أخبار عاجلة

"التحالف العلماني السوري" يرفض تزاوج السلطة والدين

وطالب البيان الذي نشره البرلماني السوري نبيل صالح، الناطق باسم التحالف، بدعم وترويج الإنتاج العلماني السوري، مشيرا إلى أن برنامج (التحالف) يتضمن المطالبة بتشريع قانون أحوال شخصية مدني إلى جانب القانون الشرعي وإعطاء المواطن السوري حرية الاختيار بينهما، معتبرا أن القسر يولد العنف ويخرب سلام الفرد والمجتمع.

مناظر عامة للمدن العربية - مدينة دمشق، سوريا 10 سبتمبر/ أيلول 2018

© AP Photo / Hassan Ammar

ويسعى (التحالف) لـ "التعريف بثقافات الأقاليم السورية والاحتفاء بتنوعها وغناها الإنساني وإقامة مهرجان سنوي لها" و"بالثقافات الروحية للمجتمعات السورية منذ بداية بحث الإنسان السوري القديم عن القدير.. وفتح حوار مع الأحزاب الوطنية لتفعيل برامجها العلمانية.. ودعم توجهات المعلمين والكتاب والمثقفين والصحفيين العلمانيين".

ويتطلع التحالف في برامجه إلى "اعتماد العقل لا النقل في تجديد الخطاب الديني والآيديولوجيات الحزبية ورفض الفكر السلفي"، معتبرا أن "عدم انتصار جماعة العقل أخر لحاقنا بركب الأمم القوية حتى الآن".

وأشار البيان إلى أن الاجتماعات التشاورية للتحالف أفضت لعرض الإعلان الأول عنه وآلية الانضمام إليه، مؤكدا أن الدعوة إلى الحوار والتشاور حول إقامة تحالف بين العلمانيين السوريين "غير خاضع لتجاذبات السلطة والمعارضة للاستئثار بالشارع السوري"، مشيرا إلى أن (العلمانيين) يقتربون من "مع ممثلي السلطة والمعارضة بقدر ما هو مع البنية النمطية والتسلطية في سياساتهم".

واتهم التحالف "المتشددين دينيا" بإشعال "الكثير من الحروب ضد بعضهم وضد أنفسهم.. بعدها شكل كل مذهب صورة لرب يشبهه ويخالف غيره.. وقطعت ملايين الرؤوس بتهمة الردة أو الكفر والهرطقة، ومازال القتل مستمرا على الهوية.. بعد مضي 65 عاما على اختيار الشعب السوري النظام الجمهوري العلماني".

وأشار البيان إلى أنه "مع نهايات الحرب يفترض بنا صيانة ما تبقى من إرث الجمهورية والعمل على ترميم ما تمزق من النسيج الاجتماعي السوري، بإزالة أسباب قيام الحرب التي شاركت فيها التنظيمات الدينية والقوى السياسية الدولية، إضافة إلى مساهمة موظفي السلطات المحلية".

خروج حافلات تقل مسلحين من حرستا في الغوطة إلى إدلب، سوريا 22 مارس/ آذار 2018

© Sputnik . Mohammad Maarouf

وأشار البيان إلى أن "الخوف مما بعد الموت، ومن غضب السماء، ومن الغزاة، ومن تغوّل السلطات المحلية، ومن الفقر والجوع" كان "المحرك الأساسي لسلوك أسلافنا في العالم القديم" وأن تأسيس "العصبيات السورية في العشيرة والقبيلة والطائفة والقومية، نشأت على خلفية تأمين الحماية من كل هذا الخوف" وأن هذه المخاوف "استغلها الكهنة عبر التاريخ لتطويع الأفراد لمشيئتهم (المرتبطة بمشيئة الرب) فكانت هيمنتهم تتناسب طردا مع نسبة خوف وجهل الأفراد"، ليلي ذلك ولادة التحالف التاريخي بين طبقة الكهنوت وبين السلطات المتعاقبة.

