بعد القفزة القوية.. الذهب يربح 118 دولاراً في 18 يوماً
من: سالي إسماعيل
مباشر: قفزة حادة شهدها معدن الذهب في الآونة الأخيرة ليصل إلى أعلى مستوياته في 6 سنوات بعدما تجاوز 1400 دولار للأوقية.
وتعززت مكاسب الذهب مع إشارات اجتماع الفيدرالي الأخير والتي دفعت السوق لزيادة فرصة تيسير السياسة النقدية في الشهر المقبل إلى 100 بالمائة.
وحصد المعدن الأصفر مكاسب تتجاوز 48 دولاراً أو 3.6 بالمائة في الجلسة التالية لاجتماع الفيدرالي مباشرة مسجلاً أعلى تسوية منذ سبتمبر/أيلول 2013 وذلك عند مستوى 1396.90 دولار للأوقية.
في حين أن المعدن أنهى تعاملات الجلسة الأخيرة من الأسبوع الماضي عند مستوى 1400.10 دولار للأوقية، محققاً مكاسب أسبوعية بنحو 4.1 بالمائة أو ما يعادل 56 دولاراً تقريباً مقارنة مع مستوى 1344.50 دولار للأوقية المسجلة في نهاية الأسبوع السابق له.
جدير بالذكر أن المعدن النفيس تلقى ضربة في بداية الأسبوع الماضي جراء مكاسب أسواق الأسهم مع الأداء المسطح للدولار الأمريكي وسط تطورات تجارية قبل أن يعاود اكتساب الزخم مجدداً مع اجتماع الفيدرالي.
وقرر الفيدرالي تثبيت معدل الفائدة هذا الشهر وإرجاء عملية الخفض لعام 2020، لكنه تخلي عن نهج الصبر في سياسته النقدية مع تأكيد جيروم باول أنه منفتح على استخدام كافة الأدوات المتاحة للحفاظ على التوسع الاقتصادي.
وتلقى المعدن النفيس الدعم أيضاً من التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية إسقاط الأخيرة طائرة درون أمريكية ووسط استعداد الرئيس دونالد ترامب لتوجيه ضربة عسكرية ضد طهران.
واستفاد الذهب بقوة من الخسائر الملحوظة في الدولار الأمريكي جراء الضغوط من تكهنات خفض الفائدة وانحسار التوترات التجارية، لتساهم العلاقة العكسية بين العملة والمعدن في دفع المستثمرين نحو شراء المعدن.
وعلى صعيد آخر، يتوقع "سيتي جروب" أن يصعد الذهب إلى مستويات تتراوح بين 1500 إلى 1600 دولار للأوقية في غضون الإثنى عشرة شهراً المقبلة.
ووضع المحللون بالبنك الأمريكي 4 حالات تعزز هذا الاتجاه الصاعد أولها قيام البنوك المركزي لخفض معدل الفائدة إلى الصفر إضافة لاستمرار تلك البنوك في تحفيز الاقتصادي.
أما الحالتين الآخرتين، فهما بدء الأسواق المالية في تسعير مزيداً من برامج التيسير الكمي أو تحول معدلات الفائدة الأمريكية الحقيقية للنطاق السالب.
وكتب استراتيجيون في مجموعة "دي.بي.إس" للأبحاث في سنغافورة خلال مذكرة نقلتها شبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية أن أسعار الذهب قد تعافت من أدنى مستوياتها ونعتقد أن تكون هذه الزيادة مستدامة.
وأضافوا أنه من شأن التوترات السياسية المتزايدة وانخفاض عوائد السندات والدولار الأمريكي الذي على وشك التحول للخسائر، أن يجعل بقية عام 2019 وقتاً مثيراً للغاية بالنسبة للمعادن.
وكان العائد على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات تراجع دون مستوى 2 بالمائة للمرة الأولى منذ نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2016 في تعاملات الأسبوع الماضي.
وبعد أربعة أسابيع متواصلة من المكاسب الملحوظة، فشل المعدن في تسجيل صعود بالأسبوع قبل الماضي بانخفاض قدره 1.60 دولار فقط لكن في المجمل يعيش الذهب زخماً ملحوظاً خاصة مع تواصل المخاوف حيال أداء الاقتصاد العالمي.
وبدأت هذه الموجة الصاعدة في أواخر الشهر الماضي وتحديداً يوم 28 مايو/آيار عندما كانت أسعار الذهب تبلغ 1282.50 دولار للأوقية، ما يعني أن مكاسبه في تلك الفترة وحتى تسوية يوم الجمعة بلغت 9.2 بالمائة أو ما يوازي 118 دولاراً تقريباً.
بينما منذ بداية هذا العام وحتى نهاية جلسة 21 يونيو/حريزان الجاري، فإن الذهب شهد مكاسب قدرها 119 دولاراً أو 9.3 بالمائة مع حقيقة أن قيمة المعدن كانت تبلغ 1281.30 دولار للأوقية في بداية تعاملات 2019.
أداء الذهب منذ بداية 2019 وحتى الآن - (المصدر: وكالة بلومبرج)