ليرة ذهبية قد تقود لكشف جريمة ارتكبها رفعت الأسد

جي بي سي  نيوز :- أكدت مصادر إخبارية احتمال صدور قرار بحق رفعت الأسد، عم رئيس النظام السوري بشار الأسد، في تهم متعددة، منها اختلاس أموال من خزينة الدولة السورية، ثمانينيات القرن الماضي، وسرقة ما وصف بكنز لم تحدد طبيعته أو قيمته.

وفيما أنكر الأسد، جميع التهم التي أسندت إليه، في المحاكمة التي بدأت وقائعها في فرنسا، نهاية العام الماضي، أكدت الاتهامات الموجهة إليه، بالسطو على ثروة هي عبارة عن كنز سوري، ذكرت بعض المصادر أن صاحب الاتهام هو سوري الجنسية ومقيم في إحدى البلدات الأوروبية، قال إن رفعت الأسد سرق كنزاً من الآثار، عام 1974.

ربع ليرة ذهبية من عام 1972 بتصميم مختلفربع ليرة ذهبية من عام 1972 بتصميم مختلف

 

ومن الجدير بالذكر، ووفق مصادر إعلامية مختلفة، فإن الشاهد الذي اتهم الأسد بسرقة كنز أثري، رفض المثول أمام المحكمة للإدلاء بشهادته، دون ذكر الأسباب التي منعته من حضور المحكمة، خاصة وأنه صاحب الادعاء الأصلي بسرقة الكنز السوري، وسط تكتم شديد على هويته الحقيقية.

الجد تنازل عن مزرعته

وبتوجيه الاتهام إلى رفعت الأسد، بسرقة كنز يعود إلى الآثار السورية، يكون الثالث في عائلته الذي وجهت إليه هذا الاتهام، والأول تاريخيا الذي يقوم بمثل تلك الجريمة، بحسب التسلسل الزمني للاتهامات المفترضة.

واتهم هلال الأسد، أحد أبناء عمومة رئيس النظام السوري، والقائد السابق لما يعرف بميليشيات الدفاع الوطني في اللاذقية، بالاتجار بالآثار السورية، إثر مقتله في شهر آذار/ مارس عام 2014.

القطع النقدية الذهبية بينها الليرة وأسعارها بالين اليابانيالقطع النقدية الذهبية بينها الليرة وأسعارها بالين الياباني

ثم اتهم محمد توفيق الأسد، الملقب بـ"شيخ الجبل" بالاتجار بالآثار السورية، إثر مقتله أيضا في شهر آذار/ مارس لكن في عام 2015.

وبالعودة إلى "الكنز الثمين" المتهم رفعت الأسد، ببيعه أواسط عام 1974، والذي قيل إنه يعود لجده، سليمان، وبحسب ما اطلعت عليه "العربية.نت" في كتاب "تاريخ العلويين في بلاد الشام منذ فجر الإسلام إلى تاريخنا المعاصر" والذي يعتبر "أكبر وأوسع دراسة تاريخية دينية جغرافية اجتماعية موثقة" بحسب الباحث السوري جمال باروت، فإن جدّ رفعت الأسد، قد سبق وتنازل عن ثروته التي كان يملكها.

تعود إلى سنة 1972 ولكنها لا تحوي كلمة علي مطلقاتعود إلى سنة 1972 ولكنها لا تحوي كلمة علي مطلقا

ونقل "تاريخ العلويين" عن الأب اسبيرو جبور الراهب اللاذقي، أن سليمان الأسد، جدّ حافظ الأسد، قد وهب جميع أملاكه "وكانت عبارة عن مزرعة في شمال القرداحة لإيواء اللاجئين الأرمن، أثناء المجازر في اسكندرونة" ويؤكد الكتاب المذكور أن سليمان الأسد عندما "وهب" أملاكه، كان "في غاية من الحاجة والفقر".

ليرة رفعت الأسد

وبحسب مطلعين، فإن تأكيد "تاريخ العلويين" بأن جدّ حافظ ورفعت الأسد، قد وهب جميع أملاكه وكانت عبارة عن مزرعة، فإن الادعاء بـ"كنز" حصل عليه جدّهم، يسقط أمام تلك الوثيقة التاريخية التي أكدت أيضاً، فقر الجدّ الواهب مزرعته. الأمر الذي يؤكد أن الكنز المشار إليه، في الاتهام الرسمي الموجه إلى رفعت الأسد، في القضاء الفرنسي، قد تم الاستيلاء عليه، مباشرة، من الأرض السورية أو من أحد المتاحف، ولم يكن ملكاً متوارثا للعائلة.