ورأى التحالف أن "بذرة الحرية تنمو في العقل أولا" ولهذا "يجب تحريره من حكايات الخوف والكراهية التي تحتل ثقافاتنا الشعبية المتوارثة وتنفجر مفخخاتها فينا كل حين"، منوها بان "تجربة الحرب المريرة جعلت مزاج المجتمع السوري مؤاتيا للتخفف من العصبيات الدينية، ومن تكرار حروبنا مع بعضنا التي لم يدونها التاريخ الرسمي".

وشدد البيان على أن "الصراع الداخلي كان دائما بين النخب النزيهة والفاسدة داخل المجتمع الواحد"، مستهديا بذلك إلى ضرورة "النزاهة كصفة مطلوبة في المنضمين إلى تحالفنا بغض النظر عن خلفياتهم القومية والدينية والسياسية، مع التنويه أن الأخلاق هي منتج إنساني قبل أن تتبناها الديانات لتغدو عاملاً مشتركاً بين أخيار سائر الفرقاء في الوطن السوري العريق لتشكل وصايا متوارثة كانت تزدهر أيام السلم وتضعف وقت الحرب".

ولمح البيان إلى مساهمة "ارتفاع نسبة الفساد والظلم بإشعال حربنا المريرة، الظلم داخل المؤسسة الأسرية، واستبداد المؤسسة السياسية، وفساد المؤسسات القضائية والاقتصادية، وترهل المؤسسات التعليمية، وتفشي الأمية الثقافية".

فيسبوك

© AP Photo / Paul Sakuma

وشن البيان هجوما عنيفا على الأحزاب السورية، مشيرا إلى أن مراجعة سريعة لتاريخها يوضح بأنهم "أربكوا حياة الناس وعكروا شفافية المجتمع ومنعوا تجانسه، في الوقت الذي كانوا يظنون أنهم يهدونه للتي هي أقوم"، معتبرا ذلك مؤشرا على "أن زمن الأحزاب والجماعات بات من الماضي".

وانتقد البيان هيكيلة المؤسسات السورية، مشيرا إلى أنها وبعد "مرور نصف قرن من اعتماد أساليب التلقين والحفظ التي أنتجت مجتمع الأجوبة الجاهزة الذي لا يولِّد أسئلة مربكة للمنظومات السلفية المغلقة، حيث مازلنا نراوح في النقل دون إعمال العقل"، داعيا إلى "شكل جديد من التعاون المجتمعي لا يهدف الى الاستحواذ على السلطات.. وتحالف وطني غير ديني أو عرقي أو سياسي، لتحقيق العدالة والسلام بين أفراد المجتمع السوري".

وأكد التحالف على علمانيته وديمقراطيته التي "تحترم البعد الروحي للأديان وترفض كل أنواع التطرف الديني واللاديني" وعلى تطلعاته في "تعزيز مبادئ المساواة والتسامح والاحترام المتبادل والوجود السلمي لمختلف الأديان والقوميات المتجذرة في سورية".

كما دعا التحالف إلى "فصل القيم الدينية والروحية عن الآيديولوجيات المتطرفة داخل دولة القوانين المدنية، واقتصار التعليم الشرعي على موضوعات الإيمان والأخلاق والتعاون والتسامح مع الآخرين. وعدم التمييز بين المرأة والرجل في الأحوال الشخصية من حيث الإرث والشهادة وحقوق الجنسية وأن تكون ولية نفسها، لأن المواطنة سوف تكون مهيضة الجناح في وطن يضيّع حقوق نصف سكانه من الإناث.

وفي موقفه من الصراع العربي الإسرائيلي، رفض البيان "أسلمة الصراع العربيـ الإسرائيلي واختزال القدس بالأقصى لأن أسلمة الصراع تصب في خانة التهويد الذي يدعو له الكيان الصهيوني المحتل".

ولخص البيان تطلعات التحالف إلى "حماية حقوق الفرد وتعزيز هويته الوطنية.. وتفعيل الأنظمة والقوانين المؤسسية الوطنية في مواجهة الفساد الإداري والتسلط الحزبي والديني.. وفك أي تحالف بين المؤسستين السياسية والدينية".

SputnikNews