تحرير: أحمد شوقي
مباشر: يترقب صانعو السياسة النقدية في الأسواق الناشئة إشارات واضحة بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي لبدء دورات خفض الفائدة الخاصة بهم، في ظل عدم وجود ضغوط تضخمية ومع التباطؤ الملحوظ في نمو اقتصادات تلك الدول بجميع أنحاء العالم.
ويدعم اتجاه البنوك المركزية بالأسواق الناشئة لخفض معدلات الفائدة، تزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي بصدد خفض الفائدة الأمريكية خلال العام الجاري وسط تصريحات من قبل جيروم باول بأن البنك مستعد للتصرف حفاظاً على النمو الاقتصادي.
وانضمت روسيا إلى تشيلي والهند يوم الجمعة في خفض معدل الفائدة الأساسي، ومن المتوقع أن يحذو حذوه كثيرون آخرون مثل دول جنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية والبرازيل وتركيا شوهدت التي سوف تسلط الطريق نفسه عاجلاً وليس آجلاً، بحسب تقرير لوكالة بلومبرج.
ويُعتبر تصاعد مشاكل التجارة العالمية وعدم الاستقرار السياسي المحلي في الدول النامية الأسباب الرئيسية وراء تباطؤ الاستثمار الذي يقوض الآمال بتحسن النشاط على المدى القريب.
وفي كوريا الجنوبية انخفضت العملة المحلية (الوون) لجلستين متتاليتين هذا الأسبوع بعد أن قال محافظ البنك المركزي "لي جو يول" يوم الأربعاء إن البنك سوف يستجيب بشكل مناسب للتغيرات الاقتصادية.
واعتبر وزير المالية في البلاد "هونغ نام كي" هذه التصريحات إشارة واضحة على أن البنك يميل نحو سياسة نقدية فضفاضة.
وفي الشهر الجاري، كشفت بيانات رسمية عن انكماش اقتصاد كوريا الجنوبية بنحو 0.4 بالمئة خلال الربع الأول ليسجل أسوأ أداء فصلي منذ الأزمة المالية العالمية.
أما في تركيا فقد أبقى البنك المركزي معدل الفائدة عند مستوى 24 بالمئة في وقت سابق من هذا الأسبوع، لكنه قام بتعديل لهجته في بيان السياسة النقدية لاستيعاب خفض محتمل في الفائدة في النصف الثاني من العام الجاري مع ترقب التوترات السياسية الخارجية مع الولايات المتحدة والداخلية في انتخابات إسطنبول.
كما بدأ المستثمرون في البرازيل يراهنون على أن معدل الفائدة في البلاد سينخفض إلى مستوى قياسي جديد في النصف الثاني من 2019.
وفي حين التزم البنك المركزي الصمت بشأن خفض محتمل لتكاليف الاقتراض، إلا أن المستثمرين كانوا يعززون احتمالات انخفاض الفائدة مع تقدم مشروع قانون المعاشات التقاعدية في الكونجرس، مما زاد الثقة في نجاح خطة الحكومة لإصلاح الحسابات المالية للبلاد.
ولكن في الوقت نفسه فإن الاتجاه لدورة تيسيرية للسياسة النقدية في المكسيك وجنوب إفريقيا قد تستغرق وقتًا أطول حتى يتحقق، حيث اتخذ مسؤول المركزي المكسيكي موقفاً أكثر هدوءًا مقارنة بنظرائهم في الأسواق الناشئة بسبب المخاوف بشأن شركة النفط العملاقة "بيمكس".
وصرح نائب محافظ البنك المركزي جوناثان هيث إنه يجب على البلاد ألا تبدأ تخفيض معدلات الفائدة طالما تهديدات الرئيس دونالد ترامب لفرض الرسوم الجمركية على السلع المكسيكية لا تزال قائمة، ومع ذلك يرى العديد من المحللين أيضًا أن دورة التيسير النقدي تقترب.
أما في جنوب أفريقيا، أدى القرار المنقسم بأغلبية 3 أصوات ضد اثنين في آخر اجتماع للبنك المركزي مع عضوين يدعوان إلى خفض معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى دفع المزيد من المحللين إلى توقع انخفاض معدلات الفائدة، ولكن لا يزال الإجماع على أن تكاليف الاقتراض ستظل دون تغيير حتى الآن.
كما يقترب بنك إندونيسيا من تخفيض معدل الفائدة بعد 6 زيادات في عام 2018، على الرغم من أن صناع السياسة ربما لا يحدثوا أي تغيير في الأسبوع المقبل.
ومن جانبه، قال وزير المالية "سري مولياني إندراواتي" هذا الأسبوع إن إندونيسيا ستتبع على الأرجح البنوك المركزية الأخرى في تيسير السياسة النقدية مع تدهور النمو العالمي.
وخفضت الفلبين وماليزيا معدلات الفائدة في الشهر الماضي بينما ينقسم الاقتصاديون حول ما إذا كانت الفلبين ستخفض مرة أخرى في اجتماع السياسة النقدية بالأسبوع المقبل.
وقد يؤدي إجماع الاتجاهات نحو خفض معدلات الفائدة في الأصول المحفوفة بالمخاطر إلى تعزيز الدولار الأمريكي، مما يجعل موقف الاحتياطي الفيدرالي حاسمًا لتزويد مسؤولي الأسواق الناشئة بمزيد من اليقين بأن التخفيضات لن تؤدي إلى عمليات بيع في العملات المحلية وينتهي بها المطاف إلى زيادة التضخم.