أخبار عاجلة

محلل سياسي: العراق يشهد تحولات كبيرة في السياسة الخارجية

وتابع الحسيني، باتصال هاتفي مع "سبوتنيك" اليوم الاثنين، أن العراق يتأثر بمحيطه الإقليمي سلبا وإيجابا لأنه جزء من منظومة إقليمية تعمل وفق مصالح متوافقة أحيانا ومتشابكة أحيانا أخرى أو متناقضة.

الحشد الشعبي بالقرب من الحدود السورية

© AFP 2019 / AHMAD AL-RUBAYE

وشدد على ضرورة أن يضع العراق الخطوط العريضة لنقطة التحول باتجاه الانفتاح على دول الإقليم ومحيطه العربي في نفس الوقت، لأن عزلة العراق عن مردوده العربي كان لها مردود عكسي على البنية السياسية والاقتصادية وكل مفاصل الدولة، على حد قوله.

وأشار الحسيني، إلى أن هناك تحركا عربيا كبيرا في تلك الفترة من أجل إعادة العراق إلى محيطه الإقليمي، وإمكانات العراق السياسية وموارده الطبيعية تؤهله لاستعادة دوره السابق، كبلد مؤثر في صناعة القرار العربي والإقليمي.

وأوضح المحلل السياسي أن الشعب العراقي يتطلع لبناء عودة حقيقية لمحيطه العربي والإقليمي منذ أن تم إسقاط نظام صدام حسين في العام 2003، مشيرا إلى أن العراق ليس تابعا بقدر ما هو بلد مؤثر يساهم في صناعة القرار الإقليمي والعربي.

وحول إمكانية أن يلعب العراق دورا محايدا في الأزمات الإقليمية قال الحسيني:

"العراق يمر في تلك المرحلة بنقطة تحول ليست بالدرجة المثالية التي يستطيع من خلالها لعب دور حقيقي يكون خلالها محايدا. ما زال العراق يحتاج مزيدا من الوقت لكي ينطلق باتجاه المرحلة الانتقالية التي تؤهله لأن يكون عنصرا فاعلا، هو الآن في نقطة التحول والنضج السياسي بالنسبة للفرقاء السياسيين، فالجميع اليوم يشعر أنه يحتاج إلى بلد متصالح مع نفسه ومع جيرانه وإقليمية، وقادر على المساهمة في صناعة القرار العربي والإقليمي".

المنطقة الخضراء في بغداد

© AP Photo / Hadi Mizban

واختتم الحسيني بالإشارة إلى أن عملية التحول العراقي لن تكون بالصورة المثالية التي يتطلع إليها الداخل والخارج، ولكنها نقطة تحول رغم وجود أصوات في الداخل تعارض عودة العراق إلى محيطه العربي، وتحاول وضعه ضمن دائرة معينة، "لكن هذه الأصوات بدأت تتلاشى، ويطغى الاتجاه الوطني الذي بدأ يبعد عن الاتجاه الطائفي ويتجه نحو سياسة بناء العلاقات وفق المصالح المشتركة" على حد قوله.

 وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أعلنت في 4 أبريل/ نيسان الجاري عن افتتاح مقر القنصلية في العاصمة بغداد، بمشاركة وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، ووزير التجارة والاستثمار السعودي، ماجد القصبي.

وقالت الخارجية العراقية، في بيان صدر عنها بهذا الصدد، إن ذلك يأتي "كمؤشر عملي على تعزيز التواصل بين بغداد والرياض، وحرص البلدين الشقيقين على تيسير الخدمات القنصلية، وتقديم التسهيلات إلى الراغبين في زيارة الديار المقدسة في المملكة لأداء الحج، والعمرة، وزيارة العتبات المقدسة في العراق، ولتسهيل إجراءات حركة العمل، والتبادل التجاري بين البلدين".

 وتعليقا على افتتاح القنصلية السعودية في بغداد، وصف المتحدث باسم الوزارة، أحمد الصحاف، العلاقة بين العراق والسعودية بأنها "استراتيجية"، مشيرا إلى أن "العراق يمضي بتوازن وقوة لبناء مصالحه".

SputnikNews