أخبار عاجلة

من الحرب إلى السلم إلى التعاون... 70 عاما من العلاقات الإسرائيلة (خط زمني)

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو

© AP Photo / Dan Balilty, Pool

الجيش السعودي في مواجهة "الصهيونية"

مع اندلاع حرب 1948 قاد الملك السعودي المؤسس عبد العزيز آل سعود، حملة ضد الحكومتين الأمريكية والبريطانية وحملهما مسؤولية ما يقع في فلسطين، وأمر بفتح أبواب التطوع والجهاد للسعوديين لنصرة الشعب الفلسطيني. وقام الملك بإرسال الجيش العربي السعودي وقوات عسكرية وكمية من الذخائر والبنادق إلى الثوار في فلسطين، وذلك بحسب ما ورد في تقرير أعده موقع "سبق" السعودي بعنوان "شجاعة الملك المؤسس وبسالة الجنود السعوديين خلّدهما التاريخ في حرب 48".

ويقول التقرير إنه مع بداية المناوشات أرسل مفتي فلسطين أمين الحسيني والهيئة العربية العليا في فلسطين مندوباً إلى ملك الملك عبد العزيز آل سعود، لطلب المساعدة، فأمر الملك عبد العزيز بإرسال كمية من الذخيرة والبنادق إلى الثوار في فلسطين، وتبرع الشعب السعودي بمبلغ خمسة ملايين ريال سعودي.

كما أمر الملك عبد العزيز آل سعود بإرسال فرقة كاملة من الجيش السعودي وفتح باب التطوع للشباب السعودي للجهاد في فلسطين وتوجهت الدفعة الأولى بالطائرات، فيما أرسلت بقية السرايا بالبواخر. وبلغ عدد ضباط وأفراد الفرقة قرابة ثلاثة آلاف ومائتي ضابط وجندي، وفقاً لعدد من الكتب التي رصدت تلك العلاقات السعودية الفلسطينية.

مؤسس المملكة رفض التفريط

ويقال إن الملك عبد العزيز آل سعود وهو يؤسس لقيام الدولة السعودية الثالثة بمساعدات بريطانية وغيرها، كان حذراً أشد الحذر من التنازل عن فلسطين أو القبول بهجرات اليهود الغربيين إليها، ويروي الملك عبد العزيز آل سعود للرئيس الأمريكي روزفلت في البحيرات المرة عن لقائه بتشرشل رئيس الوزراء البريطاني في ذلك العهد، أن تشرشل بدأ يتحدث معي  قائلاً: "إن إنجلترا  أيدتني في الأيام الصعبة، وتطلب مني أن أساعدها في موضوع فلسطين، وترى أنه يجب أن أثبت قدرتي كزعيم عربي قوي وأمنع عناصر التهيج العربي من الإثارة ضد الخطط الصهيونية في فلسطين. وقال تشرشل للملك إن علي أن أقود المعتدلين العرب إلى حل وسط مع الصهيونية، وهو (تشرشل) يتوقع مني أن أساعد على تهيئة الرأي العام العربي لقبول تنازلات لليهود.

الأمير محمد بن سلمان

© REUTERS / Faisal Al Nasser

وبحسب كتاب نائب رئيس الحرس الوطني السعودي السابق عبد العزيز عبد المحسن التويجري: "لسراة الليل هتف الصباح"، ذكر الملك أنه أجاب تشرشل قائلا: "إنني لم أنكر صداقتي لبريطانيا، وقدمت لهم ما أستطيع في الحروب ضد عدوهم، وأن ما تقترحه علي (على الملك) ليس مساعدة إنجلترا أو الحلفاء، ولكنه بالنسبة لي عمل من أعمال الخيانة لرسول الله، ولكل المسلمين المؤمنين، ولو أنني أقدمت على ما طلبتم لأضعت شرفي ودمرت روحي، وأنا لا أوافق على التنازل للصهيونية فضلا عن إقناع غيري".

كما قال الملك عبد العزيز لضباط البعثة الأمريكية التي زارت السعودية في ذلك الزمان والتقوا به وتحدث عن التهديدات التي تواجه العرب وأهمها عنده الضغط اليهودي على فلسطين قال: أمريكا وبريطانيا أمامهما حرية الاختيار بين عالم عربي هادئ ومسالم أو دولة يهودية غارقة في الدم، وقال في رسالته إلى روزفلت "إن خطر الصهيونية في فلسطين، لا يعني خطرا يهدد فلسطين وحدها، بل إنه خطر يهدد سائر البلاد العربية.

الملك فيصل والدفاع عن الحق الفلسطيني

جاء الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود إلى الحكم في السعودية حيث كان الملك الثالث والابن الثالث من أبناء الملك عبد العزيز الذكور من زوجته الأميرة طرفة بنت عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ. وتولى مقاليد الحكم، في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1964، بعد تنحي أخيه غير الشقيق عن الحكم الملك سعود بسبب أمراضه المتعددة. وشهد عهده الكثير من الأحداث أبرزها قيامه بقطع النفط عن الولايات المتحدة وكل الدول الداعمة والموالية لإسرائيل في أثناء حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، كما جهر برفضه الشديد إقامة موطن لليهود في فلسطين.

