهلة في أمعاء الإنسان، سواء كانت جيدة أو سيئة، ويتأثر جهاز المناعة بالتوازن بينها. وأظهر فريق البحث من إيرلندا أن قوارض المختبر شهدت زيادة في الذاكرة والوظيفة الإدراكية من خلال إدخال أنواع معينة من تلك البكتيريا.
وكشفت نتائج الدراسة عن أن "الميكروبيوم قد يكون هدفًا علاجيًّا مناسبًا لتعزيز الشيخوخة الصحية (استمرار المسن في استقلاليته وأداء أنشطته اليومية)".
ويفيد الزبادي في المحافظة على توازن الميكروبيوم في الأمعاء؛ وذلك لاحتوائه على البروبيوتيك؛ وبالتالي هو من ضمن الأطعمة التي يمكنها أن "تساعد في درء مرض الزهايمر؛ ما يفتح الباب أمام تطوير البروبيوتيك الذي يعالج أو حتى يمنع الخرف".
وطبقًا للدراسة، التي أُجريت في جامعة كوليدج كورك في إيرلندا، فإنه يتم التعرف بشكل متزايد إلى ميكروبيوتا الأمعاء كمنظم مهم لمناعة الجسم وصحة الدماغ. وتؤدي عملية الشيخوخة إلى تغيرات جذرية في الكائنات الحية الدقيقة، التي ترتبط بصحة سيئة وضعف المسنين.
ومع ذلك كانت هناك أدلة محدودة على الدور الميكانيكي لميكروبات الأمعاء في صحة الدماغ والمناعة العصبية أثناء عمليات الشيخوخة؛ وهو ما كان دافعًا لإجراء اختبارات على فئران مسنة، من خلال زراعة البكتيريا الصديقة لهم من فئران متبرعة صغيرة وكبيرة.
وتبيَّن من خلال التجربة أن الكائنات الحية الدقيقة المشتقة من الفئران الكبيرة والصغيرة، التي تم منحها للفئران المسنة، خففت من الإعاقات المرتبطة بالعمر والسلوك المعرفي بالنسبة للمسنين بعد أن أظهرت التجربة أدوارًا محددة للميكروبات في تشكيل السمات المميزة للشيخوخة في القناة الهضمية.
وطبقًا لجون كريان، مؤلف الدراسة المنشورة في Nature Aging، فإنه "يمكن تسخير الميكروبيوم لعكس تدهور الدماغ المرتبط بالعمر. ونرى أيضًا دليلاً على تحسين القدرة على التعلم والوظيفة المعرفية".
ويشير إلى أن "الدراسة تفيد في مسألة أن يكون هناك تركيز على التدخلات الغذائية أو القائمة على البكتيريا لتعزيز صحة الأمعاء والمناعة؛ وذلك من أجل الحفاظ على الدماغ شابًّا وصحيًّا".
وسبق أن توصل باحثون في جامعة أريزونا الأمريكية إلى أن الدور الذي يمكن أن تلعبه خمائر الزبادي في تحسين ذاكرة المصابين بالزهايمر، وذلك عبر أبحاث سريرية أُجريت على أكثر من 50 شخصًا.