أخبار عاجلة

دراسة علمية نفسية: جهود الدولة أسهمت في تحسين الجوانب النفسية لذوي شهداء الواجب

أطروحة دكتوراه تستعرض أثر إنشاء صندوق الشهداء

دراسة علمية نفسية: جهود الدولة أسهمت في تحسين الجوانب النفسية لذوي شهداء الواجب

كشفت أول دراسة علمية نفسية على مستوى المملكة استهدفت مباشرة أبناء وبنات شهداء الواجب عن أن الرعاية الأبوية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- ممثلة في توجيههما الكريم بالدعم والرعاية المستمرين لإدارات شهداء الواجب في القطاعات الأمنية والعسكرية إلى جانب صدى قرار إنشاء صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين الذي يرأسه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -أيده الله- حيث كان لذلك آثار إيجابية في تحسين الجوانب النفسية لدى أبناء وبنات شهداء الواجب، وهذا ما أظهرت نتائج أطروحة الدكتوراه للدكتور خالد الحسيني التي بينت عبر أدوات القياس النفسي العلمي انخفاض مستوى الأعراض الاكتئابية والتشوهات المعرفية لدى عينة الدراسة.

كما أبانت نتائج الدارسة انخفاض مستوى مخطوطة الفشل ومخطوطة العزلة الاجتماعية والاغتراب؛ في حين جاء عدد من المخطوطات المعرفية في المستوى المتوسط كمخطوطة الحرمان العاطفي ومخطوطة الاستحسان ومخطوطة المعايير الصارمة وغيرها من المخطوطات الأخرى التي تقيسها أداة الدراسة.

وأبان الباحث في تفسيره العلمي المستند على ما تضمنه الإطار النظري للأطروحة والدراسات السابقة ورأيه العلمي المنطلق من السياق الثقافي السعودي المعاش أن لجهود الدولة -رعاها الله- دوراً إيجابياً وملموساً تمثل في الدعم المعنوي والمادي السريع لأسر شهداء الواجب والحرص على استمرار تلمس احتياجات هذه الفئة الغالية على الوطن بأسره، والذي رسخ في ذهنية أبنائه وبناته مفهوم الجهاد الصحيح المستند على ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين -حفظهما الله تعالى- للدفاع عن أمن واستقرار هذا البلد العظيم؛ إلى جانب التعاطف المجتمعي من قبل أفراد المجتمع السعودي ودعمهم لذوي أسر شهداء الواجب.

ومما أظهرته النتائج أن عينة الدراسة كانت استجابتهم مرتفعة حول أحد بنود فقرات مقياس المخطوطات المعرفية للفقد الوالدي -الذي اعده الباحث- حيث أبانوا أنهم يشعرون بمشاعر الفخر والاعتزاز عندما يطلق الآخرين عليهم أبناء شهداء الواجب؛ لما في ذلك من تخفيف مشاعر الفقد الوالدي الذي خبروه.

وقد أوصى الباحث حول مخطوطة الاستحسان التي تقيس هذه المشاعر إلى ضرورة تنمية وتطوير مهارات وقدرات هؤلاء الأبناء من قبل وزارة التعليم والجامعات مع تعزيز مشاعر الاستحسان بطريقة إيجابية تكفل لهؤلاء الأبناء المساهمة في إعدادهم ليكونوا قادرين على تجاوز الفقد الوالدي وتحصين تقدير الذات لديهم وبالتالي يتمكنوا من التميز الأكاديمي والمهني مستقلاً معتمدين على ذواتهم.

وقد أوصى الدكتور خالد الحسيني في نهاية رسالته العلمية بعدد من التوصيات العلمية الموجهة لوزارة التعليم والجامعات بخصوص تقديم الرعاية النفسية والاجتماعية الملائمة، إضافة إلى التعاون مع عدة جهات وقطاعات حكومية، إلى جانب التعاون مع صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين وعمل شراكات عمل محوكمة.

يذكر أن أعضاء لجنة المناقشة من جامعة الملك سعود وجامعة الملك خالد كانوا قد أشادوا بموضوع هذه الدراسة؛ لكونها اهتمت بهذه الفئة الغالية على الوطن بأسره ولأنها خصصت جزء من إطارها النظري للحديث عن الخدمات الرائعة التي تقدمها إدارات رعاية شهداء الواجب في وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة الحرس الوطني إلى جانب تطرقها لمواد صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين وما لهذه الجهود المباركة من آثار نفسة إيجابية ساهمت في تجويد حياة أسر شهداء الواجب وعززت من تحسين صحتهم النفسية.

كما طلب أعضاء لجنة المناقشة من الباحث نشر محتوى الأطروحة والمشاركة بها في الملتقيات والمؤتمرات العلمية أو تحويلها لكتاب وذلك؛ لتميزها ونجاحها في إبراز جهود الدولة الفريدة في رعاية وتلمس احتياجات ذوي شهداء الواجب الأبطال الذين بذلوا دماءهم الطاهرة للذود عن الوطن وحمايته من أي معتد أثيم؛ إضافة إلى النظر إلى ذلك من زاوية علمية نفسية.

يُذكر أن الباحث كان قد بدأ استعراضه لملخص دراسته في بداية مناقشته قبل نحو شهرين بعرض تضمن جزءاً من كلمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -أيده الله- التي وجهها لذوي أسر شهداء الواجب عند استقباله لهم؛ وبين الباحث أن هذه الكلمة الأبوية الكريمة هي التي ألهمته ليكون موضوع رسالته دراسة الجوانب النفسية لأبناء وبنات شهداء الواجب؛ ومما تضمنته كلمة سمو ولي العهد -حفظه الله- الكلمات الأبوية التالية: (إن راح منكم أب أو أخ أو ابن ترى الملك وأنا وكل الشعب السعودي محله الله يسلمكم، وواجبنا إننا نكون جزء من أسرتكم بعد ما فقدتوا شهداءكم في حماية الوطن ومقدراته وأمنه ومقدسات المسلمين؛ وأنا ودي أختم فقط؛ اعتبروني محل الأخ ومحل الابن، وإن كاني صغير لكن اعتبروني مكان الوالد الله يطول أعماركم؛ وأي شيء نقدر نقدمه حنا في شوفه الله يسلمكم).

صحيفة سبق اﻹلكترونية