اهتم الملك فيصل بالقضية الفلسطينية، وشارك في الدفاع عن حقوق فلسطين عالميًا، وظهر ذلك واضحًا عندما خطب في عام 1963 على منبر الأمم المتحدة حيث ذكر إن الشيء الوحيد الذي بدد السلام في المنطقة العربية هو القضية الفلسطينية ومنذ قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين. ومن سياسته التي اتبعها حول هذه القضية عدم الاعتراف بإسرائيل، وتوحيد الجهود العربية وترك الخلافات بدلًا من فتح جبهات جانبية تستنفذ الجهود والأموال والدماء، وإنشاء هيئة تمثل الفلسطينيين، وإشراك المسلمين في الدفاع عن القضية.

شرطي يقوم بالبحث عن فلسطينيين في أغسطس/ آب 1929 خلال الانتداب البريطاني في فلسطين، حيث وقعت مصادمات عنيفة بين الفلسطينيين العرب الذين عارضوا إقامة في وطن قومي للشعب اليهودي

© AP Photo / WORLD WIDE PHOTOS

شرطي يقوم بالبحث عن فلسطينيين في أغسطس/ آب 1929 خلال الانتداب البريطاني في فلسطين، حيث وقعت مصادمات عنيفة بين الفلسطينيين العرب الذين عارضوا إقامة في وطن قومي للشعب اليهودي

مصلحة مشتركة في اليمن ضد عبد الناصر

واستمر الأمر على هذا المنوال إلى أن اضطربت العلاقات المصرية — السعودية بدخول جمال عبد الناصر في حرب اليمن، حيث ساند عبد الناصر الثوار الجمهوريين في وجه الملكيين المدعومين من السعودية، وتطور الصراع في اليمن إلى ما يشبه حربًا بالوكالة بين والسعودية، حيث رأت السعودية في التدخل المصري في اليمن مقدمة للتدخل في المملكة السعودية وربما إنهاء حكم آل سعود.

وجّه عبد الناصر تهديدًا وجوديًا للمملكة السعودية بتدخله في اليمن تارةً وبتصريحاته العدائية تارةً أخرى، متوعدًا بإسقاط حكم الرجعية في بلاد الحجاز. رمت السعودية بثقلها في الحرب اليمنية كما سعت إلى التعاون مع إسرائيل، المستفيدة الأخرى من إنهاك القوات المصرية في اليمن.

وفي هذا السياق، يذكر الكاتب المصري، محمد حسنين هيكل، في كتابه "سنوات الغليان" أن "إسرائيل تولت الشق العملي من تسليح ونقل للمعدات إلى كل من المرتزقة الأجانب الممولين سعوديًا وقوات الملكيين في جبال شمال اليمن".

صورة مؤرخة قبل عام 1937 خلال الانتداب البريطاني في فلسطين تظهر العرب يتظاهرون في القدس القديمة ضد الهجرة اليهودية إلى فلسطين ويمكن رؤية جمال الحسيني رئيس الحزب العربي الفلسطيني

© AFP 2018 / WORLD WIDE PHOTOS

صورة مؤرخة قبل عام 1937 خلال الانتداب البريطاني في فلسطين تظهر العرب يتظاهرون في القدس القديمة ضد الهجرة اليهودية إلى فلسطين ويمكن رؤية جمال الحسيني رئيس الحزب العربي الفلسطيني

وعلى الرغم من الخلافات بينه وبين الرئيس المصري جمال عبد الناصر، إلا أنه بعد حرب 1967 وعقد مؤتمر القمة العربية في الخرطوم تعهد بتقديم معونات مالية سنوية حتى تزول آثار الحرب على مصر، كما أنه قرر مع عدة دول عربية بقطع البترول أثناء حرب أكتوبر. كما عمل على حل الخلاف بين السعودية ومصر حول القضية اليمنية.

كامب ديفيد والمبادرات السعودية

كانت السعودية من أشد المعارضين لاتفاقية الكامب ديفيد وعند توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل قامت السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع مصر ووصفت السعودية مصر بأنها خانت الدول العربية وعادت العلاقات عام 1987م.

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير

© Sputnik .

وقدمت السعودية أول مبادة للسلام مع إسرائيل قدمها الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، عام 1982، ورفضتها إسرائيل كما رفضت كل المبادرات السلمية التي تقدمت بها السعودية بعد ذلك

وكانت المبادرة الأولى هي مبادرة الملك فهد وقدمت في مؤتمر قمة فاس عام 1982، والثانية مبادرة الملك عبد الله آل سعود في قمة بيروت عام 2002، ولم تستجب إسرائيل للمبادرتين، بل أنها زادت في استخدام القوة ضد الشعب الفلسطيني وتوسعت في أراضي الضفة الغربية.