سعر الليرة السورية الذهبيةسعر الليرة السورية الذهبية

ومن خلال العرض التاريخي المقدم من "تاريخ العلويين" في مجلّده الثالث، والذي ينتهي بتعريفات لأهم شخصيات آل الأسد، كسليمان الجد وابنه علي، ثم أولاد الأخير، كحافظ ورفعت الأسد، فإن المرجع التاريخي الهام، يكشف عن ما يمكن أن يكون "الكنز" المتهم رفعت الأسد، ببيعه.

ونشر "تاريخ العلويين" لصورة غير واضحة المعالم، لليرة سورية، عرّفها بأنها ليرة رفعت الأسد. وقال: "ينسب لرفعت الأسد الليرة التي كتب على شعلتها اسم عليّ، ليسطر به التاريخ أنه سكّ بيده عملة دمشقية كتب عليها اسم علي بن أبي طالب".

الليرة الذهبية المباعة في اليابان وتؤكد رواية تاريخ العلويين بظهور كلمة علي بشكل واضحالليرة الذهبية المباعة في اليابان وتؤكد رواية تاريخ العلويين بظهور كلمة علي بشكل واضح

وفيما لا تتوفر تلك الليرة في يد السوريين، ولا يعرفها غالبيتهم، وأصلها غير موجود في طبعات الليرة السورية في تاريخ البنك المركزي، فإن الإصدار الخامس لليرة المعدنية السورية، كان عام 1972، هو العملة الأقرب لما وصفها "تاريخ العلويين" بليرة رفعت، لاحتوائها على خريطة للعالم العربي وعليها شعلة ترمز إلى حزب البعث، لكن كلمة "علي" غير موجودة، بحسب الإصدارات الرسمية لتلك الليرة وتاريخها سنة 1972 الأقرب للتاريخ الذي اتهم فيه رفعت الأسد، ببيع كنز ثمين، سنة 1974.

إصدار لا يعرفه السوريون

وبحسب ما طالعته "العربية.نت" من تاريخ إصدارات الليرة السورية، خاصة العائدة إلى العام 1972، فقد كانت مفاجأة بانتظار الباحث عن أشكال وثمن تلك الليرة، إذ تبين أن هناك عملات سورية مؤرخة بعام 1972، مصنوعة من الذهب، ولا يعرفها السوريون، بحسب تأكيد موقع "الدليل الشامل للنقد السوري" على فيسبوك، والذي فاجأ العالم بخبر عن مزاد على ثلاث قطع نقدية سورية ذهبية من فئات 25 و50 قرشا وليرة، تعود إلى العام 1972، ولا يعرفها السوريون، بحسب تأكيده.

الوجه الثاني لليرتين عرضتا في المزاد اليابانيالوجه الثاني لليرتين عرضتا في المزاد الياباني

ونقل "الدليل" عن موقع ياباني ويصدر بطبعة إنجليزية، إضافة إلى اليابانية وإحدى اللغات الآسيوية، عن إقفال مزاد بتاريخ 19-10-2019، على ثلاث عملات سورية ذهبية يعود تاريخها إلى عام 1972. وبتصفح "العربية.نت" لموقع AUCTION WORLD الياباني، فقد تأكد خبر الإقفال على مزاد لبيع العملات السورية نهاية العام الماضي، وبثلاثة ، من 3760 دولارا، مرورا بـ 4230 دولارا، إلى 4700 دولار للعملة السورية الذهبية الواحدة.

ليرة ذهبية قد تكشف جريمة رفعت القديمة

وبالعودة إلى ليرة رفعت التي قال "تاريخ العلويين" إنه كتب على شعلتها كلمة "علي" فقد ظهر أن هذا الإصدار، يتمتع بأكثر من تصميم، فالليرة السورية العادية سنة 1972، عليها خريطة للعالم العربي، فوقها شعلة، أما العملات الذهبية المباعة في اليابان والعائدة لتاريخ سنة 1972، فيظهر فيها تصميم جديد، عبارة عن شعلة بدون خريطة العالم العربي.

الليرات السورية الثلاث وأسعارها بالين اليابانيالليرات السورية الثلاث وأسعارها بالين الياباني

وتظهر إحدى العملات الذهبية العائد تاريخها إلى سنة 1972 وهي من فئة الليرة، وصورتها فائقة الوضوح، الشكل الأقرب والذي تبدو فيه كلمة علي، إنما بقلب الصورة، رأسا على عقب، أو رؤيتها جانبياً. إذا لم تكن هناك ليرة أخرى توضح الكلمة أكثر.

فهل كانت "ليرة" رفعت الذهبية، هي المكان الذي تم فيه تذويب الكنز الذي يحاكم عليه الآن في فرنسا، على أنه ارتكبه سنة 1974 فيما كان الجُرم قد ارتكب سنة 1972؟ أم إن هناك ليرة أخرى، لا تعرفها حتى المزادات الدولية؟

العربية 

 

جي بي سي نيوز