مباشر- محمود جمال: توقع محللون لـ"مباشر" أن تشهد بورصات الخليج خلال الأسبوع الأول من شهر مارس/آذار المزيد من الخسائر وسط تصاعد هبوط المؤشرات العالمية والنفط تزامنا مع زيادة انتشار المخاوف من فيروس "كورونا".
ومع تصاعد أعداد المصابين بمنطقة الشرق الأوسط بالفيروس الصيني الجديد، هبطت أسواق الخليج بنهاية جلسة الخميس الماضي وتصدرها بورصة دبي بنسبة 1.17 بالمائة وتراجع أيضا السوق السعودي بنسبة تفوق الـ 1 بالمائة.
وعالميا، سجلت بورصة "وول ستريت" مع اختتام جلسة الجمعة الماضية أكبر خسائر أسبوعية منذ 2008، حيث تراجع "داو جونز" بأكثر من 3500 نقطة، وِسجلت الأسهم الأوروبية أسوأ أداء أسبوعي منذ الأزمة المالية العالمية بانخفاض تجاوز 12 بالمائة.
وبالأسواق الآسيوية، سجلت مؤشرات الأسهم الصينية خسائر أسبوعية بنحو 5 بالمائة، كما تهاوت الأسهم اليابانية بنحو 4 بالمائة في ختام جلسة الجمعة الماضية لتسجل أكبر خسائر أسبوعية في 4 أعوام.
واستمر عدد الإصابات بالفيروس المميت في التسارع خارج الصين مما ينذر بتفاقم الأزمة مع وصول إجمالي المصابين عالمياً لأكثر من 82 ألف شخص من بينهم 78.8 ألف في الصين فقط ليؤكد بذلك انتشاره في 50 دولة تقريبا. وعلى الصعيد ذاته، أكدت منظمة الصحة العالمية في بيان حديث بأن خطر كورونا أصبح مرتفعاً للغاية ليزيد الطين بلة في الأسواق مع تحذيرات بأن الفيروس قد يصل إلى كل دول العالم قريباً.
وقال المستشار الاقتصادي إبراهيم الفيلكاوي لـ"مباشر" إن ظهور الفيروس في دول عربية وخليجية من الطبيعي أن يؤدي إلى ابتعاد المستثمرين عن الأصول التي تحمل أية مخاطر هذا الأسبوع.
ورجح أن تشهد الأسواق المالية بالمنطقة مزيدا من التارجعات بعد التي شهدتها في الشهر الماضي لاسيما في الأسبوع الأخير من الشهر ذاته بعد ظهور الفيروس وزيادة المخاوف من زيادة انتشاره.
تراجعات متسارعة
وقال محمد راشد الخبير الاقتصادي إن الأسبوع الجاري ستشهد البورصات الخليجية تراجعا متسارعا جراء الانتشار الذى حققه فيروس كورونا على مدار الأسبوع الماضى وانتقاله من القارة الآسيوية إلى نظيرتها الأوروبية وهو ما سيثير مزيد من الذعر فى الأسواق المالية جراء عدم وجود خطة حتى الآن من قبل منظمة الصحة العالمية فى التعامل مع هذا الفيروس الشرس.
وتوقع مزيد من التراجع فى أسعار البترول جراء التباطؤ المتوقع فى معدل النمو الاقتصادى فى الأجل القصير والمتوسط تحت وطأة وقوع الاقتصاد الصينى ثانى أكبر اقتصاد على مستوى العالم فى براثن الفيروس القاتل.
وأشار إلى أن ذلك سيدفع الكثير من المستثمرين والمضاربين باتخاذ قرارات بيعية واللجوء إلى الذهب كملاذ امن فى مثل هذه الظروف وهو ما يعنى موجة صعود متوقعة فى أسعار الذهب متوازية مع تراجع أسعار الأوراق المالية.
عدم الوضوح
ولفت مدير التطوير لدى ثنك ماركتس، إلى أن الرؤية للأسواق خلال الفترة المقبلة لا تزال غير واضحة، وسيغلب عليها حالة الحذر والترقب مجدداً، ولكن من المؤكد حاجة الأسواق إلى محفزات وإفصاحات إيجابية أو دخول سيولة خارجية.
وقال جون لوكا إن تلك العوامل ستسهم في تحسن شهية المستثمر وتشجع السيولة على الدوران، مبيناً أن التراجعات الحالية جاءت متزامنة مع خسائر معظم بورصات المنطقة والأسواق العالمية، خصوصاً مع انتشار فيروس "كورونا" والتوقعات السلبية بتاثيرة على الاقتصاد العالمي.
وتوقع محللون في "جولدمان ساكس" انكماش قصير الأجل للاقتصاد العالمي مما يجبر الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة بسبب تفاقم أزمة "كورونا"، مشيرين إن تفشي الفيروس المميت يعني أنهم يتوقعون الآن أن يتقلص الناتج المحلي الإجمالي العالمي على أساس ربع سنوي في الربعين الأولين من هذا العام قبل أن ينتعش في النصف الثاني، بحسب وكالة "بلومبرج".
الحذر يسيطر
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مايندكرافت للاستشارات، لـ"مباشر"، إن ما تعرضت له الأسواق العالمية بجلسات الأسبوع الماضي ككل سيدفع مستثمري الأسواق الخليجية إلى المزيد من عدم الاستقرار خلال تعاملات الأسبوع الجاري.
وأوضح فادي الغطيس، أن التقارير بشأن نزوح مليارات الدولارات من أسواق الأسهم العالمية مؤخراً من العوامل التي تؤكد ذلك الحذر المتوقع.
وكشفت مذكرة حديثة أصدرها بنك أوف أميركا ميريل لينش إن المستثمرين سحبوا أموالاً بقيمة 20 مليار دولار من الأسهم في الأسبوع المنتهي في 28 فبراير 2020، بينما ضخوا 12.9 مليارات دولار في السندات التي شهدت تدفقات بالأسبوع ذاته.