بطولة كأس العالم 2022 قادمة لبدء طفرة كروية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
كان من المعتاد تنظيم كل بطولات كأس العالم (21 بطولة حتى الآن)، باعتبارها البطولة الأكثر شهرة حول العالم، في أوروبا والأمريكتين. بطولة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان هي أول استثناء لهذه القاعدة وتليها بطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، ولكن ستنتقل أحداث البطولة العالمية إلى منطقة مختلفة تمامًا هذه المرة.
ستنطلق أحداث بطولة كأس العالم 2022 في دولة قطر بغض النظر عن التغيّر في مواعيد فصل الشتاء لتكون 18 ديسمبر حتى 21 نوفمبر وستكون هذه هي المرة الأولى لاستضافة بطولة كأس العالم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأمر الذي سيُظهر للعالم حب كرة القدم في قلوب العرب بالإضافة إلى الكفاءات العربية في أعلى مستوياتها.
تبذل الدولة حاليًا جهدًا كبيرًا لإكمال البنية التحتية وتحضير كل التجهيزات اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم المقرر انطلاقها خلال أقل من عامين من الآن وتستعد كل دول المنطقة للانخراط في هذا الحدث بكل قوة. يبدو أن بطولة كأس العالم 2022 المقرر تنظيمها في دولة قطر ستحقق طفرة كروية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نظرًا لوجود مواهب متميزة على أرض الملعب وتسهيل عمليات الوصول لمشاهدة هذه الرياضة في المنازل.
منتخبات كثيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسعى جاهدة للمشاركة في بطولة كأس العالم 2022
بينما تركز مصادر إخبارية كثيرة في عالم كرة القدم على الأحداث المحلية بجانب أحداث بطولة كأس العالم 2022 مثل خبر رغبة اللاعب ليونيل ميسي في مغادرة نادي برشلونة هذا الصيف، تدور أحداث المنافسات المحتدة على مراكز التأهل لبطولة كأس العالم 2022. بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كل الأنظار مسلّطة على مجموعات التصفيات الأفريقية القادمة والتصفيات الآسيوية القائمة المؤهلة لكأس العالم 2022.
تمكنت 4 منتخبات عربية من المشاركة في بطولة كأس العالم الأخيرة المقامة في دولة روسيا عام 2018 وشكّل هذا الأمر علامة فارقة في المنطقة بعد تمكّن كل من المملكة العربية السعودية ومصر والمغرب وتونس من المشاركة في البطولة. فيما يخص بطولة كأس العالم 2022 المقرر تنظيمها في دولة قطر، حجز المضيفون أماكنهم بالفعل مع محاولات من 6 منتخبات أخرى على الأقل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للفوز بفرصة المشاركة في بطولة كأس العالم القادمة.
بالنظر إلى التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم المقرر انطلاقها في يونيو 2021، قدمت 4 دول من جانب أفريقيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أفضل المجموعات المناسبة. منتخب مصر ومنتخب المغرب هما أكثر المنتخبات ترجيحًا للفوز في مجموعاتهم، أما منتخب تونس ومنتخب الجزائر فسينافسان بعض المنتخبات القوية وتحديدًا منتخب بوركينا فاسو ومنتخب زامبيا ولكن من المتوقع فوزهما أيضًا. ستنتقل 10 منتخبات فائزة في المجموعات من هذه المرحلة إلى التصفيات النهائية لتحديد 5 منتخبات فقط ستتأهل للمشاركة في بطولة دوري أبطال أفريقيا.
قد تستغرق الجولة وقتًا طويلًا جدًا في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2022 ولكن توجد فرص عديدة متاحة لدخول المنتخبات الأخرى في قائمة التصنيف. تمكن منتخب العراق ومنتخب سوريا ومنتخب قطر - اختاروا المشاركة في هذه الجولة بغض النظر عن الاستضافة - خلال 5 مباريات من التصدّر في مجموعاتهم بجانب تأهل كل من المملكة العربية السعودية وعمان والكويت والأردن للفوز بأحد أفضل المراكز في التصنيف. ستكون المرحلة التالية للمنتخبات الفائزة والمنتخبات الوصيفة هي الفوز بالمركز الأول أو المركز الثاني في مجموعتين أخريين أو تحقيق تصنيف مرتفع بما فيه الكفاية لدخول مرحلة التصفيات النهائية.
نظرًا لقدرات هذه المنتخبات، ستشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكبر مشاركة وتنافس لها في كأس العالم 2022 وستُظهر مزيدًا من التطور مقارنة بآخر إنجاز قياسي حققته.
فرص كثيرة غير مسبوقة لتعزيز مشاركة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
ستعمل بالتأكيد عملية مشاركة منتخبات كثيرة جدًا من داخل المنطقة في بطولة كأس العالم 2022 على زيادة حماسة الجمهور للانخراط في الأحداث الكروية. برغم وجود تفاوت في هذه النقطة، تمتلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أحد أكبر معدلات استخدام شبكة الإنترنت حول العالم مما يتيح جذب عدد أكبر من محبي هذه الرياضة عبر العديد من الطرق المتنوعة لخيارات المشاهدة وتعزيز عملية الانخراط في الأحداث الكروية.
المراهنات الرياضية عبر شبكة الإنترنت هي أحد أسرع القطاعات نموًا فيما يتعلق بهذا الأمر وذلك نتيجة نسب مستخدمي شبكة الإنترنت المتزايدة. الكثير من المواقع الرائدة في المراهنات وألعاب الكازينوهات خصصت خدماتها وعروضها للدول الناطقة باللغات الفرنسية والفارسية والعربية بالإضافة إلى إتاحة اللعب بالعملات المحلية. عوضًا عن ذلك، أتاحت هذه المواقع خدماتها وعروضها وصممتها خصيصًا للاعبين المحليين في المغرب والجزائر ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والأردن مما يتيح العديد من الفرص لانخراط المحبين في رياضة كرة القدم وبطولة كأس العالم. الخيارات الوفيرة المقدمة في هذا القطاع تعني وجود مجموعة متنوعة من المكافآت الترحيبية التي يمكن الاستفادة منها.
من المتوقع أيضًا أن تحقق نسب المشاهدة أرقامًا قياسية جديدة وخصوصًا في حالة تحقيق أحد المنتخبات المشاركة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تصنيفًا أعلى في بطولة كأس العالم. في حقيقة الأمر، غيّرت بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 - أقيمت بمصر في اللحظات الأخيرة - الواقع نتيجة اشتراك أكثر من 800 مليون شخص لمشاهدة هذا الحدث ولكن ما هو أهم بالنسبة لجزء من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كان يعاني دائمًا من الحصول بشكل خاص على حق مشاهدة بطولات كرة القدم الرئيسية هو أن إجمالي عدد مرات الظهور تجاوز 300 مليون عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالبطولة، وهذا يعكس وجود خيارات أخرى متاحة وقيد البحث حاليًا.
بعيدًا عن الدولة المضيفة، من الواضح أن بطولة كأس العالم 2022 هي الحدث الأهم لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويشمل ذلك تنافس المنتخبات للمشاركة في البطولة وتسهيل وصول محبي هذه الرياضة. تنظيم هذه البطولة في دولة قطر يضفي مزيدًا من الروعة على جمال الحدث.