المملكة العربية السعودية دعمت حق الشعب الفلسطيني في السيادة، ودعت إلى الانسحاب من الضفة الغربية والأراضي الأخرى التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. وفي عام 2002 اقترح الملك عبد الله عندما كان وليا للعهد مبادرة السلام العربية هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل ورغم أن عددا من المسؤولين الإسرائيليين قد استجابوا لمبادرة الملك عبد الله إلا ان الإسرائيلية رفضت المبادرة. وفي عام 2007 أعادت السعودية فتح مبادرة السلام العربية لكن بنيامين نتنياهو عندما كان زعيم للمعارضة وعدد من أعضاء الليكود رفضوا المبادرة مباشرة.

تقارب ضد إيران

ومؤخراً اتفقت كل من السعودية وإسرائيل على ما تعتبره الدولتان "توسعاً للنفوذ الإيران في المنطقة". كما تعارضان برنامج إيران النووي وتراه الدولتان تهديداً للمنطقة. وظهرت تقارير إخبارية تشير إلى تعاون سري دبلوماسي واستخباراتي بين السعودية وإسرائيل، إذ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المملكة العربية السعودية ستسمح للقوات الجوية الإسرائيلية بعبور مجالها الجوي لقصف إيران، وتم نفي الخبر من الدولتين.

وسرع الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، والذي رافقه صعود محمد بن سلمان، نجل العاهل السعودي بتعيينه ولياً للعهد، العلاقات بين البلدين بدعوى مواجهة عدو مشترك يتمثل في إيران، حيث التقى اللواء المتقاعد، أنور عشقي، المستشار السابق لرئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان، عددا من المسؤولين الإسرائيليين المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وعلى رأسهم المدير العام لوزارة الشؤون الخارجية الإسرائيلية، دور غولد.

بن سلمان

وبحسب التحقيق التلفزيوني الذي أعدته القناة الـ13 الإسرائيلية مؤخراً، فقد جمّدت السعودية في نهاية العام 2014 علاقاتها السرية مع إسرائيل بعدما تبيّن لها أن نتنياهو غير معني بإحداث تحوّل على صعيد تعاطيها مع القضية الفلسطينية. وأحدث موقف الملك عبدالله خلافاً داخل الحكومة الإسرائيلية السابقة، فوزير الأمن الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، كان يصر على أن تُقدم إسرائيل على خطوات لحل الصراع مع الفلسطينيين من أجل توفير بيئة تسمح باستمالة السعودية وتدفعها للتعاون مع تل أبيب في مواجهة إيران، وهو ما كان يرفضه نتنياهو خوفاً من ردود فعل شركائه من اليمين في الائتلاف.

وقال التحقيق إنه قد ثبت في النهاية أن نتنياهو كان محقاً، فالسعودية في عهد بن سلمان، لم تعد تطرح حل القضية الفلسطينية كشرط لتطوير العلاقة الثنائية مع تل أبيب. وأشار إلى أن السعودية لم تكن فقط تحثّ إسرائيل على ضرب إيران و"حزب الله"، بل كانت أيضاً مستعدة لتقديم مساعدات لها لتمكينها من تحقيق الهدف. وقال شابيرو في التحقيق إن إدارة أوباما بادرت إلى جسّ نبض نظام الحكم السعودي لمعرفة ما إذا كان مستعداً للسماح للطائرات الحربية الإسرائيلية بالتحليق في الأجواء السعودية في طريقها لضرب إيران، مشيراً إلى أن واشنطن فوجئت عندما اكتشفت أن السعوديين والإسرائيليين قد بحثوا هذه القضية في وقت مسبق.

رئيس جهاز المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل

© Sputnik .

وكشف التحقيق آليات السعودية لاستثارة الحماس الإسرائيلي لضرب إيران و"حزب الله". فقد نقل عن رئيس مجلس الأمن الوطني السعودي السابق بندر بن سلطان، قوله لرئيس "الموساد" الإسرائيلي السابق تامير باردو، خلال لقاء بينهما في الرياض مطلع العام 2014: "هل أنتم تمثّلون إسرائيل التي خاضت حرب 1967؟ أم إسرائيل التي خاضت حرب لبنان الثانية؟".

وبحسب جريدة "سبق" السعودية وصف رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل في حوار مع CNN الأمريكية، التصريحات الإسرائيلية القائلة بوجود علاقات سعودية إسرائيلية بأنها ضرب من الخيال.

وشدد الأمير السعودي على أن "موقف السعودية تجاه فلسطين لم يتغير، والأحاديث الإسرائيلية التي تنقل عن عقد لقاءات في السر بين الجانبين السعودي والإسرائيلي ضرب من الخيال، وغير صحيحة".

SputnikNews