مباشر-أحمد شوقي: بعد 48 ساعة غير مسبوقة في تاريخ النفط ستظل باقية في أذهان المتابعين، عاودت أسعار الخام الارتفاع بوتيرة قوية بدعم العديد من العوامل التي جاءت كالغيث في الصحراء الكاحلة.
وتعافت أسعار الخام الأمريكي "نايمكس" بشكل قوي مع ارتفاعه بنحو19.1 بالمائة عند تسوية جلسة اليوم ليصل إلى 13.78 دولار للبرميل بعد أن بلغت مكاسبه 40 بالمائة خلال التعاملات، كما صعد "برنت" القياسي بقوة ليعاود الصعود أعلى مستوى 20 دولاراً.
بكل تأكيد أزمة سوق النفط لا تزال قائمة، لكن هناك بعض الدوافع التي يمكن بناء الأمل عليها بشأن إمكانية تعافي النفط مع مكاسب حادة بنهاية جلسة اليوم الأربعاء.
الهبوط الحاد دافع للصعود، بالطبع الانهيار الحاد الذي شهده الخام في اليومين الماضيين جعل السعر رخيص جداً ليكون فرصة سانحة للشراء من قبل الدول الأكثر استهلاكاً وعلى رأسها الصين، بالإضافة إلى المضاربين في الأسواق.
عودة المخاوف الجيوسياسية، تلقت أسعار النفط الدعم مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتدمير أي زورق إيراني يعترض السفن الأمريكية بعد أيام من ادعاء البنتاجون بقيام سلاح البحرية من الحرس الثوري الإيراني بإجراءات استفزازية بالقرب من السفن الأمريكية.
ويقول "جيم كرامر" المحلل في شبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية، إن هذا ساهم في ارتفاع أسعار النفط مع تغطية المضاربين مراكزهم.
احتمالية فرض قيود على واردات النفط الأمريكية، في وقت سابق من هذا الشهر أعلن ترامب استعداده لفرض قيود على شحنات النفط في سبيل دعم الخام الأمريكي.
فيما ذكر تقرير اليوم لصحيفة الجادريان أن ناقلات النفط السعودية التي تمتلك ما يقرب من 40 مليون برميل من النفط عالقة قبالة الساحل الأمريكي حيث يدرس ترامب حظرًا على واردات النفط الخام للمساعدة في دعم سوق النفط الأمريكي.
ومع انهيار الأسعار، ذكر الرئيس الأمريكي أنه لن يسمح أبداً بانهيار صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن تحدث مع وزيري الطاقة والخزانة لإعداد خطة لتوفير الأموال للشركات.
كما أكد "لاري كودلو" مستشار ترامب أن الإدارة الأمريكية تخطط لسياسات تنظيمية وضريبية من أجل دعم شركات الطاقة، متوقعاً تعافي الأسعار فور إعادة فتح الاقتصاد.
ملء الاحتياطي الاستراتيجي، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي لدعم صناعة النفط والغاز للبقاء، فإنه يفكر من الناحية الأخرى لاستغلال هبوط الأسعار في ملء الاحتياطي الاستراتيجي للولايات المتحدة.
وذكر ترامب في تصريحات سابقة هذا الأسبوع: "نتطلع لشراء 75 مليون برميل لتعزيز الاحتياطي الاستراتيجي ليصل للسعة القصوى لأول مرة".
لكن الأزمة لا تزال قائمة، مازالت أسباب الرئيسية وراء انهيار الأسعار قائمة حيث يضغط فيروس كورونا على الطلب ويزداد المعروض وتتراكم المخزونات في وقت لم يعد هناك مساحة كافية للتخزين.
وأظهرت أحدث بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم عن ارتفاع مخزونات النفط في الولايات المتحدة بنحو 15 مليون برميل.
وهذا يمثل الارتفاع الأسبوعي الثالث عشر على التوالي ويلي زيادة أسبوعية قياسية قدرها 19.2 مليون برميل قبل أسبوع.
وحذر "بير ماجنوس نيسفين" الشريك الرئيسي في "ريستاد للطاقة" عبر تعليقات لشبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية من أن الوضع في أسواق النفط سيزداد سوءًا، مشيراً: "العالم ينفد من أماكن لتخزين النفط".
وقال: "عندما يكون ميزان العرض والطلب موجبًا أو سالباً، يمكنك زيادة أو السحب من التخزين، ولكن عندما تمتلئ مساحة التخزين، فلا يوجد داعم لهذا الاختلال القوي جدًا الذي نراه للأسعار".
كما يضيف "إدوارد مويا" كبير المحللين في "أواندا" أن ترامب يواصل نشاطه في محاولة دفع أسعار النفط أعلى، ومع ذلك "سيظل النفط متراجعاً بسبب مخاوف الطلب وسيتجاهل آخر تغريداته حول ملء احتياطي الخام الاستراتيجي دون موافقة الكونجرس، وتمويل شركات النفط والغاز الأمريكية، والتهديدات بإسقاط أي زوارق حربية إيرانية"، بحسب "ماركت ووتش".
مباشر (اقتصاد)